باريس ـ مصر اليوم
يعتبر خليج ”سان تروبيه” من أكثر الأسماء المعروفة في الريفيرا الفرنسية، ويستحضر عند ذكره صورا لمجموعة من اليخوت التي تعمل بالوقود والشواطئ المرصعة سماؤها بالنجوم .يقع سان تروبيه في الريفيرا الفرنسية، وكان معقل عسكري وقرية صيد متواضعة حتى بداية القرن 20. كما كان أول مدينة على هذا الساحل تتحرر خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد الحرب، تحول إلى منتجع شاطئى معروف دوليا، وكسب شهرته في الفترة اللاحقة بسبب تدفق فناني السينما الفرنسية عليه، ثم تحول إلى هدفا للسياح للباحثين عن الأصالة ورؤية المشاهير في بعض الأحيان. كل عام في نهاية سبتمبر، يقام سباق القوارب في خليج سان تروبيه (ليه فوال دو سان تروبيه)، وخلال ذلك الوقت يأتي العديد من السياح للاستمتاع بهذا الحدث، أو كمحطة في رحلتهم إلى مدينة كان، مرسيليا أو نيس . وعلى الرغم من السمعة الجيدة التي استحقها الخليج عن جداره إلا أن سان تروبيه كان يجهله الكثيرين لفترة طويلة وذلك حتى منتصف عام 1950، ولكنه الآن بضم العديد من المعالم السياحية الجذابة ولعل في مقدمتها ميناء للصيد وبعض القلاع العسكرية التي لا تزال معالمها موجودة وبعض الأشجار التي لا يزال أثار نحت الفانيين منقوش عليها وعلى طول شوارعها الضيقة المرصوفة بالحصى التي طالما كانت تفتن زوارها لعده قرون . بالنسبة للشواطئ المشهورة والغير مشهورة فإن كلاهما يتمتع بمظلات مغطاة بجلود مطلية بمواد لحماية الزوار من أشعه الشمس. وفيها تستطيع أيضا الذهاب لسماع الموسيقى الصاخبة واحتساء مشروب بمبلغ عشرون يورو، وهناك تستطيع أيضا التسلق على المرتفعات . ومن أشهر الشواطىء Tropezien وشاطئ Pampelon والتي تقدم بعضها فرصة لركوب الأمواج، والإبحار والتجديف، فيما يقدم البعض الآخر الرياضات المائية الآلية، مثل الزوارق السريعة والدراجات النفاثة والتزلج على الماء، والغوص. ويشتهر الخليج بوجود اليخوت والكثير من الشواطئ مع الخيام المغطاة بالجلود والتي تتميز بنوع معين من المواد الواقية من أشعه الشمس. احتل سان تروبيه موقعا عسكري استراتيجي، وقد بنيت قلعتها الشهيرة بين عامي 1590-1607 للدفاع عن السواحل ضد الغزاة، ولا تزال تحافظ هذه القلعة على مراقبة القرويين والبحر إلى الآن، وذلك على الرغم من وجود عدد قليل من طيور الطاووس المتجولة وبعض المدافع البائدة التي تقوم بالحراسة في هذه الأيام. وقبل وجود القلعة كان يوجد ثلاثة أبراج يرجع تاريخها إلى القرون الوسطي وهذه الأبراج كان تقوم بحراسة ميناء بورتالت ، جارلير ،وميناء سيفرين ، وهم أقدم مباني موجودة في سان تروبيه. أما إذا وصلت في منتصف مايو وسمعت إطلاق نار فلا تتوجه إلى التلال لأنه بالتأكيد سيكون موعد احتفال “برايدز” وهو احتفال ديني وعسكري يرجع تاريخه إلى القرن الخامس عشر ويتم إقامته لمده ثلاث أيام من كل شهر مايو ويقوم الرجال بارتداء الأزياء العسكرية القديمة وإطلاق النيران، وتتزامن مع الاحتفالات طبال ومسيرات من المتفرجين المبتهجين بالاحتفال، الذي يعتبر حدث فريد ينتظره الكثيرون في سان تروبيه تكريما للتاريخ العسكري بالمدينة وكذلك تكريما للبطل الشهيد بالمدينة سانت تروبيز . لا يفوتك استئجار سيارة أجرة لتتوجه إلى منطقة بروفانس شابيل سانت آن والتي تتمتع بالطراز البسيط والتي تقع على قمة تل في منطقة سكنية فوق ساحة بلاس دس ليسز، والتي تم بنائها عام 1618.الطعام في سان تروبيهيغطي المشاهد الريفية في شبه جزيرة سان تروبية أشجار العنب، وتبدأ الحياة اليومية في الإقليم بالتسوق ويتجلى المشهد الأكبر لسان تروبية في الساحة الرئيسية المعروفة باسم “بلاس دى ليسز” وذلك يومي الثلاثاء والسبت.كما يوجد سوق السمك والذي يوجد به السمك يوميا طازجا حيث يقوم الصيادين المحليين كل صباح بصيد سمك جديد من مكان قريب من ميناء بورت دى لا بويزونيرة، كما كان يفعل السكان المحليين منذ قرون. الفن والفنانينكان خليج سان تروبية أرضا خصبة للفنانين منذ مطلع القرن العشرين ويرجع الفضل الى الفنان الفرنسي الشهر “باول سيجناك”، الذي كان يعشق الألوان والأضواء ومن ثم استقر في سان تروبيه واعتبره بمثابة الاستديو الخاص به، حتى أنه دعا زملائه الرسامين أيضا ومن بينهم هنري ماتيس ،بيار بونار، وهنري ادمون للإقامة هناك.