مدريد ـ صوت الإمارات
يسعى فندق ريتز العريق في مدريد الزاخر بالكثير من الكنوز الفنية والهندسية المنسية الى استعادة بريق الماضي عبر ورشة تجديد كبرى لهذا الصرح الذي استقبل مجموعة من كبار شخصيات العالم على مدى اكثر من قرن.
واشترت مجموعة ماندارين اورينتال الفندقية في هونغ كونغ ومجموعة العليان السعودية هذا الصرح الفندقي الواقع في وسط مدريد بمائة وثلاثين مليون يورو في شهر ايار/مايو الماضي، وتقدر نفقات تجديده بتسعين مليون يورو.
انشئ هذا البناء في العام 1910 وهو من تصميم المهندس الفرنسي تشارلز مويس بطلب من الملك الفونس الثالث عشر، وكان "صرحا فريدا في مدريد، بتاريخه وخاصياته وموقعه"، بحسب ما تقول ايماكولاندا رانيرا مديرة مجموعة كريستي اند كو المتخصصة في الفنادق في اسبانيا والبرتغال.
وتضيف "لكن منذ سنوات يسود اعتقاد في القطاع الفندقي بضرورة تجديده".
وتشكل الواجهة الاساسية للفندق، التي اسودت وظهرت فيها الشقوق، مشهدا متنافرا مع الواجهات الجانبية التي اعيد ترميمها مع المحافظة على طابعها الاصلي.
ففي شهر شباط/فبراير الماضي، بدأ العمل بتجديد الواجهات، وتتواصل هذه الاعمال حاليا، وهي حلقة من سلسلة اعمال تستكمل اعتبارا من مطلع العام 2017 وتستغرق عاما ونصف العام.
ومن ضمن هذه الاعمال الحفر في حديقة الفندق لتشييد قاعة رياضية تحت الارض مع حوض سباحة، اما السقف فسيجري رفعه لتشييد غرف جديدة في علية الطابق السادس، وستجدد قاعات الحمامات ذات الصنابير الذهبية التي عفا عليها الزمن.
ويقول كريستيان تافالي المدير العام للفندق ان هذه التفاصيل هي التي تجعل من الفندق مكانا تجاوزته الحداثة، فقاعات الحمامات مثلا "تجسد الذوق الفاخر الذي كان سائدا في العام 1910، وما نريده هو ان نعكس الذوق الفاخر للعام 2015".
واستضافت صالات الفندق شخصيات كبيرة من كل العالم، من فيديل كاسترو وايفا بيرون، الى نلسون مانديلا وزازا غابور وفرانك سيناترا.
ويروي كريستيان تافيلي أن الممثلة الاميركية "ايفا غاردنر عاشت نزوات عدة حول العالم بعضها حصل في هذا الفندق. وكانت احداها مع فرانك سيناترا في وقت كانت تقوم بتصوير فيلم في مدريد".
ويضيف "سيناترا جاء لزيارتها وحجز غرفة في فندق ريتز. اتصل بها على رقم منزلها لكنها لم تصدق كلامه عندما قال لها إنه موجود في مدريد.
لذا طلب من موظفي الاستقبال نقل الهاتف الى مقربة من البيانو حيث قام بالعزف لها. ويروى أنه بعد عشر دقائق، وصلت ايفا الى فندق ريتز مرتدية فقط معطفا من الفرو من دون اي قطعة ملابس تحته". ومن بين ذكريات هذا الصرح العريق تحويل احدى قاعاته الى غرفة عمليات خلال الحرب الاهلية الاسبانية.
وجرى استخدام اواني المطبخ واواني المائدة المذهبة بحسب الفندق خلال زفاف الملك الفونس الثالث عشر مع الاميرة فيكتوريا اوجيني سنة 1906.
هذه الاواني متاحة لاستخدامها من جانب زبائن الفندق مقابل دفع مبلغ 60 يورو للشخص الواحد. وتقول المسؤولة عن تنظيم الحفلات والمناسبات في الفندق غلوريا غاريدو "هذا كنز تاريخي (...) احد اهم الاسرار المحفوظة جيدا".