فريق الأهلي الإماراتي

حسم الأهلي "دربي ديرة دب" بسلاح الهجوم الكاسح، والكرات العرضية من الجهة اليمنى، لينتزع ثلاث نقاط ثمينة، بعد أن فاز على الشباب 2 - 1، ضمن الجولة 21 في دوري الخليج العربي، والتي أقيمت الجمعة على ستاد راشد في دبي، واستغل أصحاب الأرض طرد لاعبين من الشباب هما محمود قاسم وكارلوس فيلانويفا، ليواصل انفراده بصدارة الدوري برصيد 53 نقطة، مقابل تعثر فرقة الجوارح بعد فوزين على العين والنصر، وتجمد رصيد الفريق عند النقطة 29 في المركز السادس.
 
وجاءت المباراة في شكلين مختلفين، حيث تميزت الفترة الأولى بالبطء في الأداء وتخوف الفريقين من نتيجة اللقاء، بينما شهدت الفترة الثانية إثارة وتشويقًا ومستجدات كثيرة أضفت على اللقاء جمالية للمشاهدة، وبدأ الأهلي المباراة بتشكيلة هجومية، بإشراك أحمد خليل وسياو وموسى سو منذ البداية، وذلك رغبة في السيطرة على مجريات اللعب مبكرًا، والضغط على المنافس، خاصة أن نتيجة مباراة العين وبني ياس جعلت اللاعبين يدخلون بخيار واحد، وهو الفوز بالنقاط الثلاث، من أجل الحفاظ على الصدارة، واعتمد كوزمين طريقة 4-4-2 في اللعب.
 
فيما دفع الشباب بتشكيلة طغى عليها الجانب الدفاعي، بهدف إغلاق المنافذ أمام المنافس، وعدم إتاحة الفرصة للاعبي الأهلي لنقل الكرة بسهولة في وسط الملعب، ولعب بطريقة 4-2-3-1، حيث كان أغلب الفريق يقوم بأدوار دفاعية، باستثناء لوفانور الذي بقى في الخط الأمامي بمفرده من دون مساندة، وتميز الشوط الأول بالبطء في اللعب من الجانبين، مع تخوف واضح من تلقي أي هدف يربك حسابات الفريقين، وبعد ربع الساعة الأول شهدت المباراة توازناً في الأداء والفرص، حيث أتيحت فرصة خطيرة للشباب، عندما سدد حيدروف كرة قوية تصدى لها الحارس ماجد ناصر بنجاح، وفرصة للأهلي عن طريق موسى سو تصدى لها أيضاً الحارس حسن حمزة.
 
وأمام التكتل الدفاعي لـ "الجوارح"، حاول الأهلي البحث عن حلول هجومية لاختراق المنافس، حيث صعد عبد العزيز هيكل من اليمن وصنقور من اليسار، ورفعا العديد من الكرات العرضية الخطيرة، ألا أن مهاجمي "الفرسان" لم يحسنوا استغلال الفرص بشكل ناجح، وأضاع سياو كرة عرضة موسى سو، وأطاح بها فوق المرمى في الدقيقة 23 وعرضية من هيكل أضاعها صنقور بطريقة غريبة أمام المرمى، وفي الدقيقة 28 رفع أحمد خليل كرة عرضية إلى سياو، لكنه لم يلحق بها، وآخر الفرص خلال الفترة الأولى عن طريق موسى سو الذي سدد كرة هوائية تجاه المرمى، إلا أن الحارس حولها إلى ركنية.
 
وعلى الرغم من الفرص الكثيرة التي أتيحت إلى أصحاب الأرض، إلا أن الشكل الهجومي لم يكن واضحاً بالنسبة للأهلي، وافتقد الفريق للشراسة الهجومية للوصول إلى الشباب، بسبب الكثافة الدفاعية للمنافس، ومحاولة لاعبي الشباب أغلاق المنافذ بهدف إنهاء الفترة الأولى بالتعادل السلبي، وفي الشوط الثاني، سجلت الإثارة حضورها بقوة، من خلال الهدف المبكر الذي سجله أحمد خليل في الدقيقة 46، مستفيدًا من خطورة الجهة اليمنى لفريقه في شن الهجمات السريعة والخاطفة، وأثر تمريرة عرضية من سياو ينجح في افتتاح التسجيل ورفع الضغوط النفسية عن زملائه ليواصلوا المباراة بمعنويات عالية وراحة كبيرة.
وما زاد في دعم تفوق "الفرسان" هو طرد المدافع محمود قاسم في الدقيقة 54 مما عقد من وضعية «الجوارح»، وزاد من صعوبة عودته في اللقاء، وعلى الرغم من التحسن الواضح في أداء الشباب في الشوط الثاني، بعد نزول الفريق إلى الهجوم، مستفيدًا من دخول البرازيلي جونينهو في التشكيلة بدلاً من محمد جمعة، إلا أن النقص العددي لم يسعفه على تهديد مرمى الأهلي بجدية، واستفاد أصحاب الأرض من تفوقهم العددي، خاصة من أخطاء دفاع الشباب ليضيف الهدف الثاني في الدقيقة 72 رغم أن الهدف لم يكن على إثر هجمة منظمة واضحة، وإنما من خطأ ارتكبه داود علي الذي أصبح ظهيراً أيمن.
 
وفي الدقيقة 74 زادت وضعية الشباب تعقدًا بطرد اللاعب كارلوس فيلانويفا، حيث أصبح الفريق يلعب منقوصاً من لاعبين مقابل قيام المدرب كوزمين بإدخال إسماعيل الحمادي وخميس إسماعيل وحبيب الفردان رغبة في إضافة أهداف أخرى ودعم التفوق، والمفاجأة في اللحظات الأخيرة جاءت من الشباب في الدقيقة 82 عندما استغل حسن إبراهيم ركنية وسدد من أمام المرمى مقلصاً الفارق 2 - 1، وذلك بعد خطأ كبير من دفاع الأهلي في مراقبة المنافس، ولم تشهد الدقائق الأخيرة من المباراة أي جديد، حيث كانت محاولات الأهلي خطيرة، بعد أن وجد اللاعبون المساحات الشاغرة، لكنهم لم يستثمروا الفرصة لتنتهي المباراة بنتيجة 2 - 1 لمصلحة الفرسان.
 
وأكد الحكم الدولي السابق فريد علي المحلل التحكيمي لـ "الاتحاد"، أن جميع القرارات التي اتخذها الحكم الدولي حمد علي يوسف في قمة الأهلي والشباب صحيحة ودقيقة، مشيداً بالمستوى المتميز الذي أظهره الحكم، وإدارته للمواجهة الصعبة، وتعامله مع كل أحداثها بحيادية واقتدار، مضيفًا: "جميع الإنذارات التي أخرجها الحكم صحيحة، بما في ذلك حالتي الطرد بعد نيل الإنذار الثاني للاعبي الشباب محمود قاسم الذي استحق البطاقة الصفراء في الحالتين، والأمر نفسه ينطبق على كارلوس فيلانويفا، بجانب إنذار عيسى محمد وحسن إبراهيم، ومن الأهلي موسى سو وماجد ناصر، هدف الأهلي الثاني صحيح ولا توجد فيه شبه تسلل، بينما يصنف هدف الشباب من ضمن الحالات الدقيقة جداً، ولا يسأل عنها الحكم، بل مساعده الأول".
 
محافظًا على شباكه من الخسارة في 11 مباراة
الأهلي يتمسك بصدارة دوري الخليج العربي بعد فوزه على جاره الشباب
تمسك الأهلي بصدارة دوري الخليج العربي، بعد ما نجح في تكرار فوزه على جاره الشباب، وهي المرة الثانية فقط منذ موسم 2008- 2009 التي ينجح فيها «الفرسان» في حصد نقاط "ديربي ديرة" الست كاملة بالفوز في مباراتي الدورين الأول والثاني، وكان الأهلي حقق الفوز 2-1 في الدور الأول على ستاد مكتوم بن راشد في نادي الشباب.
 
وفك "الفرسان" الارتباط مع "الجوارح" في مباراة "الديربي" رقم 79 في تاريخ لقاءات الفريقين، واستفاد الأهلي الذي سجل هدفي الفوز في الشوط الثاني من النقص العددي في صفوف ضيفه الشباب، بعد طرد الثنائي محمود قاسم وفيلانويفا في الدقيقتين 54 و74 من عمر الشوط الثاني، ومثلت مباراة أمس الرابعة التي يستفيد فيها الأهلي من النقص العددي في صفوف المنافسين بعد الفوز على الشارقة 3-1 في الجولة الخامسة، والتي شهدت طرد مدافع الأخير حمدان قاسم، بجانب طرد عبدالله عيسى لاعب وسط الشعب في الجولة 13 والتي انتهت لمصلحة الفرسان 4-1، علاوة على طرد البرازيلي إيدجار لاعب الوصل ومهاجم الشباب السابق في الوقت بدل الضائع لمباراة الفريقين المؤجلة من الجولة الرابعة، والتي انتهت بالتعادل السلبي، إضافة الى طرد التشيلي فالديفيا نجم الوحدة في مباراة الفريقين في الجولة 19 والتي انتهت بتفوق الفرسان 3- صفر.
 
وحافظ الأهلي بفوزه المستحق على الشباب أمس على سجله خالياً من الخسارة للمباراة الـ11 على التوالي، بما فيها التعادل السلبي أمام الوصل في مؤجلة الجولة الرابعة، والظفرة 2-2 في الجولة 16، ليرفع رصيده إلى 53 نقطة في الصدارة حيث تبقت للفريق خمس مباريات أمام الجزيرة، العين، النصر، بني ياس والشعب على التوالي، وستكون الفرصة سانحة أمام الفرسان في حال واصل مشواره على ذات المنوال تحطيم رقمه القياسي، والذي حققه في موسم 2013- 2014 حينما توج باللقب برصيد 64 نقطة.