عمان ـ بترا
أطلق المتسلق العالمي الأردني مصطفى سلامة ظهر اليوم الثلاثاء في عمان مبادرة (رؤية بلا حدود) التي يقودها هو بنفسه ويصحبه خلالها الرياضيان الأردنيان سهيل النشاش (كفيف) وجراح الحوامدة (الذي فقد إحدى ساقيه بسبب السرطان) والتي ستبدأ خلال الفترة من 7 إلى 15 فبراير\شباط القادم بتسلق جبل كليمينجارو (شمال شرق تنزانيا).
وقال سلامة – خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم بعمان – "إن هذه المغامرة جديدة من نوعها ؛ لأن التحدي سيكون مضاعفا في مواجهة الجبال والوصول إلى قمة جبل كلمينجارو"..مؤكدا في الوقت ذاته على أن هدف هذه الرحلة يتمثل أيضا في إظهار الصورة الحقيقية للإسلام بأنه دين السلام والتسامح حيث سيتم رفع الآذان فوق قمة الجبل.
وأعرب المتسلق العالمي عن سعادته لمرافقة النشاش والحوامدة له خلال هذه الرحلة التي وصفها بأنها ستكون "مميزة" بالنسبة له ؛ لأنها لا تتشابه مع رحلاته السابقة..قائلا "إن مشاركة هذين الشابين المتحمسين في الرحلة القادمة هي بمثابة رسالة إلى كل شعوب العالم مفاداها أنه لا مستحيل ، وأن الإرادة يمكنها أن تصنع المعجزات متى آمن الإنسان بنفسه وهدفه".
واعترف سلامة بأن الرحلة لن تكون سهلة خاصة وأنهم سوف يقومون بالمشي ما بين إلى 6 إلى 8 ساعات كما أن الصعود إلى قمة الجبل سوف يستغرق حوالي 16 ساعة .. مؤكدا في الوقت ذاته على أن سلامة هذين الشخصين هي القمة الأساسية له.
ومن جهته..قال النشاش (30 عاما) إن فقدان بصره وهو بعمر 13 عاما ، نتيجة خطأ طبي ، لم يكن أمرا سهلا عليه إلا أن عزيمته دفعته للاندماج في المجتمع لإبراز مواهبه وذلك بعد سنوات..منوها بأنه خاض العديد من التجارب ومارس الرياضيات مثل السياحة وألعاب القوى وكرة الهدف كما أنه يعد كان أول عربي كفيف يخوض رياضة الوثب العالي والطويل والثلاثي.
وأشار إلى أنه لم يكتف بذلك فقط بل توجه إلى رياضة الماراثون وحصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية وكان أول عداء عربي كفيف يقطع مسافة 42 كم (المارثوان كاملا) كما أنه يعتبر أول متسلق عربي كفيف يتسلق أعلى قمة جبل في الأردن (جبل أم الدامي).
وقال النشاش (موظف بشركة زين في الأردن) "إنني أعتبر أول كفيف يخوض تجارب الجري في الصحراء والغابة وقد حصلت على جائزة السوسنة السوداء كأفضل رياضي في الأردن لعام 2012 ، والآن استعد للتأهل لأولمبياد البرازيل ، ومع ذلك فإنني أوجه رسالة للناس كافة مفاداها أنه مع الإرادة لا يوجد مستحيل".
وبدوره .. قال الحوامدة - الذي أصيب بالسرطان وهو في عمر 15 عاما ولم يستجب للعلاج فتقرر بتر ساقه لإنقاذ حياته - "إن الأمر كان صعبا في البداية إلا أنني تقبلته ولم أقف بعدها ساكنا بل استعنت بساق اصطناعية وأصبحت أمارس حياتي بشكل طبيعي بل وأكثر من ذلك".
وأضاف"قررت تحدي هذا المرض وبدأت في ممارسة الأنشطة التي يصعب على الناس العاديين ممارستها كركوب الدراجات البخارية ، إلى أن أصبحت عضوا في (الجوردن رايدرز) كما أمارس السباحة وتسلق الجبال والانزالات الجبلية).
وقد أسهمت العديد من المؤسسات والشركات الأردنية في دعم مغامرة التسلق والتحدي هذه إيمانا منها بأهمية تقديم العون والفرصة لكل طموح يسعى لتحقيقه هدفه مهما بلغ ومادام مؤمنا بنفسه وقدرته.
المصدر: أ ش أ