ترحيب باحتراف المواهب الشابة في الدوريات الخارجية

أثارت مبادرة المهندس مروان بن غليطة رئيس اتحاد الكرة، بتسويق المواهب الشابة في الكرة الإماراتية للاحتراف الخارجي، والتي طرحها خلال اجتماعه مع وكلاء اللاعبين أول من أمس، ردود فعل واسعة في الوسط الكروي، حيث رحب الكثيرون بها، سعيًا لرفع مستوى اللاعبين وتنمية قدراتهم، بما يعود بالتطور على أداء المنتخبات الوطنية، غير أنهم طالبوا بضرورة أن تكون هناك رغبة لدى اللاعبين ودعم من الأندية وأولياء الأمور.

ورحب فيصل المرزوقي وكيل اللاعبين في البداية، بالمبادرة، وبإمكانية المساهمة الفعالة في المشروع المستقبلي لاحتراف العناصر الشابة، الذين يمكن أن يخوضوا تجارب احترافية حقيقية، بعد موافقة أولياء أمورهم وأنديتهم، والبدء في دوريات مثل: اليونان وسويسرا وبلجيكا ورومانيا وتركيا والنمسا، كمرحلة أولى، تخضع بعدها العملية للتقييم، ومن ثم الانطلاق نحو دوريات أفضل. وأضاف قائلًا: علينا الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال.. لقد اطلعت على التجربتين اليابانية والصينية في هذا المجال، حيث كانت بدايتهما من الصفر، والآن تطور مستواهما كثيرًا، بفضل احتراف لاعبي البلدين في الخارج، ونحن لدينا لاعبون يمكنهم الاحتراف الخارجي، وإذا صرفنا النظر على اللاعبين الكبار، فلدينا عدد من المواهب الشابة القادرة على خوض تلك التجربة، ولكن لا بد من استيعابهم الفكر الاحترافي الصحيح، والخروج من عباءة الهواية التي لا يزال البعض يعيش في كنفها، ولعل تجربة الدمج الأخيرة، كشفت عن المستوى الحقيقي لعدد من اللاعبين الذين لم يوفقوا في إيجاد أندية بديلة حتى الآن.

وأشاد المخضرم نجم محمد عميد وكلاء اللاعبين، بالمبادرة وحرص رئيس اتحاد الكرة على الالتقاء والاستماع لآراء الوكلاء، في خطوة طيبة، لكنه نبه إلى بعض الصعوبات التي تواجه المشروع، وتحتاج للتغلب عليها إلى جهد ووقت، لكونها تتعلق بأطراف عدة، مثل الأندية وولي الأمر واللاعب نفسه، وقال الفكرة في حد ذاتها طيبة، خاصة في ظل وجود عدد من المواهب الشابة، مثل جاسم يعقوب، وغيره من اللاعبين الصاعدين البارزين بالمنتخبات الوطنية. وأضاف: بما أن احتراف اللاعب الكبير خارج الدولة صعب، لأن المردود المالي سيكون أقل كثيرًا مما يناله هنا، وبالتالي، سيكون من الصعب على اللاعبين القبول برواتب أقل، ما يجعلنا نهتم بتسويق المواهب الشابة، وتذليل أي صعاب تحد من احترافهم الخارجي، ودعم الأندية لتلك الفكرة، وأقترح أن يتم فتح سقف الرواتب للاعب الذي يحترف في الخارج عند عودته للعب المحلي، تشجيعًا لإنجاح الفكرة، خاصة أنه سيكون اكتسب خبرات وطور من أدائه، مع السعي لإيجاد موارد تسويقية، تمول احتراف المواهب الشابة لدعم الفكرة وتوفير فرص النجاح أمامها.

ويطالب عمر الصادقي وكيل اللاعبين، بأن تكون هناك رغبة حقيقة لدى اللاعبين في الاحتراف الخارجي وتحمل المعيشة خارج الوطن، والسعي للتعود على أجواء الاحتراف الحقيقية، خاصة أن اللاعبين لا يزالون يرتدون عباءة الهواية، وتلك النقطة مهمة جدًا في طريق الاحتراف الخارجي، فإذا قلنا إن هناك استحالة لاحتراف اللاعبين الكبار بالدوري الإماراتي، مثل عموري وخليل ومبخوت وغيرهم من اللاعبين المميزين، لأن عائدهم المادي كبير، ومن الصعب الحصول علي نفس المبالغ عند الاحتراف الخارجي. فإن الاتجاه نحو اللاعبين الموهوبين من مرحلة الناشئين والشباب، هو الحل الأمثل، من خلال إقناعهم وأولياء أمورهم وأنديتهم بخطوة الاحتراف الخارجي، مع ضرورة تسهيل خطوات تلك المهمة، من خلال التعاون مع عدد من الأكاديميات الأوروبية، وعلي سبيل المثال، أكاديمية مانشستر سيتي، ومن الممكن ضم نخبة من لاعبينا لهذه الأكاديمية، من أجل بناء لاعبينا على أسس الاحتراف الحقيقية، وتجارب الصين واليابان في هذا الموضوع ناجحة، حيث كانت بدايتهم في عالم الاحتراف الخارجي بدعم من الشركات الكبرى هناك، ومن خلال تلك الأكاديميات، انتشر لاعبوها في الدوريات الكبيرة.
وقال الصادقي عن تجربته مع اللاعب فهد حديد: قمت بالحصول على فرصة للاعب في أحد الأندية الفرنسية، وخضع بالفعل للاختبار البدني، وهناك طالبوه بضرورة المران البدني الجيد، مع وعد بمراقبته خلال فترة من الوقت، وهنا تبرز أهمية التكوين البدني للاعبين، لذلك أوصيهم بضرورة الاعتناء بالجانب البدني، لكونه الأساس لإنجاح التجربة الاحترافية الخارجية.

وأشار منذر علي نجم الوصل ومنتخب الإمارات السابق، الذي اتجه للعمل في مجال التسويق الرياضي، إلى تأييده الكامل للفكرة، وقال: أشكر المهندس مروان بن غليطة، الذي حمسنا لتلك الخطوة، حيث كانت لي تجربة سابقة في هذا المجال، من خلال إجراء عدة اتصالات مع أندية أوروبية قبل فترة من الوقت، ووجدت تشجيعًا من البعض، ولكن الخطوة كان ينقصها اللمسة الأخيرة، من خلال موافقة ولي الأمر والنادي، وعوامل النجاح تتوقف عليهما.

ولا بد أن تتوافر لدى اللاعب ثقافة الغربة والتعايش معها، صحيح تجربتنا مع الغربة للدراسة ناجحة، وتعايش الجميع معها، ولكن تجربة التعايش مع الاحتراف والرياضة، تتطلب رغبة اللاعب نفسه وتشجيع من الأهل، لأن البدايات ستكون بحاجة لمزيد من الجهد للتأقلم مع برنامج عالم الاحتراف الحقيقي، كما أن التحول من هاوٍ إلى محترف حقيقي، يستلزم جهدًا مضاعفًا ورغبة من اللاعب للنجاح، مع ضرورة تحديد العمر الذي سيخوض أصحابه التجربة، وأقترح أن تتم للمرحلة العمرية من 15 إلى 22 عامًا، ونحن نملك عناصر موهوبة في تلك المرحلة من السهل عليها التأقلم مع الدوريات الأوروبية، خاصة أن المستويات الفنية متقاربة في تلك الفئة العمرية.