أبوظبي ـ صوت الإمارات
أسدل المعرض الدولي للصيد والفروسية (أبوظبي 2015) الستار على فعاليات دورته الـ13 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بعد أربعة أيام حافلة بالفعاليات، وعروض الشركات المحلية والدولية التي قدمت مقتنيات فريدة، وكل ما هو جديد في الصيد والفروسية.
وحفل جناح لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في المعرض بالعديد من الأنشطة التراثية والثقافية، وخصص ركناً لتعريف الصغار بمكانة التراث الإماراتي. وحرص كثيرون من الطلبة على التعبير عن محبتهم لدولة الإمارات بوضع بصماتهم بألوان العلم على جدار خاص حفل بكلمات تحيي أرواح شهداء الوطن.
من جانبه، أكد رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، اللواء ركن طيّار فارس خلف المزروعي، أهمية المشاركة في فعاليات الدورة الـ13 من المعرض، التي تأتي استكمالاً للمشاركات الناجحة في الدورات الماضية، بما يخدم رؤية واستراتيجية اللجنة في تعزيز قيم الولاء والانتماء ومشاعر الفخر عبر ممارسة التراث الإماراتي الأصيل، وضمان استدامته، والعمل على ترسيخ قيم الموروث الإماراتي في الوفاء والولاء للقيادة والوطن كمثل أصيل يحتذى به، خصوصاً أنّ جميع أنشطة اللجنة تخدم الاستراتيجية الثقافية لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات، وتسهم في الحفاظ على الموروث الثقافي، وإيصال الرسالة الحضارية والإنسانية للإمارات لمختلف شعوب العالم.
واستقطب جناح لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية الآلاف من طلبة مدارس أبوظبي وزوار المعرض والسياح، إذ جاء الجناح في حلة تراثية مميزة، مع منصات تفاعلية تساعد على تقديم عناصر التراث الإماراتي بشكل متطوّر، وبرامج متنوعة تعزّز قيم الاعتزاز بالتاريخ والأصالة.
وأبرز جناح اللجنة صوراً حيّة حول أهمية الحرف اليدوية الإماراتية التقليدية من وجهة نظر تاريخية وتراثية من خلال منظور الهوية والشخصية الإماراتية. وعبر فعاليات ثقافية وتراثية أبرز الجناح التراث الإماراتي، جوانب من الهوية من خلال التركيز على التراث المادي والمعنوي، والحرف المرتبطة بالصيد البري والبحري، وحرفة السدو، وحرفة تصنيع عتاد الإبل.
وتضمن جناح اللجنة في معرض الصيد وحدتين للعرض المتحفي، أبرزتا صناعة الحرف اليدوية التقليدية، بالإضافة إلى غيرها من المعروضات والتحف، وعناصر التقاليد والعادات الإماراتية، فضلاً عن مواد توضيحية من المستوى المتحفي.
واستقطب معرض الصور الذي نظمته اللجنة ووكالة الأنباء الفرنسية في جناح اللجنة، اهتمام الزوار والسياح، وجاء تحت عنوان «الثابت والمتحوّل فوق الرمال»، وقدّم مجموعة كبيرة من الصور التي نشرتها مختلف وسائل الإعلام العالمية وحصدت جوائز مهمة، والتي تعكس الحياة في دولة الإمارات وتراثها العريق.
كما نظمت أكاديمية الشعر باللجنة أمسيات شعرية يومية شارك فيها شعراء من الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، الذين قدموا قصائد في الصقارة والتراث الأصيل، وأشادوا بتضحيات شهداء الإمارات، مؤكدين حتمية النصر والولاء للوطن والقيادة.
كما تضمن جناح اللجنة «ركن الطفل» للفئة العمرية من 6 - 12 سنة، العديد من الأنشطة التراثية والثقافية لتعريفهم بمكانة التراث الإماراتي، وضرورة العمل بجد للحفاظ عليه، من خلال تنظيم مجموعة من ورش العمل التعليمية والترفيهية التي تربط الأطفال بالموضوعات التراثية المعروضة في الجناح، ومنها ورشة عمل لتعليمهم فن الصقارة، فضلاً عن الموضوعات المرتبطة بالهوية الوطنية وحب الوطن والانتماء له، إذ حرص كثيرون من الأطفال على التعبير عن محبتهم لدولة الإمارات بوضع بصماتهم بألوان العلم الإماراتي في جدار خاص في الجناح، وحفل الجدار بكلمات عزاء تحيي أرواح شهداء الوطن.
من ناحية أخرى، قدم المعرض لزواره فرصة التعرف إلى مواصفات مركبة القرش الغاطس، والدخول بها لاستكمال رؤيتها من الداخل والخارج، وبلغ سعر المركبة نحو 450 ألف درهم، ويمكن طلب المواصفات الإضافية على هذه المركبة.
وتعد مركبة قرش البحر مركبة ترفيهية يمكن قيادتها بأكثر من أسلوب، كدراجة مائية أو بأسلوب سمكة القرش في السباحة على سطح الماء والغطس في الأعماق لدقائق عدة، ولمسافة تصل لنحو خمسة أمتار، وتتميز بقدرتها على القفز في الهواء والدوران بحركات بهلوانية، وتحمل الغواصة أشكالاً عدة، مثل الدولفين، وسمك القرش، والحوت.
وكان هذا النوع من المراكب قد ظهر بشكل لافت في أحد البرامج التلفزيونية الشهيرة، إذ استخدمت غواصة من طراز Seabreacher X خلال البرنامج على شكل سمك القرش.
اجتذب ركن الحرف التقليدية في جناح هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في «أبوظبي 2015»، اهتمام زوار المعرض، إذ استمتعوا بمشاهدة النسوة وهن يصنعن السدو «غزل الصوف» ومنتجات متنوعة من الخوص «سعف النخيل المجفف» والتلي «التطريز» وفنون نقش الحناء، وغيرها من الحرف التقليدية التي بإمكان الزائر تعلم عملها.
وأسهم هذا الركن في تعزيز استمرارية الحرف التقليدية التي كانت تشكل عصب الحياة عند أجدادنا من خلال تسليط الضوء على جهود الحرفيات الإماراتيات اللاتي حافظن على تراثنا وثقافتنا عبر السنين، تشجيعاً للتنوع الثقافي والإبداعي البشري لأهل الإمارات.
وسعت الهيئة من خلال أركانها المتنوعة، لاسيما ركن الحرف التقليدية، لترويج هذه الحرف عبر اعتماد خطط وبرامج لتطوير منتجات الحرفيات لضمان استمراريتهن في المهنة، فتقدم الدعم لمنتجاتهن وتشجعهن على تطوير أفكارهن بحيث تواكب الحياة الحديثة.
ويعد السدو إحدى الحرف التقليدية التي تتمثل فيها فنون متميزة عدة اشتهرت بصناعتها النساء قديماً، فهو يصنع من خيوط القطن والصوف، ويتميز بألوانه الزاهية وزخارفه الهندسية، وينسج يدوياً باستخدام آلة «النول» وبعدها يتم إعداد البسط والمجالس من هذا النسيج الجميل.
وكانت دولة الإمارات قد نجحت في إدراج عدد من عناصر التراث الإماراتي على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونيسكو، ومنها الصقارة والسدو والتغرودة والعيالة كونها عناصر تحتاج إلى المحافظة عليها لضمان توارثها للأجيال المقبلة، وتواصل الهيئة جهودها لتسجيل عناصر أخرى من التراث في هذه القائمة العالمية التي تجعل منه تراثاً حياً.
وسلطت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة الضوء على ما يتضمنه مركز كلباء للطيور الجارحة من خلال جناحها في المعرض الدولي للصيد والفروسية، إذ ضم الجناح معرضاً قدم للزوار معلومات عن طيور جارحة، وعن منطقة الغيل التي يوجد بها المركز وما توفره من خدمات بحثية وتعليمية وترفيهية لمرتاديها.
وأكدت رئيس الهيئة، هنا سيف السويدي، أن الهيئة تحرص على المشاركة بشكل سنوي في المعرض، منذ انطلاقه في عام 2003، مشيرة إلى أن المعرض يحتل مكانة دولية، ويعد الوحيد من نوعه في المنطقة المتخصص في مجال الأسلحة والصيد والفروسية.