الصربي نوفاك دجوكوفيتش والبريطاني آندي موراي

تنطلق في العاصمة الفرنسية باريس، الأحد بطولة فرنسا المفتوحة للتنس في نسختها الـ116 على ملاعب رولان غاروس الترابية وسط إجراءات أمنية مشددة. ويشارك في الدورة الحالية التي تقام خلال الفترة من 28 مايو حتى 11 يونيو، معظم عظماء التنس في العالم، وسط غياب السويسري روجيه فيدرير (35 عاما)، والروسية ماريا شارابوفا التي لن تشارك للسنة الثانية على التوالي، والأميركية سيرينا ويليامز التي تأهلت للنهائي العام الماضي.

وسيكون الإسباني رافايل نادال مرشحا للفوز بلقب بطولة فرنسا المفتوحة، ثاني البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، بينما يبدو باب الصراع مفتوحا على مصراعيه عند السيدات في ظل غياب الأميركية سيرينا وليامز. 

ويبدو نادال، المصنف رابعا على العالم، على أتمّ الاستعداد لمحاولة استعادة اللقب الذي توّج به للمرة الأخيرة عام 2014 وتعزيز رقمه القياسي في البطولة الفرنسية من خلال رفع عدد ألقابه فيها إلى عشرة وتعويض خروجه من ربع نهائي 2015 على يد غريمه الصربي نوفاك دجوكوفيتش بطل 2016، وانتهاء مشواره عند الدور الثالث الموسم الماضي بسبب الإصابة.
وسبق للإسباني البالغ 30 عاما، أن وصل إلى الرقم 10 هذا الموسم في دورتين على الملاعب الترابية أيضا، وذلك بتتويجه في مونتي كارلو للماسترز ثم برشلونة، كما أحرز لقب دورة مدريد للماسترز المقامة أيضا على الملاعب الترابية للمرة الخامسة في مسيرته.

ويملك نادال سجلا مذهلا في رولان غاروس التي حقق فيها 72 انتصارا مقابل هزيمتين فقط في الدور الرابع لنسخة 2009 على يد السويدي روبن سودرلينغ، والدور ربع النهائي لنسخة 2015 على يد دجوكوفيتش، في حين أنه ودّع نسخة 2016 من الدور الثالث دون أن يلعب مباراته مع مواطنه مارسيل جرانويرز.

ومهدت الخسارة أمام سودرلينج في نسخة 2009، الطريق أمام الأسطورة السويسرية روجيه فيدرر لإحراز لقبه الوحيد في رولان غاروس، وتخلص نادال في نسخة 2017 التي تنطلق الأحد، من منافس جدي بعدما قرر فيدرر عدم المشاركة بهدف التركيز على الدورات المقامة على الملاعب الصلبة والعشبية.

ديوكوفيتش وموراي
كما يبدو المنافسان الكبيران الآخران ديوكوفيتش المصنف ثانيا والبريطاني آندي موراي الأول في وضع فني ومعنوي صعب لأنهما يعانيان الأمرين منذ بداية الموسم، وهو ما يجعل نادال المرشح الأوفر حظا في البطولة المفضلة لديه وذلك رغم الخروج المخيب من الدور ربع النهائي لدورة روما للماسترز على يد النمسوي دومينيك تييم.

وأكد نادال، الفائز بـ14 لقبا في بطولات الغراند سلام و72 في مسيرته الرائعة، بينها ثلاثة في 2017 من أصل 6 مباريات نهائية خاضها منذ بداية الموسم، أن الخسارة في روما لم تؤثر على معنوياته لأن "أحدا لم يتمكن في السابق من الفوز بأربع دورات تسبق رولان غاروس، لكني نجحت في معادلة أفضل نتيجة لي قبل الوصول إلى باريس".

وقدم الإسباني أداءً جيدا أيضا على الملاعب الصلبة هذا الموسم ووصل إلى أول نهائي كبير له منذ ثلاثة أعوام حيث خسر أمام فيدرر في بطولة أستراليا المفتوحة، وهو خسر أمام اللاعب ذاته في نهائي ميامي، في حين أن تتويجه في مدريد للمرة الخامسة سمح له بمعادلة الرقم القياسي من حيث عدد الألقاب في دورات الماسترز والذي يملكه دجوكوفيتش (30).

وخلافا لنادال، لم تكن تحضيرات دجوكوفيتش ووصيفه موراي لرولان جاروس مثالية، إذ خرج الصربي من ربع نهائي دورة مونتي كارلو، ووصل إلى نصف نهائي دورة مدريد قبل أن يخسر نهائي روما أمام الألماني الشاب ألكسندر زفيريف (20 عاما) الذي استخف، رغم الإنجاز الذي حققه بإحراز لقبه الأول في دورات الماسترز، بترشيحه ليكون أول ألماني يتوج في البطولة الفرنسية منذ 80 عاما.

أما بالنسبة إلى موراي، بطل ويمبلدون لعامي 2013 و2016 وفلاشينغ ميدوز لعام 2012 ووصيف رولان غاروس العام الماضي، فالوضع يبدو أسوأ من دجوكوفيتش الذي يخوض البطولة بإشراف النجم الأميركي السابق أندري أجاسي، إذ بعد وصوله إلى نصف نهائي مونتي كارلو، خرج من الدور الثالث في مدريد ثم ودع دورة روما من الدور الأول على يد الإيطالي فابيو فونييني.

ويستهل موراي الذي يواجه احتمال لقاء السويسري ستانيسلاس فافرينكا بطل 2015 في نصف النهائي، مشواره ضد الروسي آندري كوزنتسوف، بينما يلعب دجوكوفيتش الذي قال خلال سحب القرعة بأن "النظر إلى الكأس يعيد لي ذكريات كثيرة"، مع جرانويرز.
 
الصراع مفتوح على مصراعيه بغياب سيرينا
ولدى السيدات، من الصعب التكهن بهوية اللاعبة التي ستتوج باللقب في ظل غياب سيرينا وليامز بسبب حملها، وتبدو الألمانية أنجيليك كيربر المصنفة الأولى الأوفر حظا على الورق لكن مشوارها هذا الموسم لا يدعو إلى التفاؤل، إذ فشلت في إحراز أي لقب وهي قادمة من ثلاث مشاركات مخيبة في شتوتجارت (خرجت من الدور الثاني) ومدريد (الثالث) وروما (الثاني).
كما أن سجل الألمانية التي تبدأ مشوراها ضد الروسية إيكاتيرينا ماكاروفا، في رولان غاروس غير مشجع على الإطلاق، إذ خرجت من الدور الأول الموسم الماضي في حين أنها توجت خلال الموسم بطلة لأستراليا المفتوجة وفلاشينج ميدوز ووصلت إلى نهائي ويمبلدون، وتبقى أفضل نتيجة لكيربر في رولان غاروس وصولها مرة واحدة إلى الدور ربع النهائي عام 2012.

وسيكون من الصعب على الإسبانية جاربينيي موجوروتسا المصنفة رابعة في البطولة تكرار انجاز العام الماضي حين فازت على سيرينا وليامس في النهائي وأحرزت لقبها الأول والوحيد في بطولات الغراند سلام.

 

ويجمع نصف النهائي النظري بين كيربر وموجوروتسا التي تبدأ مشوارها ضد البطلة السابقة الإيطالية فرانشيسكا سكيافوني، والتشيكية كارولينا بليسكوفا مع الرومانية سيمونا هاليب الثالثة ووصيفة 2014 التي تأمل التعافي في الوقت المناسب من إصابة في كاحلها تعرضت لها الأحد الماضي في نهائي دورة روما (خسرته أمام الأوكرانية إيلينا سفيتولينا)، قبل مباراتها الأولى التي تجمعها بالسلوفاكية يانا سيبيلوفا.​