دبي - صوت الإمارات
حمّل رياضيون وإداريون، دوري الخليج العربي، مسؤولية عدم التأهل إلى كأس العالم في روسيا 2018، مشددين على أن "الدوري الإماراتي الحائز لقب أفضل دوري في آسيا، وفق التصنيف الأخير الصادر من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لم يفرز منتخبًا قويًا قادرًا على مقارعة عمالقة القارة الصفراء، وتحقيق حلم طال انتظاره منذ 28 عامًا".
وأشار الرياضيون، إلى أن "مسابقة الدوري ضعيفة، ولم تقدم لاعبين على مستوى عال"، مُؤكدين أن "الاحتراف أضر بالمسابقة أكثر مما نفعها"، مطالبين بضرورة إحداث تغيير كبير على نظام المسابقات المحلية، بعدما باتت المنافسة في كل موسم قاصرة على فريقين، والبقية تصارع من أجل البقاء.
وعاب الرياضيون، على بطولة الدوري والطريقة الدفاعية التي تلعب بها الأندية، وغياب المنافسة الجادة، والاهتمام الزائد باللاعبين الأجانب على حساب المواطنين، وكذلك عدم الاهتمام بالأكاديميات ومسابقات الناشئين، ما تسبب في غياب المنافسة والارتقاء بالأندية والفرق الوطنية بشكل عام، لافتين إلى أن "اللاعبين لم يهتموا بعطائهم الفني بقدر اهتمامهم بالمال"، مناشدين بإعادة النظر في بنود عقود اللاعبين، وربطها بحجم العطاء.
فيما قال عضو شركة كرة القدم السابق في نادي الشباب، حسن مراد، إن "الدوري لم يفرز للفريق الوطني لاعبين على مستوى عال، يمكن أن يكونوا إضافة للمجموعة، التي اعتمد عليها المدرب الوطني مهدي علي، خمسة أعوام، مضيفًا "لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننتظر العطاء الذي نصل من خلاله إلى كأس العالم، من لاعبي المنتخب، طالما أنهم لم يجدوا منافسة حقيقية من بدائل لهم".
وتابع مراد: "يجب أن نرمي باللوم على المدرب السابق للمنتخب مهدي علي، بشأن اختياراته، لأنه لم يكن هناك أفضل من اللاعبين الحاليين في تشكيلة "الأبيض"، بسبب عدم تمكن المسابقة من إفراز عناصر جيدة تصلح للعب الدولي"، مردفًا "المنتخب الوطني تضرر من وجود أربعة لاعبين أجانب في المسابقة المحلية، إذ باتت الأندية تعتمد بصورة أكبر على المحترفين الأجانب، فأهملوا تربية اللاعبين الصغار، ولا يوجد اهتمام بقطاعات الناشئين، وغابت سياسة الإحلال والتجديد، ما انعكس بالسلب على المنتخب الوطني".
وأوضح مراد، أن "المشكلة الأكبر في الدوري أن هناك فارقًا كبيرًا في المستوى بين فرق المسابقة، ففي كل موسم نشاهد فريقين يتنافسان على اللقب، وثلاثة أندية على الأكثر تتنافس على المربع الذهبي، وبقية فرق الدوري تُصارع من أجل البقاء، وبالتالي أصبح المستوى الفني للمسابقة بشكل عام ضعيفًا، ولم يخدم تحضيرات المنتخب الوطني في أي مرحلة من تصفيات كأس العالم على الإطلاق".
بدوره، أكد لاعب المنتخب الوطني السابق وأحد أفراد "جيل 90"، فهد عبدالرحمن، أن "الاحتراف أضر بالكرة الإماراتية أكثر مما أفادها"، مشيرًا إلى أن "في الوقت الذي كنا نتوقع أن يحدث الاحتراف طفرة كبيرة في الدوري الإماراتي، فإذا به يهوى إلى من حيث المستوى الفني، ولم يعد اللاعبون يفكرون سوى في المادة فقط، دون أي اعتبارات أخرى".
وبيَّن عبدالرحمن: "مع الأسف اللاعب في دوري الخليج العربي أصبح مدللًا، ولم يعد يفكر في مستواه الفني بقدر ما يفكر في المال، والأندية قد ساعدته على التفكير بتلك العقلية، فاللاعب بات يدرك جيدًا أنه سيحصل على راتبه كاملًا حتى ولو كان جالسًا في بيته دون أن يلعب، لعدم وجود لائحة تحفزه على العطاء".
ونوه عبدالرحمن، أن "إدارات الأندية في أوروبا لا تدفع رواتب لاعبيها إلا إذا قدموا عطاءً فنيًا داخل أرضية الملعب، إذ إن العقود لا تدفع كاملة طالما أن اللاعب لم يقدم المردود المطلوب منه، فعلى سبيل المثال، المهاجم لا يحصل على راتبه كاملًا على مدار الموسم، طالما أنه لم يسجل نسبة الأهداف المتفق عليها في العقد، وهذا هو الاحتراف الحقيقي، الذي يجب أن يُطبق في دورينا".
ومن جانبه، كشف عضو مجلس إدارة نادي الشارقة المتحدث الرسمي، خالد صفر، أنه "على المسؤولين عن المسابقات المحلية أن يعيدوا النظر في نظام الدوري، إذا كانت هناك جدية في الإصلاح"، متابعًا "دوري الخليج العربي ليس جيدًا من الناحية الفنية، ومعظم الفرق تلعب بأسلوب دفاعي، وليس هناك تكافؤ حقيقي بين فرق المسابقة، وإذ كانت لدينا مسابقة بتلك الصورة فلا يجب أن ننتظر منتخبًا قويًا".
وأكمل صفر: "في الدوري الإنجليزي أو الإسباني، أو حتى في أي دوري أوروبي، لا تجد فارقًا كبيرًا بين الفريق صاحب الصدارة والفريق القابع في المركز الأخير، المستوى يكاد يكون متقاربًا، لهذا نجحت الدوريات في أوروبا، وبات لديهم اهتمامًا إعلاميًا وجماهيريًا كبيرين، ما خدم كل المنتخبات التي يوجد في تلك الدوريات لاعبون محترفون"، مبديًا استغرابه من الأسباب التي على أساسها استند الاتحاد الآسيوي إلى اختيار الدوري الإماراتي ليكون أفضل دوري في القارة الصفراء.
وذكر صفر: "أنا شخصيًا سمعت عن هذا الاختيار في وسائل الإعلام، لكني لست متأكدًا إذا كانت هناك جهة رسمية تقف وراء هذا الاختيار، لكن في كل الأحوال دورينا من الناحية الفنية ليس هو الأفضل، بدليل أنه لو كان الأفضل لأفرز منتخبًا قادرًا على التأهل إلى مونديال روسيا"، فيما أكد عضو مجلس إدارة نادي الوحدة، الدكتور جمال الحوسني، على أن "منظومة كرة القدم في الإمارات بحاجة ماسة الى إعادة تقيم حقيقي وشامل، وأول ما يحتاج التقييم هو بطولة الدوري".
وأبرز الحوسني، أن "المسابقات المحلية، وإدارات شؤون كرة القدم، سواء في الاتحاد أو الأندية، تحتاج إلى إعادة تقييم من كل الجوانب، ومع إخفاق "الأبيض" في الوصول إلى مونديال 2018، يجب أن نقف على مَن المسؤول عن اختفاء المواهب لدينا، وعدم ظهور لاعبين أكفاء يستطيعون إحداث الفارق مع المنتخب أمام عمالقة القارة الصفراء".
وواصل الحوسني، أن "هناك ضعفًا شديدًا في أكاديميات كرة القدم بالأندية، وإذ استمر هذا القطاع بتلك الحالة فلا يجب أن ننتظر مستقبلًا أفضل للعبة، سواء في الأندية أو المنتخبات، فقوة الأندية والدوري والمنتخبات الوطنية بجميع درجاتها تبدأ من هذا المكان الحساس، الذي مع الأسف تم إهماله عن عمد، فالجميع بلا استثناء وجّه الأنظار إلى الفريق الأول والمسابقة الأساسية وهي الدوري، وأغفل الطرف عن أهم قطاع في كرة القدم وهي الإكاديميات ومسابقات الناشئين".