جماليات "الريفييرا" الفرنسية بــ"موناكو"

تبدو إمارة "موناكو"، عروساً فاتنةً، فاتحة ذراعيها لاستقبال الزائرين الذين يأتونها من أنحاء العالم، بحثاً عن الراحة والهدوء.

تُعرف إمارة "موناكو" بفنادقها الفخمة ذات التاريخ العريق؛ كلّ فندق منها له تاريخ ضارب في القدم، وتعكس الهندسة الخارجية والداخلية لكل من هذه الفنادق، وعلى طريقتها، تاريخ هذه الإمارة الصغيرة ذات السمعة العالمية. ومن أشهر فنادق "موناكو": "إرميتاج" و"باريس" و"مونتي كارلو بيتش". تسيّر شركة "مونتي كارلو سوسيتيه دي بان دو مير" هذه الفنادق الثلاثة، وقد نظمت لنا دعوة لاكتشاف "مونتي كارلو بيتش". صمّم الأخير المهندس المعماري الفرنسي الشهير روجيه سيسال، على شكل فيللا من الطراز الكاليفورني. وتحيط بالفندق غابات الصنوبر الكثيفة من جهة، والبحر الأبيض المتوسط من جهة أخرى، وبذا يتمتع الناظر من الشرفات بزرقة هذا البحر وبسحر أعالي إمارة "موناكو" التي تمتاز بخضرتها وبناياتها الجبلية الرائعة.
إشارة إلى أنّ في سنة 1928، تاريخ افتتاح الفندق، اعتبر الحدث عالمياً في حينه، وما لبث أن اشتهر المكان بسرعة، كعنوان راق ومميز للاسترخاء والاستجمام. وفي سنة 2009، أوكلت مهمّة إعادة تصميم ديكور الفندق إلى مصمّمة الديكور إيرانية الأصل إنديا مهدافي التي استوحت الأعمال من جماليات البحر، وأضفت على المكان لمسة عصرية، بدون المساس بهندسة وروح ديكوره الأصلي الذي يعود إلى ثلاثينات القرن الماضي.
في مناسبة الاحتفال بعيد المرأة العالمي الأخير، كان "مونتي كارلو بيتش" نظّم عشاءً حضره مديرة الفندق دانيال غارسُلون وعدد من الشخصيات الاجتماعية والصحافيين المتخصّصين في فنون الطهي. وكانت "سيدتي" المطبوعة العربية الوحيدة التي دعيت لهذا العشاء، حيث استمتعنا بطهي "الشيف" الإيطالي باولو ساري الحائز على نجمة "ميشلان" المرموقة في مجال الطهي العضوي.
كان "الشيف" أمتع الحضور بأطباق تتألّف من الخضراوات والفاكهة، بعيداً عن اللحوم، بحيث تلتهمها العين قبل الفم لجاذبية تقديمها وسحر ألوانها! كلّ طبق يحكي شذرات من قصّة عشق هذا الطاهي للخضراوات، وهو عشق نشأ باكراً في مدينة البندقية الإيطالية التي ولد وتربّى فيها. وقد التحق هذا الطاهي بفندق "مونتي كارلو بيتش" في سنة 2012، بعد أن عمل في عديد من الفنادق ذات السمعة العالمية. وبفضل ساري حصل مطعم "إلزا" التابع لـ"مونتي كارلو بيتش" على نجمة "ميشلان" التي تعدّ المرجع في مجال الطهي الفرنسي الراقي، وبالتالي أصبح هذا المطعم وجهة لعشاق الأكل الصحي في الإمارة.