السباح الاماراتي يعقوب السعدي

ودّع السباح الاماراتي يعقوب السعدي منافسات السباحة في أولمبياد ريو دي جانيرو في البرازيل، بعدما شارك في سباق 100 متر سباحة ظهرًا، أول من أمس، في الحمام الأولمبي "أولمبيك اكواتيكس سنتر"، وخرج السعدي من المنافسات في التصفيات الأولى بعدما جاء في المركز الخامس في المجموعة الأولى من التصفيات، من بين سبعة سباحين مشاركين، مسجلاً زمناً قدره 59.58 ثانية، فيما جاء ترتيبه في نهاية السباق في المركز الـ37 من أصل 39 سباحاً شاركوا في السباق.
ولم ينجح اللاعب في تحقيق رقم شخصي جديد، حيث سبق له أن حقق 58.70 ثانية، إلا أن مشاركته حققت له مكاسب فنية كثيرة، خصوصاً أنها المرة الأولى التي يشارك فيها في الأولمبياد عبر بطاقة الاتحاد الدولي للعبة.
وأكد مدرب المنتخب الوطني للسباحة، الفنلندي إيتو ماتياس كرفونان، أهمية مشاركة يعقوب السعدي في سباق 100 ظهر في أولمبياد ريو أمام مجموعة من السباحين البارعين، الذين حققوا ألقاباً وأرقاماً عالمية، مثل الفرنسي كاميل لاكور، الذي احتل المركز الأول في مرحلة التصفيات، والوحيد الذي سجل زمناً أقل من 53 ثانية، وهو الأمر الذي يحسب لسباح الإمارات في مستهل مشاركاته بالمحافل الأولمبية، ويعطيه دفعة قوية في الاستحقاقات المقبلة.
وأضاف أن يعقوب السعدي اكتسب خبرة كبيرة بوجوده وسط نجوم بارزين، مثل لاكور بطل العالم في كازان الروسية لسباق 50 متراً، والأسترالي ميتشل لاركين، خصوصاً أنه مازال في مرحلة عمرية مبكرة تساعده على تطوير ذاته في المستقبل، ما يسهم في رفع مستواه، وتجهيزه بأفضل صورة ممكنة لخوض غمار المنافسات على الأصعدة كافة، إذ يمتلك الموهبة بالفعل، ويحتاج إلى مزيد من الوقت لصقل مهاراته وقدراته الفنية والبدنية».
وأكد يعقوب أن الخوف سيطر عليه قبل السباق، بسبب الأسماء العالمية الكبيرة المشاركة، وقال: شاركت في السباق ولم أكن في طبيعتي، وشعرت بالخوف الشديد والرهبة من السباحة مع نجوم عالميين، رغم أنني حاولت خلال الأيام الماضية الاقتراب من هؤلاء النجوم والحديث معهم، من أجل إزالة الرهبة التي كانت متوقعة، والحقيقة أنني لم استطع أن أسجل رقماً جديداً، بل إن هذا الرقم أقل من رقمي الشخصي، وبعد خروجي من السباق شعرت بأنني بت قادراً على اللعب في حمام واحد مع نجوم عالميين، فقد تعلمت الدرس في 59 ثانية، هي مدة السباق.
وأضاف: فارق الخبرة له دور كبير في الأولمبياد، ومسيرتي مع السباحة لم تتجاوز اللعب مع الكبار، وكانت مشاركتي الوحيدة في أحداث كبيرة في بطولة العالم بكازان 2015، وهي البطولة التي منحتي بطاقة دعوة للعب في ريو، ولا يمكن أن ألوم أحداً على المستوى الذي ظهرت به، صحيح أنني لم أخرج إلى معسكرات أو اللعب في بطولات قبل الأولمبياد مثل بقية اللاعبين، إلا أن تأخر وصول بطاقة الاتحاد الدولي وضيق الوقت دفعاني للتدريب في حمام نادي الوصل الذي انتمي إليه.
وأشار إلى أن: الخبرة تأتي من كثرة المشاركة في بطولات، وعكس ذلك لا يمكن أن نحقق نتائج جيدة في محفل عالمي أو أولمبي، وهذه هي إمكاناتنا، ننتظر بطاقة دعوة من الاتحاد الدولي للمشاركة ونخرج من أول سباق، وإذا أردنا أن نغير الوضع علينا أن نستعد لأولمبياد طوكيو من الآن، وتكون هناك خطة طويلة المدى لإعداد كل المواهب القادرة على تحقيق نتائج متميزة.
وأكد أنه سيعود إلى البلاد، ويكمل استعداداته للمشاركة في البطولة الخليجية التي تقام في السعودية نهاية الشهر الجاري، وختم قائلا: أنا أطمح إلى أن أحقق فيها ميدالية، لأن البطولات الخليجية تناسبنا، ومن السهل أن نحقق فيها إنجازاً، خصوصاً أن المستويات متقاربة، وهو ما يحفزنا على البحث عن مراكز أولى.
 
وأوضح السعدي أن مشاركته في أولمبياد ريو لها مكاسب فنية كبيرة، من خلال للتعلم من النجوم الكبار وطريقة تدريبهم، وأضاف: «كنت أراقبهم في أوقات التدريبات، بل أن الأولمبياد (درس خصوصي) لكل من يريد أن يكتسب الخبرة من نجوم محترفة، تتعامل مع كل شيء بدقة متناهية، وأعتبر نفسي من تلاميذ الأولمبياد بعد أول مشاركة، وأتمنى أن أعود للمشاركة من جديد في أولمبياد طوكيو، بشرط أن يكون عبر بوابة التأهل وليس ببطاقة الدعوة».
 
وطالب السعدي بتغيير الوضع في اللعبة، وقال: «اتحاد السباحة لم يقصر معنا، لكن في حدود الإمكانات المتاحة، التي لا تكفي لصناعة بطل، ويكفي أن المردود المادي من لعب السباحة ضعيف، وإذا كنا نلعب باسم الإمارات فعلينا أن نستعد جيداً قبل كل بطولة، لنكون في دائرة المنافسة، والأمر ليس سهلاً، لكنْ هناك خطط واستراتيجيات من شأنها أن تغير خريطة السباحة».