مكسيكو ـ مصر اليوم
الأهرامات.. كلمة عن سماعها يتبادر إلى الذهن الفراعنة (المصريون القدماء) وأهراماتهم العظيمة في مصر، لكننا في هذا الموضوع نقصد بها أهرامات أخرى؛ فهناك أهرامات غير أهرامات الفراعنة، الفاصل بينهما المحيط الأطلنطي، ويفصلهما أيضاً ثلاثة آلاف عام من الزمن، إنها أهرامات حضارة المايا في المكسيك. المايا هو اسم الحضارة القديمة التي قامت في شمال جواتيمالا وفي الأجزاء الجنوبية من المكسيك، وسبب اختيارهم هذا المكان بالتحديد لإقامة حضارتهم هو وجود الغابات الإستوائية الكثيفة التي كانت بيئة مناسبة للحياة، وكانت واحدة من أعظم الحضارات البشرية في الجزء الغربي من الكرة الأرضية المطلة على البحر الكاريبي، لكن لم تترك لنا هذه الحضارة آثاراً كافية لفك رموزها وأسرارها كالحضارة الفرعونية عندما تركت لنا حجر رشيد، ومن خلال هذا الموضوع سنتجول معاً بين أشهر آثارها التي تبقت إلى اليوم في الجزء الجنوبي من المكسيك. نتوجه الآن إلى جنوب شرق المكسيك، إلى منطقة ساحلية تطل على كل من خليج المكسيك والبحر الكاريبي وبها أغلب آثار المايا، اسمها شبه جزيرة Yukatan (يوكاتان)، ووجهتنا منطقة سياحية داخلها اسمها Chichen itza (تشيتشين إتزا)، وبها بعض ما تبقى من آثار المايا ،مثل هرم Kukulkan (كولكولكان) الذي يعد أحد عجائب الدنيا السبع، ويسمى أيضاً هرم El-castillo بمعنى (هرم القلعة) باللغة الإسبانية. هرم المايا الشهير والمعروف بإسم Kulkulkan في البداية لابد أن نعرف أن شعب المايا كان يبني الأهرامات لواحد من ثلاثة أغراض: إما لأجل ممارسة الطقوس الدينية كذبح القرابين، وإما لعمل الإحتفالات الدينية، وإما لكي تكون علامات بارزة لسكان المايا يهتدون بها في طريقهم داخل الغابات. بنيت أهرامات المايا من الحجر الجيري، وتتميز بوجود معابد في أعلاها، وعلى واجهات الأهرامات سلالم تؤدي إلى هذه المعابد، وكان على الكهنة وعلى كل من يريد التعبد صعود كل تلك السلالم لإقامة الطقوس الدينية في المعبد الذي يوجد بأعلى الهرم، أما داخل الهرم فتوجد الغرف المخصصة لدفن الموتى.