ارتفعت أسعار الذهب في السوق الأوروبية، الجمعة، لتواصل الصعود لليوم الثاني على التوالي، مسجلة أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، بفعل هبوط الدولار الأميركي مقابل سلة من العملات العالمية، بالتزامن مع تسارع عمليات شراء المعدن كملاذ آمن، بعد تصاعد التوترات السياسية مجددًا بشأن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. ووصلت أسعار الذهب إلى مستوى 1247.49 دولار للأونصة، من مستوى الافتتاح 1244.32 دولار، فيما سجلت أعلى مستوى عند 1248.42 دولار، وهو الأعلى منذ 29 حزيران / يونيو، وأدنى مستوى عند 1243.42 دولار للأونصة.

 وحققت أسعار الذهب ارتفاعا بنسبة 0.3 %، الخميس، في رابع مكسب يومي خلال خمسة أيام، بفعل الهبوط الكبير للعملة الأميركية، وصعود معظم السلع والمعادن المقومة بالدولار. وعلى مدار الأسبوع الجاري حققت أسعار الذهب ارتفاعًا بنسبة 1.6 %، في طريقها إلى تسجيل ثاني مكسب أسبوعي على التوالي، بفعل هبوط الدولار وتحسن عمليات شراء المعادن النفيسة كملاذ آمن. وتراجع مؤشر الدولار بنحو 0.2 %، مواصلاً خسائره لليوم الثاني على التوالي، ومسجلاً أدنى مستوى في 11 شهرًا، بـ93.82 نقطة، عاكسًا استمرار عمليات بيع العملة الأميركية مقابل معظم العملات، خاصة مقابل العملات ذات العائد المنخفض، مثل اليورو والين الياباني.

وتعرض الدولار لعمليات بيع واسعة أخيرًا، نتيجة تراجع احتمالات قيام مجلس الاحتياطي الاتحادي برفع أسعار الفائدة للمرة ثالثة خلال 2017، خاصة بعد التصريحات الحذرة لرئيسة المجلس، جانيت يلين، أمام الكونغرس، وبعد بيانات ضعيفة عن مستويات التضخم. كما تواجه العملة الأميركية ضغوطًا سلبية إضافية، مع تصاعد التوترات السياسية مجددًا بشأن الرئيس ترامب، حيث أفادت تقارير بأن المستشار الخاص بالتحقيقات في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأميركية، روبرت مولر، وسع من دائرة التحقيق. وقال ترامب، في تصريحات إلى صحيفة "نيويورك تايمز"، إن التحقيق بشأن أمواله "خط أحمر".

وفي سياق متصل، ظلت حيازات الذهب لدى صندوق "SPDR Gold Trust"، أكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة  بالذهب، بدون أي تغيير يذكر، عند إجمالي816.13 طن متري، وهو أدنى مستوى منذ الثالث من شباط / فبراير الماضي.