عنتر مرزوق

رأى نائب المشرف الفني لأكاديمية كرة القدم في نادي شباب الأهلي- دبي عنتر مرزوق، أن هناك تداخلاً في الأسباب الفنية والإدارية وراء تراجع مستوى الكرة في الإمارات، وأنه لابد من إصلاح المنظومة كاملة، قائلاً: "على سبيل المثال، دائماً ما يتم الاختيار لدينا للأشخاص المسؤولة على أساس العواطف والصداقات"

. وليس وفق قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب، ولذا علينا التجرد من العواطف، والتركيز على من يستطيع العمل، وليس استبعاد فكرة أو مقترح جيد، لمجرد أنني مختلف مع صاحبها شخصياً، أي أنه لابد من تقييم الشخص وفق عمله، وليس وفق الصداقة".

وأوضح مرزوق في حديث لـ"صوت الإمارات": "أفرزت التجربة الديمقراطية الأخيرة في انتخابات اتحاد الكرة، أفراداً غير قادرين على إدارة كرة الإمارات، ونحن نحتاج إلى خبراء فنيين في اللجنة الفنية، ولكن للأسف هناك هبوط إداري، نتيجة تغليب المصلحة الشخصية على مصلحة البلد".

بمعنى أنه "يجب أن تكون هناك معايير محددة لاختيار أعضاء اللجنة الفنية، مثل مدة لعب دولية ومحلية، والحصول على دورات تدريبية على أعلى مستوى، مع خبرة عملية جيدة، حتى تتمكن من دراسة كيفية تطوير الكرة في الدولة، والنهوض بها، لأن الوضع الحالي عاد بنا 5 أو 6 سنوات إلى الوراء".

أكمل مرزوق: "من واقع خبرتي بالعمل في أكاديميات الكرة، والتي وصلت إلى 5 سنوات في أكاديمية الأهلي، قبل قرار الدمج، أؤكد أنه لدينا لاعبون صاعدون وواعدون، ولكن لا أحد يعرف كيفية الاستفادة منهم مستقبلاً لخدمة الكرة الإماراتية، وكذلك لدينا مدربون أجانب على أعلى مستوى في الدولة، ومجموعة من المدربين المواطنين المتميزين". "فلماذا لا يتم تشكيل اللجنة الفنية

منهم، فإذا تم اختيار 3 مدربين أجانب من العاملين مع أندية الدولة، وضمهم لعضوية اللجنة الفنية، ليشاركوا في رسم خطة لتطوير الكرة الإماراتية، ستكون الفائدة كبيرة جداً، لأن مجرد عملهم في الأندية، لا يحقق الفائدة المرجوة من عملهم في الدولة وفق المستويات التي نتطلع إليها".

وقال نائب المشرف الفني لأكاديمية كرة القدم في نادي شباب الأهلي- دبي أيضاً: "للأسف نحن نتعامل مع الاحتراف حتى الآن من الجانب المالي فقط، ولكنه لابد أن يكون منظومة متكاملة، ونحن نتعامل مع كل تدهور في نتائجنا الكروية برد الفعل فقط لمدة أسبوع أو أسبوعين، وبعدها تهدأ الأمور، وترجع إلى طبيعتها".

 وللأسف أيضاً، أن الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، تبحث فيها الأندية دائماً عن مصلحتها الخاصة، ويناقشون مصلحة الأندية، وانتقالات اللاعبين، ويصوتون لرئيس اتحاد الكرة الذي يحقق رؤيتي كنادٍ، ومثلاً تم تخفيض عدد أندية دوري المحترفين من 14 إلى 12 نادياً، على أن يعود الدوري في الموسم المقبل إلى 14 نادياً، ويقولون هذا القرار نتيجة دراسة فنية.
ويروجون لذلك في الشارع الرياضي، ولا نعرف من الذي قام بتلك الدراسة الفنية، وما هي العوامل التي استندت إليها، والنتائج المتوقعة حتى نستطيع المحاسبة مستقبلاً، والمنظومة الكروية غلط، وإذا لم تختر الناس الصح في المكان الصح، وتتوقف عن رفع نادٍ معين على حساب نادٍ آخر، فلن يكون هناك تطوير.

أما عن الحديث الحالي عن السعي لزيادة الزمن الفعلي للعب في المباريات، واعتباره أحد أسباب تراجع الكرة الإماراتية، قال عنتر مرزوق: "هذا كلام غير صحيح، ولكن تقييم التطور الكروي يكون بسرعة الأداء، وكيفية التحرك بكرة وبدون كرة، نضحك على أنفسنا، وكل واحد يدخل إلى الكمبيوتر، ويطبع بعض الإحصائيات ويتحدث بالأرقام، ولابد أن يكون هناك رأي حقيقي لفنيين متخصصين، ولابد من توفر أجهزة التقييم الحقيقية".