القاهرة / ندى أبو شادي
تُعدّ سياحة الشلالات واحدة من أحدث النشاطات المعروفة في ربوع لبنان؛ فمشروع زيارة هذا النوع من المعالم الطبيعية صار يتصدر اليوم البرامج السياحية الرائجة فيه، التي تستقطب أهله من ناحية والزوار الأجانب والعرب من ناحية ثانية.
فلبنان المعروف بجغرافيته المتنوعة وبمشهدية طبيعته الجميلة تشكل الشلالات (المساقط المائية)، إضافة أخرى إلى روائعه السياحية المشهور فيها كمغارة جعيتا وقلعة بعلبك وصخرة الروشة وغيرها من المواقع التي تزين خريطته السياحية.
ويحتوي لبنان على شلالات عدة تنتشر في مختلف مناطقه حيث يتسبب سقوط مياه الأنهار من مكان مرتفع على صخور صلبة في جرف شديد الانحدار يعرف بالشلال. وكما شلالات جزين وأفقا وبيصور يعرف لبنان بشلالات أخرى نالت شهرة عالمية كـ«شوان» و«بالوع بلعة» و«شلالات نهر العاصي». وفي هذا الإطار اخترنا لكم 5 شلالات لزيارتها أثناء وجودكم في لبنان التي تشكل مقصداً للسياح هواة المغامرة والطبيعة.
- شلالات «بالوع بلعة»:
تقع هذه الشلالات في بلدة تنورين الفوقا المتاخمة لجرود اللقلوق، وهي تعرف باسم «بالوع الجسور الثلاثة»، وتبدو قابعة في منخفض مهيب تشرف عليه أشجار شاهقة أحدثت فيها العوامل الطبيعية أشكالاً خلابة. ويبلغ العمق الإجمالي للبالوع نحو 255 متراً وأجزاؤه موزعة كما يلي: يطل المنخفض على هوة أولى يبلغ عمقها 90 متراً وعرضها 100 متر. تخترق هذه الهوة في وسطها جسور ثلاثة طبيعية متراكمة. في بعض شهور السنة يصب في هوة البالوع الرئيسية شلال من المياه الغزيرة ارتفاعه 90 متراً ثم يتفرع في دهاليز سرية لم يتم اكتشافها كلها بعد. أما الهوات الثلاث الباقية في البالوع فهي شديدة التعقيد وتحتوي على سراديب وبرك وهوّات متفرقة وقاعات مغمورة بالمياه.
وفوق الجسر الأوسط للبالوع المعروف بـ«المحبسة» يحلو للبعض الجلوس عليها لاستكشاف مناظر طبيعية لا يمكن مشاهدتها من أي مكان آخر. ويتميز عن سواه من البواليع في لبنان والعالم بأن الوصول إليه سهل نسبياً وشكل فوهته نادر.
شلالات جزين
تقع شلالات جزين المعروفة بـ«الشالوف» في البلدة التي يحمل اسمها في جنوب لبنان، والتي بسببها اشتهرت باسم «عروس الشلالات». يعد «الشالوف» خامس أعلى شلال في العالم بحيث يصل ارتفاعه إلى نحو 904 أمتار عن سطح البحر. تبلغ مشهدية شلالات جزين روعتها في فصل الشتاء بحيث تتساقط مياهها الغزيرة بكثافة ويشكل رذاذها الذي يطال أحياناً أطراف المطاعم المحيطة به، متعة بالنسبة للبعض بحيث يحلو لهم التقاطه صور لها أو الوقوف إلى جانبها. وللوصول إلى بلدة جزين الجنوبية يمكنك أن تسلك طريق أوتوستراد صيدا وهي تبعد نحو 73 كيلومتراً عن مدينة بيروت.
وفي إمكان زائر هذه البلدة أن يستمتع بعدة معالم موجودة فيها إلى جانب شلالاتها؛ فإضافة إلى مطاعمها التي تقدم اللقمة اللبنانية الشهية فهي تملك معالم أثرية عدة كـ«المعبور» و«المطاحن» و«الجسور» و«اليواخير» والأسواق القديمة وكذلك قصر فريد سرحال الأثري.
شلالات شوان
يصفون منطقة شوان الواقعة على ضفاف نهر إبراهيم شمال لبنان بـ«الجنة على الأرض» لجمالية مناظرها الطبيعية، التي تتألف من بحيرة كبيرة يتساقط فيها شلال شوان. وهي تشكل مقصداً لهواة ممارسة المشي على الأقدام الذين يؤمّونها من كل حدب وصوب سالكين دروباً ضيقة موزعة بين أحضان الطبيعة. وعادة ما يقصدها هواة السباحة. وتجري حجوزات مسبقة للقيام برحلة إلى تلك المنطقة. تبعد منطقة شوان نحو 40 كيلومتراً عن بيروت ويقصدها البعض للتخييم، فيما تفضل شريحة أخرى نقل متاعها على الحمار كون الوصول إليها يستغرق نحو 90 دقيقة. ولعل الشهرة التي اكتسبها هذا المواقع بفضل وسائل التواصل الاجتماعي («إنستغرام» و«فيسبوك») جعلتها تكتظ بالزوار والمتنزهين ومحبي رياضات الطبيعة.
شلالات أفقا
تقع بلدة أفقا في منطقة جبيل - كسروان وهي تبعد نحو 70 كيلومتراً عن العاصمة اللبنانية، ويمكنك أن تصل إليها من خلال ثلاث طرقات طريق نهر إبراهيم، قرطبا، المنيطرة، وطريق جعيتا، عجلتون، ميروبا، قهمز، لاسا وأيضاً عن طريق شمسطار، حدث، بعلبك، المنيطرة. آثار متفرقة تنتشر في أفقا كهيكل فينوس وقلعة أدونيس وعشتروت وغيرها. وهي تشتهر بشلالاتها التي تتدفق من مغارتها الكبيرة لتؤلف مجموعة منها نظراً لتخزينها الثلوج في داخلها لفترات طويلة من السنة. استخدمت شلالات أفقا في تصوير فيديو كليبات لأغانٍ كثيرة نظرا لمشهديتها الجميلة.
أما أماكن الاستراحة التي ينصح بها لزوار هذا الموقع فهي «ريزيرف أفقا» ومطعم «الربيع» حيث يسمح التخييم في الأول والاستمتاع بمناظر طبيعية وبلقمة لبنانية لذيذة في الثاني.
شلالات «عيون السمك»
تندرج بلدة عيون السمك الواقعة في منطقة عكار على خريطة لبنان السياحية لما تتضمن من مناظر طبيعية جميلة ونشاطات رياضية جمة. وتتميز بكثرة ينابيعها وبالأنهار الحالية وشلالات المياه الجميلة المتدفقة من أعلى قممها. وتعد بحيرة «عيون السمك» التي تبلغ مساحتها 50 ألف متر، حيث تصب مياه نبع السكر المتدفق من أعالي جرود الضنية، من أجمل معالمها الطبيعية، التي تكشف عن منظر جداولها المتعددة النابعة من شلالاتها المرتكزة على تلال خضراء. فنانون كثيرون اختاروا بحيرة «عيون السمك» لتصوير أغانيهم وبينهم نانسي عجرم ومايز البياع وتامر حسني. تشكل شلالات «عيون السمك» لوحة طبيعية بحد ذاتها كونها تتساقط من على هضابها الخضراء، وفي إمكانك تأملها عن قرب عبر جسر خشبي يمر بقربها.