دبي – صوت الإمارات
أكد مسؤولو الاتحادات المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها ريو دي جانيرو، منذ الخامس من الشهر الجاري ويسدل الستار عنها مساء غدٍ، أن الظهور الإماراتي في الحدث العالمي الذي لا يتكرر سوى مرة كل أربع سنوات كان مثمراً، على الرغم من أنه لم يرض طموحات الشارع الرياضي الذي كان يأمل تحقيق أكثر من الميدالية البرونزية التي تقلدها بطل الجودو توما سيرجيو، إذ كان الأمل كبيراً في ألعاب أخرى حقق رياضيوها خلال مشوار تأهلهم إلى البرازيل نتائج أفضل، من تلك التي سجلوها في ريو دي جانيرو كالرماية وألعاب القوى.
وأوضحوا أن "الميدالية البرونزية في الجودو، وتحسن أرقام بعض الرياضيين والاحتكاك مع أبطال العالم في مختلف الرياضات كان مثمراً، لكنه لا يشفع باكتفاء رياضيي الدولة في الظهور بصورة مشرفة في دورة يسعى العالم للفوز بميدالياتها، خصوصاً أن نتائج بقية الألعاب جاءت مخيبة وراوحت بين المركزين 17 والأخير".
وعزا مسؤولو الاتحادات الستة (الجودو، الرماية، ألعاب القوى، السباحة، رفع الأثقال، والدراجات) النتائج السلبية لأسباب مختلفة، بيد أنهم تشاركوا في صيغة واحدة، تتمثل في أن حصد إنجازٍ أولمبي يتطلب مراحل إعداد طويلة، وتكاتف جميع المؤسسات الوطنية، بجانب ميزانيات ضخمة، وأجهزة فنية بأعداد كبيرة، نحو القدرة على صناعة بطل أولمبي، قادر على حصد الإنجازات.
وذكر نائب رئيس اللجنة الفنية في اللجنة الوطنية الأولمبية رئيس اتحاد ألعاب القوى المستشار أحمد الكمالي: "بعيداً عن النظرة التشاؤمية، فإن مشاركة الرياضة الإماراتية جاءت مثمرة، رغم ابتعاد النتائج عن طموحات الشارع الرياضي، خصوصاً أن إعداد بطل أولمبي يحتاج لخطط عمل طويلة الأمد، وتكاتف جميع المؤسسات، وميزانيات ضخمة، بجانب أجهزة فنية بأعدادٍ كبيرة، ومعسكرات متواصلة، فضلاً عن مشاركات دائمة في بطولات عالمية"، مشيراً إلى أن الأيام المقبلة يجب أن تشهد اجتماعاً عاماً يقيم التجربة بصورة علمية وشاملة، تهدف إلى إيجاد الآليات الصحيحة حتى لا يتكرر الأمر ذاته في أولمبياد طوكيو 2020".
وأشاد الأمين العام لاتحاد المصارعة والجودو والكيك بوكسينغ ناصر التميمي، بإنجاز الجودو في الأولمبياد، الذي وصفه بتحقيق الهدف واعتلاء منصات التتويج، بعد العودة مجدداً إلى المجد الأولمبي، وحصد ميدالية هي الأولى للدولة منذ ذهبية أثينا 2004، بفوز اللاعب توما سيرجيو ببرونزية وزن تحت 81 كلغ.
وذكر التميمي إنه: "راضٍ عن مشاركة الجودو في أولمبياد ريو، وحصد ميدالية برونزية رغم مشاركة ثلاثة لاعبين فقط، الأمر الذي يؤكد الإنجاز، خصوصاً أن دولاً كثيرة شاركت في مسابقات الجودو بأعداد مضاعفة ولم تحقق ميداليات، وهو ما يعني أننا حققنا الهدف المطلوب وما خططنا له وما وعدنا به قبل ريو بالصعود إلى منصات التتويج، وكنا نأمل أن تزيد غلتنا من الميداليات، لكن إصابة اللاعب إيفان رومانكو في اليد قبل يومين من المباراة أمام اللاعب الجزائري ليث بويعقوب حالت دون صعوده، ومواصلة المسيرة في وزن تحت 100 كجم، رغم المحاولات التي قام بها اللاعب".
وأضاف: "قبل الأولمبياد وعلى مدار سنوات عدة كنا نرسم مخطط الوصول إلى ريو بالشكل الذي يضعنا في دائرة المنافسة، والحصول على ميداليات، ورغم أننا حصلنا على عدد من الميداليات العالمية إلا أننا كنا نتعامل معها على أنها محفزة ونحن في طريقنا للأولمبياد، بالإضافة إلى أن لاعبينا جمعوا نقاط التأهل مبكراً في البطولات التي شاركوا فيها، بسبب فوزهم بالمراكز الأولى".
وأكد التميمي أن "الفوز بالميدالية الأولمبية سيكون دافعاً كبيراً لعدد من اللاعبين للانضمام إلى الجودو، بل سيكون له مردود إيجابي على كل الأجيال المقبلة، في تشجيع قطاع الشباب، والناشئين على مستوى الدولة في السير على خطى المجد الأولمبي، ومواصلة العمل نحو هدفهم في المستقبل بتحقيق ميدالية جديدة للدولة".