دبي – صوت الإمارات
بدأت أكاديمية الوصل في جني ثمار ما زرعته الأجهزة الفنية والإدارية، وقبلهما إدارة النادي، بعد أن حصلت فرق البراعم والناشئين على ألقاب بطولات الفئات العمرية لهذا الموسم، حيث توج فريق 11 سنة بلقب بطولة الأندية، وفريقا 12 و13 عامًا، بلقب الدوري الذي ينظمه اتحاد كرة القدم، وهذه النجاحات تؤكد التطور اللافت لنتائج أكاديمية الوصل الكروية عن المواسم السابقة، لا سيما أنها واكبت تطوراً آخر على مستوى فرق مدرسة الكرة بالنادي، تمثل في ظهور بعض المواهب الصاعدة، الأمر الذي منح الوصلاوية أفضلية في التحاق عدد كبير من لاعبيهم بالمنتخبات الوطنية في مختلف المراحل السنية، مما يشير إلى إيجابية التحسينات الإدارية التي شهدتها الأكاديمية خلال الفترة الأخيرة.
تشكل أكاديمية كرة القدم بنادي الوصل ركناً أساسياً، في فكر إدارة راشد بالهول رئيس مجلس إدارة النادي، التي حرصت على وضع استراتيجية واضحة ومحددة للنهوض بنادي الوصل على مختلف المستويات الفنية والإدارية والاستثمارية، خصوصاً أنها تمثل مستقبل النادي، لذلك كان الاهتمام بهذا القطاع ضرورياً لتحقيق طموح الإمبراطور على المديين القريب والبعيد، وإدارة الوصل لم تكتف بوضع الخطط الاستراتيجية لنجوم المستقبل، لكنها قامت في فبراير من العام الماضي، بإعادة هيكلة شاملة للأكاديمية، ضمن خطة استراتيجية محددة الأهداف.
من ناحيته أكد عضو مجلس إدارة الوصل والمدير التنفيذي لشركة كرة القدم محمد العامري، أن أكاديمية النادي لكرة القدم تمضي في الطريق الصحيح، لافتاً إلى أن إصرار مجلس إدارة النادي على الاهتمام بفرق النادي من القاعدة إلى القمة، يعد هدفاً دائماً نسعى لتحقيقه، لضمان مواصلة النجاح والعمل على جني المزيد من الثمار في الفترة المقبلة حتى تعود الريادة إلى أكاديمية الكرة الوصلاوية.
قال: "منذ أن تولى المهمة كانت توجيهات راشد بالهول رئيس مجلس الإدارة واضحة، بضرورة التركيز على الأكاديمية وتطويرها بشكل علمي مدروس، يتناسب مع الغاية الرياضية والاجتماعية التي تأسست من أجلها، فالعمل مع الناشئين والبراعم، يتطلب استكشاف المواهب الواعدة مبكراً والعمل على تنميتها بما يتناسب مع إمكانياتها، ومن ثم إبعادها عن أكبر تهديدين يواجهان اللاعبين الصغار، وهما الإصابات والغرور".
وأضاف العامري: "من هذا المنطلق، قمنا باتخاذ عدة خطوات باتجاهات مختلفة لتحقيق هذا الهدف، وبما يتناسب مع الاستراتيجية التي أقرها مجلس الإدارة، فعلى الصعيد الفني، عملنا على وضع معايير واضحة للتعاقد مع مدربي فرق الأكاديمية ومدربي الحراس، ليكونوا من أصحاب الخبرات، كما تم التأكيد على التزام النادي بدعمهم لتطوير تحصيلهم العلمي في مجال التدريب، كما تم وضع معايير تعتمد على الكفاءة للتعاقد مع الإداريين، ونعمل دائماً على تطوير قدراتهم، من خلال ورش العمل المختلفة، وكذلك برنامج غرس، بالتعاون مع مجلس دبي الرياضي، كذلك قمنا بالتعاقد مع الكابتن رشيد خندق كمشرف فني للأكاديمية، والكابتن ياسين بن طلعت ليكون مشرفاً على مدربي الحراس، والهدف دائماً هو تطوير الناحية الفنية بالأكاديمية، أما من الناحية الطبية، فقد تمت إعادة هيكلة للطاقم الطبي، والتأكيد على أن يتم توظيف المعالجين والطاقم الطبي ضمن معايير محددة ومقبولة من هيئة الصحة في دبي".
المدير التنفيذي لشركة كرة القدم بالوصل أشار إلى إنشاء عيادة خاصة بأكاديمية كرة القدم، وتعيين طبيب مختص بالأكاديمية. قال: نولي اهتماماً خاصاً لناحية التغذية السليمة للاعبين، لأن التغذية السليمة هي الأساس في تحسين الحالة البدنية للبراعم والناشئين، ومن الناحية التربوية، نحرص على التواصل بشكل مستمر مع المدارس وأولياء الأمور، لمتابعة الحالة التربوية والأخلاقية لمنتسبي الأكاديمية، وعلى تقديم جميع التسهيلات الممكنة لدعمهم، إضافة لتخصيص بند في الميزانية، يتعلق بالناحية التعليمية، وهناك لجنة ثقافية ومجتمعية تقوم بدور فعال في هذا الصدد.
وأكد مدير أكاديمية الوصل لكرة القدم محمد علي محبوب، أن خطة مجلس إدارة النادي لتحقيق الأهداف الاستراتيجية تضمنت قياس النتائج أولاً بأول لمعرفة مدى التقدم الحاصل وملاحظة أي تقصير يمكن أن يحدث لتلافيه فوراً، وأعتقد أن النتائج التي تحققت حتى الآن إيجابية جداً، وقال: "الاهتمام بالنشء في الأكاديمية لا يقتصر على الجانب الفني فحسب، بل يشمل الجانب الصحي والتربوي أيضاً، حيث يضم الهيكل التنظيمي للأكاديمية عدداً من اللجان والمجالس الهادفة، فاللجنة الثقافية تقوم بدور مهم في التوعية، لا غنى عنه سواء من ناحية تنظيم ورش عمل لتنمية قدرات الإداريين، أو محاضرات ونشاطات ومبادرات تستهدف منتسبي الأكاديمية من الناشئين، وتمتد لتشمل المدارس والهيئات الحكومية".
وأضاف محبوب: "من بين الأهداف الاستراتيجية التي تم وضعها، استقطاب وجذب اللاعبين لدعم جميع الفئات، وتحسين مراكز الفرق للوصول إلى دوري النخبة، وتطوير القدرات الكروية للاعبين لتصعيد المميزين منهم للفريق الأول ومن ثم الانضمام للمنتخبات الوطنية، كذلك تنمية المهارات الإدارية والفنية للعاملين بالأكاديمية، وتنمية الوعي الصحي والتغذية السليمة للاعبين وفق برامج علمية وصحية، والتواصل الفعال مع المجتمع المحلي من خلال إيجاد مبادرات مجتمعية ورعاية الموهوبين".
تابع بقوله "إدارة نادي الوصل متمثلة براشد بالهول قدمت كافة الدعم سواء مادياً أو معنوياً، وهناك توجيهات ومتابعة مستمرة للعمل الفني والإداري وأيضاً للتدريبات والمباريات في جميع المراحل السنية والتوجيه بالتركيز في المرتبة الأولى على سلوكيات اللاعبين ومستواهم التعليمي مما سهل العمل بالنسبة لنا كمسؤولين وانعكس ذلك على النتائج الإيجابية للفرق بالأكاديمية ولله الحمد".
وقال: "هناك برنامج خاص للاعبين الموهوبين، حيث قامت إدارة نادي الوصل بوضع برنامج سنوي خلال فترة الصيف، وإرسال لاعبين إلى ألمانيا كمعايشة بمرافقة مدربين لتطوير هذه المواهب ليكونوا دعماً للفريق الأول مستقبلاً، بالإضافة إلى برنامج مجلس دبي الرياضي لتطوير حراس المرمى وأيضاً برنامج المهاجمين لأندية دبي".
وفي الجانب الصحي، تم تعيين طبيب للأكاديمية، والتنسيق مع المراكز الصحية للكشف الطبي على جميع اللاعبين خلال المواسم الثلاثة السابقة، وهناك تركيز على القاعدة والبنية التحتية للأكاديمية في وضع برنامج خاص لتدريبات المراحل من (6 سنوات إلى 14 سنة) بإشراف الخبير الفني وبمتابعة وإشراف من اللجنة الفنية بشركة الكرة بالإضافة إلى تعيين مشرف فني لحراس المرمى مما ساهم في تطوير اللاعبين وانعكس إيجاباً على مهاراتهم ونتائج الفرق خلال هذا الموسم ومن خلال هذه البرامج التدريبية تم اكتشاف مواهب واعدة وبارزة سيكون لهم شأن في المستقبل إن شاء الله.
وعن النتائج قال مدير الأكاديمية: "نتائج الفرق ومقارنتها بالمواسم السابقة في تصاعد وهذا تم بتكاتف الجميع من المشرفين والأجهزة الفنية والإدارية والطبية وعمال المهمات، حيث حصل فريق 11 سنة على المركز الأول في مسابقات الأندية، كما حصد فريق 12 سنة المركز الأول في بطولة الدوري لمسابقات الاتحاد، ونال فريق 13 سنة المركز الأول في الدوري الذي ينظمه الاتحاد أيضاً، يضاف إلى ذلك أن هناك عدة نجاحات على صعيد باقي الفرق، حيث وصل فريق 19 سنة نهائي الكأس وحصوله على المركز الثاني بضربات الجزاء، كما نال فريق 15 سنة المركز الثالث، وصعدت فرق للنخبة (فريق 14 سنة، 17 سنة)".
محبوب أشاد ببعض الموهوبين، وقال: "هناك لاعبون بفرق 17 و 19 سنة تم استدعاؤهم لتدريبات ومباريات فريق الرديف، وحالياً يتم إعدادهم ليحذوا حذو اللاعبين سيف سعيد وعلي صالح وغيرهما ممن التحقوا بالفريق الأول، وبالطبع لدينا هدف آخر يتمثل في انضمام لاعبينا للمنتخبات الوطنية، وأبرزهم من مواليد 1999 علي صالح، وسيف سعيد، وسهيل المطوع، وسعيد الكعبي، حيث شارك هؤلاء اللاعبون مع المنتخب في مباراتهم الأخيرة مع نظيرهم المصري يومي 28 و30 أبريل/نيسان الماضي".
خطوات إدارة الوصل العملية لا تنقطع ولم تتوقف عند المعسكرات الداخلية وتوفير المدربين الجيدين للاعبين وغير ذلك من عوامل النجاح، لكنها امتدت إلى إرسال فرق الأكاديمية لمعسكرات خارجية، بهدف إعطاء اللاعبين الصغار فرصة الاحتكاك الخارجي، بما يضمن تنمية مواهبهم بشكل أكبر، كما أنها تولي اهتماماً خاصاً لتطوير إمكانات المدربين المواطنين وإعطائهم الثقة في تدريب فرق الأكاديمية وتحقيق الإنجازات معها، كما أن هناك توجهاً للتنسيق مع أولياء الأمور لإعطاء الأكاديمية دوراً أكبر في الناحية التعليمية لمنتسبيها.
أكاديمية الوصل لكرة القدم هي أول أكاديمية على مستوى الدولة لديها فريق 4 سنوات، بهدف استكشاف المواهب في هذه السن المبكرة، وبدأ الوصل يشهد ظهور مجموعة من المواهب الواعدة التي بدأت تشارك في الفريق الأول، إضافة لعدد من المواهب الصغيرة بالسن، التي من المتوقع لها أن تكون نجوم المستقبل، وعلى مستوى المنتخبات الوطنية، وبعد أن عانى نادي الوصل لفترات في مركز حراسة المرمى، أصبح هناك وفرة من الحراس الموهوبين من مختلف الأعمار، يشكلون ضماناً لحماية عرين الإمبراطور في المستقبل.
تقيم إدارة نادي الوصل احتفالية خاصة للفرق الفائزة ببطولات الفئات العمرية لهذا الموسم، أثناء مباراة الوصل والشباب التي تقام على ملعب زعبيل في التاسعة من مساء اليوم ضمن منافسات الجولة قبل الأخيرة لدوري الخليج العربي، ومن المقرر أن يشهد الاحتفالية أعضاء مجلس إدارة النادي وعدد من أولياء أمور اللاعبين وأعضاء الجهازين الفني والإداري لأكاديمية كرة القدم لمشاركة الفرق المتوجة الفرحة، وتأتي تلك الخطوة من قبل الإدارة كنوع من التحفيز للاعبين الناشئين ضمن برنامج الإمبراطور لرعاية الموهوبين والفرق صاحبة الإنجاز بالمراحل السنية.
«المعايشة».. برنامج للحراس
يحرص نادي الوصل على عمل برنامج تحت مسمى «المعايشة التدريبية»، إلى جانب البرامج التي ينظمها مجلس دبي الرياضي لفرق الأكاديميات بكافة مراحلها العمرية، فهناك برنامج «مهاجم المستقبل»، وكذلك برنامج «حارس المستقبل»، حيث ينظم المجلس من خلال هذه البرامج معسكرات خارجية لفرق الأكاديميات بأندية دبي، بجانب ما تنظمه إدارة الوصل من معسكرات أخرى، ففي الصيف الماضي أقامت معسكراً خاصاً للحراس في مدينة دوسلدورف الألمانية، ويسهم برنامج «المعايشة التدريبية» في تطوير مستوى الحراس، ويقوم المدرب علي سالم عاشور مدرب الحراس بفريقي تحت 14 و15 سنة، بدور فعال في تجهيز وإعداد الحراس، حيث ضم المعسكر وقتها 4 لاعبين هم: فهد العوضي حارس فريق 15 سنة، وعبدالله علي حارس فريق 17 سنة، وحمد الشيباني وسيف العوضي حارسا مرمى فريق 16 سنة.