تدور المنافسة الكروية في إطار "لاصوت يعلو فوق صوت الجماهير"، وليس هناك حب جماهيري، أعمق من العشق الذي تبديه جماهير كرة القدم لأنديتها، والأجمل أن تجد حبًا وتفاعلاً بالإجماع، لجمهور يعشق فريقه في كل الظروف وبكل تفانٍ وتقف بجانبه أينما حل ّوارتحل، فلاحديث هذه الأيام لكل متابعي المستديرة في الإمارات إلّا عن جماهير نادي الوصل، (الذهب) الذي لا يصدأ مهما مرت عليه السنون، وهو رغم غياب فريقه عن البطولات منذ عام 2007؛ إلاّ أنّه يقف خلفه، وقد ضرب في الموسم الحالي أرقامًا قياسية، في الوفاء قبل الحضور في المدرجات سواء كان في استاد زعبيل أو غيره من الملاعب.

تعوّد الإمبراطور على أن يكون جمهوره، هو اللاعب رقم واحد في جميع مبارياته، لم تمر مواجهة يكون طرفها الوصل إلاّ وتصدّر مشجعو الفريق الأصفر المشهد، في إلهاب حماس اللاعبين، وشكّل دافعًا لإدارة النادي لبذل المزيد من الجهد للتطوير، حتى يبدو أنّ الجميع يعمل بتنسيق وإخلاص من أجل تحقيق السعادة، وبدأ الموسم الكروي 2016-2017 ولم تمر

مباراة، دون أن تكون هناك مبادرة تعكس مدى الثقافة العالية والمواكبة مع التطوير للفهم الرياضي بين كل منتسبي النادي من أجل تثبيت فهم أنّ كرة القدم ليست مجرد لعبة داخل المستطيل الأخضر يلهبها حماس وهتافات الجماهير على المدرجات، الذي يحدث في هذا النادي الكبير أنّ هناك جهدًا مبذولاً وتوافقًا لصنع التفوق والتفرد، وزيادة دعم النادي ماليًا ومعنويًا، التذاكر المخصّصة في المباريات يتم شراؤها بواسطة الجماهير، ومنذ وقت مبكر، تتسابق الشركات لفتح أسواق جديدة داخل النادي.

وكشف المدير التنفيذي لنادي الوصل محمد العامري، عن خروج ناديه بعدة مكاسب، بعد مباراة الأهلي في الجولة 9 لدوري الخليج، ولفت إلى أنّ مبادرة الجماهير للتواجد في المباراة، جعل الشركات تبحث مسألة التسويق داخل النادي، وقال: "كان هناك فتح لأسواق جديدة، الأمر الذي جعل النادي يحقق عائدًا قدره 300 ألف درهم، وهو لم يتحقق في الدوري الإماراتي من قبل، التذاكر التي خصصت لجماهير الوصل في مباراة الأهلي كانت 5500 تذكرة، بيعت كلها قبل 24 ساعة من بداية اللقاء.

وأضاف: "كل ذلك تمّ عن طريقة خطط ودراسة، جمهور الوصل اليوم أصبح على درجة عالية من الثقافة في كيفية دعم ناديه وفي التعامل مع الآخرين بعدم الإساءة لهم في جميع وسائل التواصل المتاحة، وهو يعمل على ابتكار المبادرات، كما أن أبواب نادي الوصل مفتوحة للمشجعين، ولهم الحرية في التواصل مع الإدارة بأي نوع من أنواع التواصل".

وأشار محمد العامري، إلى أنّ علاقة جمهور الوصل بالنادي أزليّة وتاريخية لن تنتهي بسهولة، ولفت إلى أنّ ما يحدث الآن من تواصل هو نتيجة توارث ثقافة حب اللون والنادي بين الأجيال، وقال: "الجزء الكبير من الجماهير، لاتهمه نتائج الفريق حتى يكون على تواصل، وحرصوا على التواجد الدائم خلفه، حتى عندما كان ترتيب الوصل بالمنطقة الدافئة الموسم الفائت لم يغيبوا، فما بالك حينما يكون في صدارة الترتيب".

وأضاف: "هنالك تنسيق كامل وحب وتواصل بين الجمهور والذي دائماً نعتبره رقم واحد، وبين اللاعبين والجهاز الفني والإداري من أجل إسعاد الجميع، نحن دولة سعادة، ولنا وزيرة للسعادة، حتى اللاعبين يقاتلون داخل الملعب من أجل إسعاد الجماهير، هي فلسفة متبعة، وجمهورنا اليوم يقدم دروسًا مجانية لكل جماهير الأندية الأخرى.

واستمر، ومن خلال العمل الجدي من أجل أفراح وتواصل الجماهير هنالك أكثر من مؤشر، لزيادة الدعم لإدارة النادي والتي تمثلت في عملية عوائد الدخل والمبيعات، الوصل يتطلع لتجربة نادي بروسيا دورتموند الألماني من خلال عملية الدعم الجماهيري بواسطة مبيعات قميص النادي والتذاكر للجمهور، وأعلن المدير التنفيذي عن أنّ النادي الأصفر يرتب لزيارة مقري الاتحاد السعودي وبروسيا دورتموند الألماني، خلال فترة توقف الدوري في شهر يناير/ كانون الثاني المقبل، لافتًا إلى أن عملية المجموعة الرابحة هي جزء من خطط إدارة النادي، وقال:

"الزيارة من أجل تبادل الخبرات، والوقف عن قرب لرؤية عمل المراكز الإعلامية، وسيتواجد جزءً من الجماهير إلى جانب وفد إدارة النادي، من أجل الوقوف على تجربة المشجعين في الناديين، وسيكون الاختيار من جانب الجماهير التي تعمل دائمًا كأسرة واحدة، كما يحصل الآن في كيفية ترشيح المبادرات والتي كان آخرها "الزعامة للإمبراطور" من أجل دعم الفريق الأحد في مباراة العين.

وناشد العامري لجنة دوري المحترفين، فتح باب الفرصة لتواجد أكبر عدد من جماهير الأندية التي تلعب خارج ملعبها،مشيرًا إلى الظلم الكبير الذي يقع على البعض منهم في محدودية عدد التذاكر، وقال: "من الظلم أن تتيح أكبر عدد من المقاعد للنادي المستضيف، هنالك أندية تستحق تواجد جماهيرها بعدد أكبر، وأعتقد أنه يجب أن يكون هنالك تحفيز للجماهير وأتمنى أن تكون هنالك جائزة لأفضل جمهور".

وأشاد العامري في ختام حديثه، بالحرص الكبير من جانب جماهير الإمبراطور في العمل على دعم الفريق في جميع مبارياته داخل وخارج ملعب زعبيل، وقال: "جمهور الذهب يعمل كمنظومة واحدة ومتكاملة، والكل يعرف دوره تمامًا، ويسعدنا دائمًا فعالية التشجيع على المدرجات بقيادة حميد و الحتاوي.

وأكد أحد قادة التشجيع في مدرّجات الوصل حميد محمد حميد، على الترابط بين الجمهور ومجلس الإدارة لهذا الموسم الذي يعتبره الأفضل في الأعوام الأخيرة وأشار إلى أنّ الجميع يعرف هدفه من أجل إسعاد الجميع، وقال: "هنالك أهداف قريبة وبعيدة المدى، هنالك مبادرات كثيرة مقبلة هذا الموسم، المبادرات تساعد الفريق داخل الملعب".

وأضاف: "جمهور الوصل كبير، ولابد من منحه زيادة أكثر في عدد المقاعد، كرة القدم أصبحت تقام من أجل الجمهور، وتوجه حميد، والملقب بـ"زلزال المدرّج" برسالة إلى لجنة دوري المحترفين، وقال:" من مبدأ التكافؤ بين الجماهير، يجب تطبيق الشروط بشكل كامل، في مباراة الأهلي تم تنبيهنا قبل المباراة بمنع دخول مكبر صوت واحد في المدرجات، ولكننا فوجئنا بوجود من مكبّري صوت اثنين، في المدرج المخصص لجماهير الأهلي، فلماذا لم يتحرك مراقب المباراة وينبّه مشجعي الفرسان؟".

عمومًا، نحن ندعم احتفالية الجمهور على المدرجات، ونأمل من كل الجماهير أن تحمل أعلام أنديتها في المباريات بشكل احتفالي، وليكن ذلك بشروط أو بغير شروط، المهم نريد للمدرجات أن يكون شكلها جميلاً، ولفت العامري إلى أن هنالك مجموعة لم يسمها حاولت أن تحدث بعض الانقسامات بين الجماهير، وأشار إلى أن الثقافة العالية لجماهير الوصل تصدت للعملية ولم تستجب لها، وقال: "نحن نعلم أن هنالك مجموعة من الإعلامين، حاولوا عمل سكوب بصنع أزمة بين الجماهير من أجل الكسب الإعلامي، ولكنهم فشلوا في ذلك، نحن نفاخر دائمًا

بجماهيرنا، وبتمسكها بحب النادي، والدفاع عن لونه، جماهير الوصل لم تتوقف في محطة دعم فريقها فقط، بل ظلت تحث جماهير الفرق الأخرى على الخجل من أنديتها، وتطالبها بعدم الغياب في المباريات حتى إن كان داخل ملاعبها على أضعف الإيمان، أو بالأخص حينما يكون الوصل ضيفًا عليهم".

وأكثر ما يميز جماهير الوصل هذا الموسم، التنظيم والعمل كمجموعة واحدة تعمل بمبادرة يتم اختيارها بواسطة ترشيح من الجماهير، ويتم تحفيز صاحب الوسم المختار بالتكريم في أول مباراة على ملعب زعبيل، وكانت مبادرة "حب الشيخ سلطان يجمعنا" في مباراة الوصل التي استضاف فيها الشارقة في الجولة 5 من دوري الخليج هي أبرز المبادرات التي تفاعل معها الجمهور قبل المباراة، كما كان هناك مبادرة اللباس الأصفر خلال لقاء الأهلي، أما مبادرة "الزعامة للإمبراطور" فهي آخر وسم، وأطلق من أجل دعم الفريق في مباراة العين.