منتخب الإمارات لكرة القدم

كشف رياضيون ومسؤولون في الأندية عن وجود محاباة في عملية اختيارات اللاعبين للانضمام إلى منتخبات المراحل السنية، ما أدى إلى تراجع النتائج أخيراً، مشيرين إلى أن مثل هذه الأمور أفقدت كرة الإمارات مواهب كروية مميزة، كان يجب أن توجد في هذه المنتخبات، لكن الاختيار يتخطاها، مؤكدين أن هذا الأمر تسبب في انتكاسة، وفي تراجع نتائج منتخبات المراحل السنية في الفترة السابقة، ومطالبين اتحاد الكرة بمعالجة الخلل، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، فحدوث مثل هذه الأمور يؤدي إلى حالة من الإحباط في أوساط هذه المواهب الكروية الصغيرة عندما يتخطاها الاختيار، رغم أنها تمثل مستقبل كرة الإمارات.

وأضاف الرياضيون، أنّ "هناك لاعبين صغاراً أكفاء، ويتمتعون بموهبة عالية، لكن لا يتم اختيارهم لمنتخبات المراحل السنية، لكونهم ينتمون لأندية مغمورة أو صغيرة، كما أن عملية الاختيار تتم في بعض الأحيان عن طريق (الكوتة) لهذا النادي أو ذاك، لذلك فإن على اتحاد الكرة معالجة هذه الأمور حتى تستعيد منتخبات المراحل السنية عافيتها وبريقها الذي عرفت به في السابق، خصوصاً أنها خرّجت لكرة الإمارات لاعبين مميزين، أمثال فهد خميس، ومبارك غانم، وخليل غانم، وعدنان الطلياني"، وكان المنتخب الأولمبي أخفق خلال مشاركته في كأس آسيا تحت 23 سنة التي أقيمت في قطر 2016 في التأهل لنهائيات دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.

وشدد رئيس مجلس إدارة نادي اتحاد كلباء، عيسى الذباحي، على أن اختيار لاعبي منتخبات المراحل السنية يتم عن طريق المحاباة، مبيّنًا أنّه "رغم أنني أتولى رئاسة مجلس إدارة نادٍ يضم في صفوفه العديد من المواهب في سن صغيرة، إلا أنني لم أر أحداً من مسؤولي اتحاد الكرة أو لجنة المنتخبات يأتي لحضور مباريات للاعبي المراحل السنية، رغم وجود مباريات للاعبين تحت 14 سنة و15 سنة و16 سنة، لكن لجنة المنتخبات لا تقم بمتابعتها ومشاهدة اللاعبين عن قرب، لدينا في النادي لاعبون أكفاء، وكان يفترض أن يكونوا موجودين في منتخبات المراحل السنية كي يمثلوا بلدهم، لكن الاختيارات تتخطاهم، نتيجة لعدم متابعة لجنة المنتخبات الوطنية السابقة، ولو كانت هناك لجنة أو مدربون يتابعون لكانت الاختيارات تمت على أسس صحيحة، يفترض في مدربي منتخبات المراحل السنية أن يكونوا موجودين لمتابعة هؤلاء اللاعبين الصغار خلال المباريات، واختيار الأفضل من بينهم، لكن للأسف فإن عملية الاختيار تتم بطريقة أن فلاناً يعرف هذا اللاعب أو ذاك فيقوم باختياره وترشيحه للعب في المنتخب، في الفترات السابقة كانت هناك منتخبات مناطق في كل من رأس الخيمة والمنطقة الشرقية وأبوظبي وغيرها، يتم من خلالها اختيار اللاعبين المميزين، لاسيما أن كبار نجوم كرة الإمارات السابقين برزوا من خلال هذه المنتخبات، مثل فهد خميس، ومبارك غانم، وخليل غانم، وعدنان الطلياني، وغيرهم، غير راضٍ عن الوضع الحالي في عملية اختيار لاعبي منتخبات المراحل السنية، وأعتقد أن عملية الاختيارات الخاطئة تعد من أهم العوامل التي أدت إلى تراجع منتخبات المراحل السنية في الفترة الأخيرة".

وأكّد الذباحي على ضرورة معالجة اتحاد الكرة لعملية الخلل في مسألة اختيارات لاعبي منتخبات المراحل السنية، وتساءل المعلق الرياضي في قناة أبوظبي الرياضية، ومستشار النادي العربي في أم القيوين، علي حميد، عن المعايير التي يتم من خلالها اختيار لاعبي منتخبات المراحل السنية، مشيرًا إلى أنّه "هل هناك لجنة معنية تقوم بمتابعة اللاعبين؟ لأن الاختيارات لا تتم للاعبين الأكفاء، وإنما تتم عن طريق (الكوتة) لهذا النادي أو ذاك، إذ إنه أحياناً قد يكون لاعباً مميزاً لكن لا يتم اختياره، لأنه ينتمي إلى ناد مغمور، في بعض الأحيان يتم اختيار لاعبي المنتخب قبل اختيار المدرب، لوضع المدرب أمام الأمر الواقع، وهذا يوضح أن هناك خللاً ما، إذ إنه يفترض أن يتم اختيار المدرب أولاً، لأنه هو من يقوم باختيار اللاعبين، وفق أسس فنية محددة"، وشدد علي حميد على أهمية أن تكون هناك سياسة واضحة ومحددة في عملية اختيار لاعبي منتخبات المراحل السنية، مؤكداً أن هناك العديد من اللاعبين المميزين، يتخطاهم الاختيار بسبب المجاملات التي تحدث في هذا الخصوص.

وأكد اللاعب السابق في المنتخب الأول ورئيس اللجنة الرياضية في نادي الخليج، عبدالله عامر، أن الأندية الصغيرة، مثل نادي الخليج وغيره يعاني لاعبوها عملية التهميش وعدم الاختيار في المنتخبات الوطنية، بدءاً من المنتخب الأول، مروراً بالأولمبي والشباب والناشئين، مشيراً إلى أن لديهم خامات جيدة من اللاعبين، لكنهم لا يجدون فرصة للعب في هذه المنتخبات من أجل اكتساب الثقة بأنفسهم، مضيفًا أنّه "لدينا لاعبون مميزون حتى الفريق الأول، وأعمارهم تؤهلهم للعب في المنتخب الأولمبي والشباب، كونها تراوح بين 18 و22 و23 سنة، لكنهم للأسف لا يحصلون على فرصة الاختيار"، وشدد عبدالله عامر على أن هناك مواهب مميزة من اللاعبين، لكنها بحاجة إلى الثقة والدعم المعنوي من خلال إتاحة الفرصة لها للعب في المنتخبات الوطنية وارتداء شعار المنتخب، مبيّنًا أنّ عملية الاختيار لا تتم على أسس سليمة، طالما كانت هناك مجاملات، وموضحًا أنّه "كنت لاعباً سابقاً في المنتخب الأول، وتم اختياري ضمن سبعة لاعبين من النادي، من بينهم اللاعبون السابقون في المنتخب الأول عبدالله سلطان وبدر صالح وحسن عبدالوهاب، إذ تم منحي الفرصة أيام المدرب السابق دون ريفي، وشعرت وقتها بالفخر كوني أرتدي قميص المنتخب، لذلك فإن هناك عدداً كبيراً من اللاعبين الموهوبين بحاجة إلى هذا الاختيار، لأن ذلك يمنحهم الثقة بأنفسهم عندما يلعبون أمام لاعبي فرق من المناطق الأخرى في الدولة، لدينا نحو 220 لاعباً في مختلف المراحل السنية في النادي، ولا يوجد لدى نادي الخليج حالياً سوى لاعب فقط في منتخب مواليد 2001 واثنان في منتخبات التجمعات، لكن كنا نتمنى أن يرتدي خمسة أو أربعة من لاعبي النادي شعار المنتخب، سواء في المنتخب الأولمبي أو الشباب أو الناشئين وصولا للمنتخب الأول، نحن في نادي الخليج لدينا خامات جيدة من اللاعبين من سن 17 و19 سنة، بدليل أن هناك أندية كبيرة تحضر لمشاهدة مبارياتهم، وتقوم بعملية المراقبة لمستوياتهم الفنية، تمهيداً لاختيارهم في صفوفها"

وأشار نائب رئيس اللجنة الرياضية بنادي دبا الفجيرة، عبيد خميس خمسان، إلى أهمية وجود آلية محددة لاختيار اللاعبين للمنتخبات، بحيث يتم اختيار الأفضل وفقاً لأسس ومعايير محددة، منوّهًا إلى أنه "في تقديري أن عملية المجاملات تكون في بعض الأحيان للنادي وليس للاعب بعينه، في تقديري أن أغلب المواهب الكروية المميزة تتركز في المنطقة الشرقية، بدليل أن هناك أندية كبيرة يصل عدد لاعبيها الذين يتم استقطابهم من هذه المنطقة إلى 60% و70%، لدينا في نادي دبا الفجيرة خامات مميزة جداً في فرق المراحل السنية، ونعتبر هؤلاء اللاعبين فلتة".

واعتبر عبيد خميس أن عملية الدعم المعنوي لها تأثير إيجابي كبير على اللاعب في هذه السن الصغيرة، مشيرًا إلى أنّ "هناك لاعبون يتم اختيارهم، لكنهم لا يكلمون المشوار حتى نهايته، ويتم استبعادهم، وهذا الأمر يشعرهم بنوع من الإحباط، في السابق كانت هناك ثلاث مناطق لتجمعات اللاعبين الصغار، يتم من بينهم في نهاية المطاف اختيار لاعبي منتخبات المراحل السنية".