تتويج الجزيرة بالدوري

لم يتوقع أكثر المتفائلين من جمهور الجزيرة فوز الفريق ببطولة دوري الخليج العربي لكرة القدم هذا الموسم في ظل حالة تجديد الدماء، التي مر بها الفريق منذ نهاية الموسم الماضي، واعتماده على مجموعة كبيرة من اللاعبين الشباب أصبحوا هم عماد الفريق في الوقت الجاري.

ولم يقتصر الأمر على الفوز ببطولة الدوري بل حقق "فخر أبوظبي" أرقاماً قياسية لم تتحقق من قبل، وضمن الجزيرة المشاركة في دوري أبطال آسيا الموسم المقبل بخلاف مشاركته للمرة الأولى، في كأس العالم للأندية ممثلا للإمارات ما لم يفز العين أو الأهلي بلقب دوري أبطال آسيا هذا الموسم.

وهناك أبرز 10 عوامل ساعدت الجزيرة في تقديم موسم رائع توج في نهايته بالفوز ببطولة الدوري للمرة الثانية في تاريخه، وذلك على النحو التالي:

تألق مبخوت

قدم مهاجم الجزيرة الدولي علي مبخوت واحدا من أفضل مواسمه على الإطلاق إن لم يكن أفضلها بالفعل وكانت إسهاماته ضخمة في فوز الفريق بالدوري، وبذل مبخوت مجهودا كبيرا توج في النهاية بفوزه وبكل جدارة واستحقاق بلقب هداف الدوري برصيد 33 هدفا ومتفوقا على جميع المهاجمين الأجانب، وهذه هي المرة الأولى التي يفوز بها لاعب مواطن بلقب هداف الدوري منذ تطبيق الاحتراف.

قوة خط الدفاع

على عكس الموسم الماضي تماما الذي كان الجزيرة فيه واحدا من أسوأ خطوط الدفاع بين فرق المحترفين، كان دفاع الجزيرة هو أفضل خطوط الدفاع هذا الموسم فلم يدخل مرماه سوى 15 هدفا طوال 26 مباراة، وينسب الفضل في قوة خط الدفاع هذا الموسم إلى المدير الفني تين كات الذي عالج المشكلات الدفاعية التي عانى منها الجزيرة طوال السنوات الماضية والتي كانت سببا في خسارة البطولات.

قوة الهجوم

على خطى قوة خط الدفاع كان أيضا خط هجوم الجزيرة هذا الموسم فقد شكل خط الهجوم عبئا ثقيلا على جميع خطوط الدفاع وحراس المرمى بفرق الدوري وتوج ذلك بتسجيل 72 هدفا وهو رقم قياسي لم يحققه أي فريق منذ تطبيق الإحتراف، وكان لتألق جميع مهاجمي الفريق علي مبخوت وألتون ألميدا وأحمد العطاس وليوناردو بيريرا الفضل في قوة هذا الخط وغزارة الأهداف في أغلب المباريات.

نجاح اللاعبين الشباب

كان نجاح اللاعبين الشباب الذين قدمهم المدير الفني تين كات في الموسم الماضي أحد أهم العوامل البارزة في فوز الجزيرة ببطولة الدوري، واعتمد عليهم المدير الفني بصفة أساسية وكان في مقدمتهم صانع الألعاب الموهوب خلفان مبارك ومحمد جمال وأحمد العطاس وسيف خلفان المقبالي وسالم راشد وسلطان الشامسي وسالم عبد الله، وكان الثلاثي محمد جمال وخلفان مبارك وسالم راشد تحديدا من الأعمدة الأساسية التي اعتمد عليها تين كات هذا الموسم.

"حنكة" تين كات:

كان تولي الهولندي تين كات مسؤولية تدريب الفريق قرارا صائبا من إدارة النادي التي رأت فيه الشخص المناسب، واستطاع تين صنع توليفة رائعة من اللاعبين الشباب وذوي الخبرة والأجانب وانصهر الجميع في بوتقة واحدة وقادهم بخبرة السنين وباقتدار شديد ويكفي المدرب أنه حقق بطولتين للفريق في موسم ونصف الموسم، وقدم أيضا فريقا شابا سيكون له مستقبل كبير في كرة القدم الإماراتية.

 صفقات الأجانب

صادف الجزيرة توفيق كبير في لاعبيه الأجانب هذا الموسم على الرغم من التغييرات المستمرة لهم خلال الفترة الماضية، وكان على رأس الصفقات الناجحة للفريق هو المغربي مبارك بوصوفة الذي قام بدور صانع الألعاب بمهارة واقتدار ولعب الدور الأبرز في تمويل المهاجمين بالكرات السهلة بخلاف إجاته الفائقة لإرسال الكرات الثابتة والعرضية من كل الجهات، كما تألق أيضا البرازيلي ألتون ألميدا رغم أنه لم يكن أساسيا في الكثير من المباريات بالإضافة إلى ثبات مستوى الكوري بارك جونغ، والتأقلم السريع للبرازيلي ليوناردو بيريرا الذي أضاف الكثير لقوة خطي الوسط والهجوم.

دكة بدلاء قوية

لأول مرة منذ سنوات ينعم فريق الجزيرة بدكة بدلاء قوية وامتلك الفريق هذا الموسم مجموعة كبيرة من اللاعبين المميزين في مختلف الخطوط ساهموا بقوة في حفظ اتزان الفريق وتفوقه على منافسيه، وظهر جليا عدم تأثر الجزيرة كثيرا بغياب لاعب أساسي أو أكثر في أي مباراة، وكان من أبرز بدلاء الفريق المهاجم احمد العطاس ولاعب الوسط يعقوب الحوسني والمدافعين سيف المقبالي وسالم علي وحارس المرمى خالد السناني والبرازيلي ألتون ألميدا.

تراجع الأهلي والعين

ساعد الجزيرة في الفوز ببطولة الدوري هذا الموسم التراجع النسبي لفريقي الأهلي والعين بسبب ظروف كثيرة مر بها كل منهما أهمها تعاقب المباريات المستمر للاعبي الفريقين الذين شكلوا القوام الأكبر من منتخبنا الوطني وتحمل هؤلاء اللاعبين عبء المرحلة الماضية التي شارك فيها المنتخب في تصفيات المونديال بخلاف مشاركتهم مع الناديين في 4 بطولات محلية وخارجية، ما عرضهم للإجهاد والإصابات المستمرة. 

روح الأسرة الواحدة

اتسم العمل داخل إروقة فريق الجزيرة هذا الموسم بروح الأسرة الواحدة والعمل الجماعي وكان كثيرا ما يشيد المدير الفني تين كات بذلك في كل تصريحاته التي تسبق المباريات أو التي تليها، وكان أبرز ما ميز العمل داخل الفريق هو التكتم على كل ما يدار داخل غرفة الملابس.

  دور الجماهير

لعبت جماهير الجزيرة دورا كبيرا مع فريقها هذا الموسم، ما كان سببا في ارتفاع الروح القتالية لدى اللاعبين في جميع المباريات، ولأول مرة تزحف جماهير الجزيرة خلف فريقها داخل وخارج ملعبه بأعداد كبيرة، وساعددها على ذلك النتائج الجيدة المتواصلة التي كان يحققها الفريق وأعطت انطباعا بقدرته على الفوز بالدوري، خاصة عندما تمكن من قهر كل جميع منافسيه على اللقب