دبي – صوت الإمارات
اعترف اللورد سباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى بأنه تولى رئاسة الاتحاد الدولي في وقت عصيب للغاية، يواجه فيه أعتى الاتهامات بوجود فساد ورشاوى متغلغلة داخل واحد من أكبر الاتحادات الرياضية في العالم، ولكنه ومع هذا عازم على المضي قدماً في مهمته من أجل تطهير ومكافحة «بؤر الفساد» في هذا الكيان الكبير، وتجفيف منابعه التي تتوغل على المستوى القاعدي أكثر ربما من القمة.
وقال كو إنه كان يعلم أنه مقبل على مهمة شاقة عندما قرر خوض انتخابات اتحاد ألعاب القوى منذ 3 شهور، ولكنه لم يكن يتصور كم وحجم هذا الفساد يضرب بجذوره في مناطق عديدة باللجان والإدارات المختلفة على صعيد إدارة اللعبة.
وبشجاعة يحسد عليها اعترف كو بأن هناك فساداً داخل أسرة الاتحاد الدولي، إلا أن مسؤوليته تقتضي أن يواجه هذا الفساد، والتي تأتي على رأسها قضية المنشطات التي ضربت «أم الألعاب» في مقتل، ولكنها لم تكن المشكلة الوحيدة التي تواجه الاتحاد الدولي، مضيفاً بأن من اكتسب ثقة الجمعية العمومية للاتحاد الدولي في هذا التوقيت مطالب أن يكون عند حسن الظن به، خاصة أن تأثير هذا الفساد يضرب بعمق واحدة من أكبر الرياضات على مستوى الكرة الأرضية، وفيما يتعلق بالمنشطات أكد أن كل من توجه إليه اتهامات سيتم إبلاغ الجهات الرسمية عنه كي تتولى التحقيق، وبعدها يتخذ الاتحاد قراره.
الغريب أن كو اعترف بأن المشاكل تتخطى حدود الاتحاد الدولي وتصل إلى حد الاتحادات الأهلية والقارية، التي اعتبر أن لديها رصيداً كبيراً من الإجراءات الخاطئة سواء فيما يتعلق بإقامة المسابقات أو قيد اللاعبين، أو تحديد سن اللاعبين من أجل مشاركتهم في البطولات الخارجية.
وقال: «اعتبرت هذه الممارسات جزءاً أصيلاً من ثقافة بعض الاتحادات، وبالتالي تغييرها يحتاج إلى تغيير العقليات التي تدير الرياضة على مستوى العالم، لكن المعضلة الأكبر التي تواجهنا أن الكشف عن المشاكل التي تواجه اللعبة، تسبب حالة من القلق، ورغبة في إصلاح فوري، وهذا أمر في غاية الصعوبة، لأن كل هذه الممارسات تحتاج لمزيد من الوقت من أجل إصلاحها».
يذكر أن قضية المنشطات طالت في المقام الأول الاتحاد الروسي لألعاب القوى، حيث جرى استبعاد روسيا عن أولمبياد ريو دي جانيرو، مع دعوات لإيقاف 5 عدائين روسيين مدى الحياة بينهم البطلة الأولمبية في سباق 800م ماريا سافانوفا، وإلغاء اعتماد مختبر مكافحة المنشطات في موسكو.
وحول ما تردد عن وجود اتهامات بوجود شبهة فساد في عملية اختيار المدينة المنظمة لبطولة العالم لألعاب القوى 2017، التي كانت تتنافس عليها كل من لندن والدوحة، وما تردد عن توجيه اتهامات لملف الدوحة، رغم اختيار ملف العاصمة البريطانية، لاستضافة البطولة أوضح كو أن الشرطة الفرنسية تحقق في هذا الموضوع، ولكنه لا يستطيع الجزم بأي أمر في هذا الموضوع.. مضيفاً أن الشرطة الفرنسية اجتمعت معه بالفعل واستمتعت إلى أقواله في هذه القضية، لكن كل ما يثار مجرد اتهامات طالت (4) أشخاص لكن دون تأكيد أو اتهام محدد حتى الآن.
عن رأيه في الفارق بين ماراثون لندن وماراثون دبي، باعتبارهما صاحبي المركزين الأول والثاني كأفضل الماراثونات على مستوى العالم، أجاب كو بأنه ليس لديه خبرة فنية كبيرة بالحدثين، لكن كل ماراثون منهما له ما يميزه، فالأصالة والتاريخ هي سمة ذلك الذي يقام في لندن، في حين أن المعاصرة والحداثة هي سمة ماراثون دبي، الذي نجح في إثبات جدارته على مستوى العالم، بدليل حرصي على حضوره.