الإصابة تنهي مسيرة بول أوكونيل

يكاد بول أوكونيل لا يذكر أول ظهور دولي له، ليس بسبب مضي أكثر من 13 عامًا على ذلك، وإنما لأنه يحمل ذكرى خروجه على أيدي مهاجم منتخب ويلز كريغ كوينيل في المراحل المبكرة من انتصار فريقه بنتيجة 54 – 10.

وبنفس الطريقة التي بدأ بها اللاعب أوكونيل مسيرته الدولية وتحقيق اللقب بعدها في ست بطولات قارية عندما أصيب وقتها بارتجاج خرج على إثره قبيل نهاية الشوط الأول، فقد غادر اللاعب أرض الملعب قبل الوقت الفاصل ولكن هذه المرة في دبلن، في اللقاء الذي استطاع خلاله الفريق الفوز على منتخب فرنسا بنتيجة 24 – 9، ليسدل الستار بذلك على مسيرة اللاعب الدولية بنفس الطريقة التي بدأت بعد خوض 108 مشاركة دولية.

وفي الوقت الذي كان المنتخب الأيرلندي يحقق تقدمًا طفيفًا على نظيره الفرنسي بنتيجة 9 – 6، فقد تعرض قائد المنتخب الأيرلندي للإصابة في أوتار الركبة جعلته يتألم بشدة على أرض الملعب، وبروح قائد الفريق حاول أوكونيل النهوض واستكمال اللقاء، إلا أنه لم يتمكن من القيام بذلك وخرج من الملعب محمولاً على نقالة لتنتهي بذلك قصة لاعب أمتع الملايين طوال مسيرته.

 

وبعد خروج اللاعب المخضرم، تسلم شارة القيادة إيان هندرسون الذي يعد خليفة أوكونيل ويتمتع بنفس الأداء القتالي وقاد فريقه إلى تحقيق الفوز على المنتخب الفرنسي، على أن حديث أوكونيل لزملائه ألهب حماسهم وأدى إلى نزولهم إلى أرض الملعب في النصف الثاني من اللقاء ليقدموا أداءً قويًا استحقوا معه الفوز.

 

ولم تأت قيادة أوكونيل للفريق من فراغ، فقد سبق وأن اجتمع بزملائه قبيل لقائهم مع المنتخب الأسترالي في ملعب إيدين بارك في أوكلاند منذ أربعة أعوام حينما كانت تواجههم بعض المشاكل هناك، وهو ما كان له بالغ الأثر في تحقيق الفوز التاريخي مساء اليوم التالي على خصمهم القوي منتخب أستراليا بنتيجة 15 – 6

ويمتلك أوكونيل الذي وقع عقدًا في حزيران/يونيو مدته عامين مع الفريق الفرنسي تولون تاريخًا حافلًا بالإنجازات، حيث كان للاعب البالغ من العمر 35 عامًا دورًا كبيرًا في قيادة المنتخب إلى الفوز في ست بطولات قارية خلال عام 2009 فضلاً عن البطولات التي حققها الفريق في المواسم الأخيرة تحت قيادة شميت.

ويتمتع المخضرم الذي خاض جولات في نيوزيلندا عام 2005 و جنوب إفريقيا عام 2009 واستراليـا عام 2013 باحترام الجميع، كما يخشاه الكثيرين على الساحة الدولية على مدار عقد من الزمان.