دبي – صوت الإمارات
قبل أن نحاكم منتخب اليد على نتائجه في البطولة الآسيوية التي أسدل عليها الستار مؤخرا بالبحرين، وتحقيقه المركز السابع، وقبل أن نوجه الانتقادات للمدرب واللاعبين على تراجع الترتيب من النسخة الماضية التي حقق فيها المركز الرابع وتأهل للمونديال إلى السابع، والخروج صفر اليدين.
دعونا نطرح السؤال، هل تم إعداد المنتخب للبطولة بشكل جيد، وهل إعداد لمدة 36 يوما، و10 مباريات ودية مع أندية داخلية وخارجية لا ترقى لمستوى المنتخبات القوية، هل يكفي للمنافسة على بطاقة تأهل مونديالية، وتكرار الإنجاز السابق؟!
الحقيقة أن المنتخب بدأ إعداده الحقيقي يوم 8 ديسمبر الماضي مع قرار الاتحاد بتعيين خالد أحمد المدرب الوطني خلفا للتونسي منير بن حسن، وشارك المنتخب في دورة محمد بن خالد لكرة اليد، ولعب 3 مباريات، ثم مباراتين وديتين مع الزمالك ومنتخب عمان، وسافر إلى معسكر صربيا وخاض 5 مباريات ودية مع منتخب صربيا للناشئين والشباب وأندية درجة أولى، وبعدها عاد ودخل أجواء الآسيوية، في الوقت الذي استعدت بقية منتخبات البطولة لفترات طويلة امتدت إلى 6 أشهر، ويكفي أن جميع المنتخبات شاركت في التصفيات الأولمبية بالدوحة ما عدا منتخبنا. طرحنا القضية على الاتحاد والجهاز الفني والإداري واللاعبين وتحدثنا معهم عن البطولة، وضياع حلم التأهل لمونديال فرنسا 2017، وجاءت الآراء تسير في اتجاهين بين الأداء المميز للمنتخب والاعتراف بالفشل في التأهل للمونديال، وما بين الرضا والاعتراف، يسقط المنتخب وسط العديد من علامات الاستفهام الكبيرة. في البداية اكد خالد أحمد مدرب المنتخب أن البطولة لم تكن صعبة ولا سهلة، واقتصر الإعداد على 10 أيام في معسكر الشارقة و10 أخرى في معسكر صربيا، والمحصلة 10 مباريات ودية، بجانب ظروف أخرى متعلقة باللاعبين، ورغم ذلك قدمنا صورة مشرفة عن كرة اليد الإماراتية، وكل الفرق تعاملت معنا باحترام خاصة بعد فوزنا على الصين والتعادل مع السعودية الذي صعد لكأس العالم ولعب مباراة قوية أمام البحرين رغم الخسارة بفارق هدفين، على أرضهم ووسط جماهيرهم بالإضافة إلى أن البحرين وصيف آسيا في نهاية البطولة، في الوقت الذي لعبنا مباراة كبيرة أمام إيران وصيف آسيا السابق. ويضيف: لا يمكن أن نقول أننا نجحنا في مهمتنا لأن هدفنا كان المونديال والهدف لم يتحقق، والمهمة قبل السفر كانت المنافسة على البطاقة الخامسة للوصول للمونديال ولكن بعد قرار الاتحاد الدولي بإلغاء البطاقة أصيب المنتخب بالإحباط وتأثر نفسيا وأدى إلى خسارتنا امام إيران في ختام الدور الأول، كما أن جدول المباريات لم يخدمنا ويكفي أننا تعاملنا مع البطولة بكل ندية في كل المباريات، ولم يظهر أن إعدادنا كان أقل بكثير من بقية المنتخبات، رغم الفارق الكبير في الإعداد، فقد تجمعنا يوم 8 ديسمبر وسافرنا إلى البحرين 13 يناير، بعكس منتخب البحرين الذي استعد للبطولة قبلها بـ4 أشهر والسعودية بطل دورة الألعاب الخليجية بالدمام، وكان جاهزا للبطولة مبكرا.
وأضاف: من تابع منتخبنا قبل دورة الألعاب الخليجية بعدما خسر كل مبارياته لا يصدق أنه نفس الفريق الذي قدم مستويات جيدة في البطولة الآسيوية امام منتخبات قوية، وأثبتنا أن كرة اليد الإماراتية قادرة على المنافسة في كل البطولات، ولكن تحتاج إلى إعداد جيد، كما أن المستويات الخليجية متقاربة، باستثناء قطر، ويكفي أننا لعبنا أمام السعودية وكنا الأفضل وسيطرنا على اللقاء والسعودية انتزع التعادل في الثواني الأخيرة، وسجلنا امام البحرين هدفا بهدف، حتى آخر المباراة، وأمام إيران تأثرنا بالقرار الدولي، ورغم ذلك لم نخسر سوى بفارق هدفين، في حين أن مباريات الترضية كانت من دون روح أمام كوريا الجنوبية، بعدما فقدنا أمل التأهل للمونديال، وحاولنا العودة وتجميل الصورة بالفوز على عمان في آخر مباراة في البطولة. ونوه إلى أن المنتخب ينقصه مباريات دولية ومشاركات خارجية لإزالة الرهبة من اللاعبين، وكسر حاجز الخوف من المواجهات مع منتخبات لها اسمها، ولكن اللاعب الإماراتي موهوب وقادر على مقارعة أي منتخب. وطالب خالد أحمد بالمحافظة على هذه المجموعة وقال: «نحتاج أن نزيد من المشاركات في البطولات الدولية من خلال قبول كل الدعوات للعب في بطولات ودية والحرص على تجميع اللاعبين باستمرار سواء في انتظار مشاركة في بطولة آسيوية أو خليجية أو عدم وجود أجندة المهم أن يتجمع المنتخب ويحافظ على انسجامه لأننا احتجنا إلى جهد كبير للوصول إلى هذا المستوى، ولنا في منتخب الكويت عبرة حيث يتدرب ويشارك في البطولات الودية رغم أن النشاط متوقف دوليا إلا أن نشاط المنتخب لم يتوقف في ظل غيابه عن البطولة الآسيوية». وحول تقييمه لفترة عمله مع المنتخب، قال: «نجاحي مع المنتخب كان بنسبة 70%، وكنت أسعى للوصول للمونديال من أجل أن أمنح نفسي العلامة الكاملة في ظل الظروف التي مررنا بها، كما أنني نجحت في تحول منتخب من دون هوية إلى فريق له كيان على المستوى الآسيوي وتحدثت عنه جميع الفرق في البطولة، وترك بصمة واضحة، ولم يصدقوا أنه منتخب الإمارات بعد النتائج الهزيلة السابقة». وعن المرحلة المقبلة لعمله مع المنتخب، قال: «أنا مستمر طبقا للعقد مع الاتحاد حتى نهاية الدورة الانتخابية الحالية بعدها سنبحث إمكانية الاستمرار أو العودة إلى بيتي النادي الأهلي، وأشكر إدارة الاتحاد على مساندتها لي وللمنتخب كما أشكر اللاعبين على كل ما قدموه في البطولة».