شكل جديد للبنطلون ينافس الجينز

يتساءل البعض: كيف دخلت هذه السراويل التي كانت مخصصة للركض والهرولة، وكانت إما حكرًا على النوادي الرياضية أو على رجال تقاعدوا من العمل ويقضون جل أوقاتهم مرتخين في البيت، عالم الموضة؟. سؤال أجاب عنه الكثير من المصممين في عروض ارتقت بهذه القطعة إلى مصاف بنطلون الجينز، أو على الأقل اقترحتها بديلًا له، تارة من الصوف وتارة أخرى من "الجرسيه" أو الحرير. البعض وصفها بأنها مثل نزوة عشق لابد أن يفيق منها الرجل في يوم من الأيام، إلا أنها، وإلى ذلك الحين، ملكت قلوب أغلب الشباب، بعد أن ظهرت في الكثير من العروض منها دار "بوتيغا فينيتا"، "جيورجيو أرماني"، "مايكل كورس"، "جوناثان سنودرز"، وغيرها، بأسلوب حيوي، علمًا بأنها لم تقتصر على الرجل، وكان للمرأة نصيبها منها.

وأكد الجميع، أن هذه القطعة مريحة للغاية، لأنها بحزام مطاطي، وواسعة بعض الشيء لتضيق عند الكاحل، وهذا يعني أنها أيضًا دافئة خصوصًا إذا كانت من الصوف أو الجلد، تصميمها هذا يجعلها مناسبة للأيام العادية ورفيقًا مثاليًا في السفر، وتحديدًا في الرحلات الطويلة، بالنسبة للمرأة، فإنها أدخلتها مناسبات المساء بتنسيقها مع كعب عال وإكسسوارات براقة.

أما بالنسبة للرجل، فقد أكدت هذا الموسم أنها بديل معقول لبنطلونات التشينو أو الجينز بل وحتى البنطلون الصوفي المستقيم.

ما أنعش هذه السراويل، إلى جانب أنها مريحة ولا تخلو من أناقة سبور، أن الكثير من الرجال ملّوا من بنطلون الجينز الضيق جدًا، وراقت لهم صور الكثير من المصممين الشباب والنجوم، على "الإنستغرام" وهم يمارسون أعمالهم الإبداعية أو في أسفارهم المثيرة، يختالون بهذه التصاميم.

والتقط الباباراتزي هذا الاتجاه، ولم يتوقفوا عن التقاط صور مشاهير، نذكر منهم ديفيد بيكهام، الذي طرح مجموعة من هذه السراويل كجزء من تعاونه الأخير مع متاجر "إتش أند إم" فضلًا عن ظهوره بها في عدة مناسبات. واللافت أنه عندما ظهر الممثل ليوناردو دي كابريو بواحدٍ منها في فيلم "ذي وولف أوف وول ستريت" أثار اهتمامًا أكبر مما أثارته فساتين البطلة مارغو روبي من "شانيل" و"فرساتشي".

ما لا شك فيه أن هذا الاتجاه سيبقى معنا لفترة غير محددة، ولا شك أنه سيستقطب رجالًا آخرين انتابهم التردد في البداية، لا سيما بعد أن أدخله الكثير من المصممين خانة القطع الفاخرة، وجعلوه من أساسيات الموضة إلى جانب الأحذية الرياضية، التي دخلت بدورها عروض الـ«هوت كوتير» بخاماتها وترصيعاتها، وأكبر مثال على هذا بنطلون من الكشمير مزين بجلد الماعز من "هيرميس" بسعر 1.390 جنيهًا إسترلينيًا.

وإذ لم يكن اسم "هيرميس" كافيًا ليقنع أي مشكك في هذا الاتجاه، فإن "جيورجيو أرماني" قدم مجموعة متنوعة منه نسقها إما مع كنزات مفتوحة أو مع سترات، كذلك "كيم جونز"، مصمم دار "لويس فويتون" الذي طرحه بالحرير و"بول سميث" من الصوف، ما عزز مكانته، وهذا تحديدًا ما أكدته أرقام المبيعات التي شهدت ارتفاعًا ملموسًا، وما يفسره المراقبون على أنه رغبة من الرجل في الحصول على الراحة والأناقة، والتخلص من بعض القيود الرسمية التي بدأ البعض يشعر أنها تكبله.

وأوضحت بيونت الأزياء، أنه أسهل مما تتوقع في ارتدائه، والسر يكمن في أن تختاره بتصميم مستقيم، أي غير واسع بشكل مبالغ فيه، وأن يكون بلون حيادي.

 كل ما عليك القيام به أن تلبسه بدل بنطلون الجينز، سواء مع كنزة أو تي شيرت وبلايزر من الصوف، شرط ألا تكون هذه السترة بتصميم كلاسيكي. يفضل أن تكون قصيرة تضيق عن الخصر، ويتم تنسيقه مع حذاء رياضي، أو موكاسان لأنهما الخياران البديهيان. وما عليك تجنبه هنا هو الجوارب خصوصًا إذا كانت بيضاء، فهي من الممنوعات.

رغم أن الفكرة التي انطلق منها معظم المصممون، هي إعطاء الرجل بدائل عما تعود عليه في السنوات الأخيرة، من بنطلون "التشينو" إلى بنطلون "الجينز"، فإنه لا أحد يستطيع أن يجزم بأن هذا التصميم سيقضي على "الجينز" أو يزيحه عن مكانته. فهو لا يزال قويًا خصوصًا بعد أن دخل مجال المناسبات والسهرة وأصبح من القطع الراقية.