الإمارات - محمد القرنشاوي
اشتعلت الإثارة والمنافسة في الجولة الثامنة عشرة من دوري الخليج العربي لكرة القدم على الصعيدين، سواء في المنافسة على اللقب أو للبقاء بين المحترفين، فجاءت الجولة عامرة بالحماس والانضباط التكتيكي من الكثير من الفرق، ولم يؤثر ذلك على جمالية الأداء، إذ خرجت العديد من مباريات الجولة مثيرة وذات لمحات فنية عالية.
لعبة الكراسي الموسيقية لا تزال مشتعلة في القمة باستثناء الصدارة التي يحتلها الجزيرة منفردا ومبتعدا بها برصيد 47 نقطة بفارق 8 نقاط كاملة عن الوصل أقرب المنافسين، والصراع صار بين الوصل والعين والأهلي على المركز الثاني والبقاء جوار المتصدر، فالوصل استطاع اقتناص الوصافة في الجولة 18 بعد تعثر العين المفاجئ أمام دبا الفجيرة المكافح، في حين نجح الوصل في العبور من الاختبار الصعب أمام الشارقة، والأهلي استمر في مشواره بالزحف نحو القمة بعد تخطيه الشباب برباعية قاسية.
نجد الكثير من الكلمات لوصف حالة فريقين كل منهما يحير أكثر المحللين علما ورؤية في عالم كرة القدم، النصر والوحدة، كل منهما يتألق يوما وفي التالي تجده فريقا آخر بشكل كامل وكأن من رأيته أمس ليس هو نفسه من تراه اليوم، هذا حال كل من العميد والعنابي، واليوم كان يوم النصر، الذي نجح في الفوز بثلاثية نظيفة على العنابي في ملعب النصر، وكان العنابي في يوم تراجعه وانكساره.
أمر غريب، ولكن تراجع مستوى الوحدة البدني والنفسي لا ينسينا أن بيتريسكو المدير الفني الروماني للعميد قدم مباراة جيدة من الناحية التنظيمية والتكتيكية، ولعب على الثغرات في دفاع العنابي، وما أكثرها، فاستطاع الوصول إلى مرمى الفريق الضيف مرارا، ونجح في غياب فاندرلي في خلخلة دفاعات الوحدة بالتحركات خلف المهاجمين وفتح اللعب على الأجناب وفي العمق بشكل سلس، مكن العميد من إحكام قبضته على المباراة.
على الجانب الآخر، ربما يعاني الوحدة الإرهاق بعد مباراة الملحق الآسيوي، ولكن هذا ليس مبررا لاهتزاز مستواه، وأغيري لا بد له أن يعالج وضع الفريق لأن المركز السادس ليس مركزا يليق بالعنابي والإمكانيات التي يمتلكها.