دبي – صوت الإمارات
أفرغت جماهير العين كل الغضب على صفحات التواصل الاجتماعي بعد خروج الفريق من مسابقة دوري أبطال آسيا لكرة القدم من الدور ربع النهائي، إثر الخسارة القاسية التي مُني بها من الهلال السعودي (0-3) أول من أمس على ملعب استاد الملك فهد بالرياض، ونالت شركة كرة القدم بالنادي، والجهاز الفني بقيادة الكرواتي زوران ماميتش النصيب الأكبر من هجوم الجماهير البنفسجية التي طالبت باستقالة الإدارة وإقالة المدرب ومحاسبة المقصرين من اللاعبين، مؤكدة أن العين يشهد أسوأ فتراته في عهد إدارة غانم الهاجري، بعد أن خسر الفريق خمس بطولات محلية وخارجية، وطالبت بضرورة التدخل لوقف ما وصفته بالتراجع الكبير في المستوى الفني للفريق والحفاظ على هيبة الزعيم التاريخية.
بداية مبشرة ونهاية مؤسفة
وبعد بداية مبشرة خلال ثلث الساعة الأولى من المباراة ظهر خلالها العين بصورة متميزة وكان الطرف الأفضل على أرضية ملعب اللقاء، تراجع الفريق على نحو غير مبرر وتعددت أخطاء لاعبيه على مستوى الدفاع ووسط الملعب، وهو الأمر الذي استغله الهلاليون على خير نسق ليسجلوا هدفين خلال ثلاث دقائق فقط بواسطة اللاعب كارلوس ادواردو الذي أحرز الهدف الأول بضربة رأسية محكمة في ظل اعتراضات عيناوية بحجة أن اللاعب كان في وضع متسلل، وهو ما أكده خبراء التحكيم عقب نهاية اللقاء، وبعد ثلاث دقائق أضاف اللاعب نفسه الهدف الثاني بسيناريو مشابه غير أنه لم يكن متسللاً هذه المرة، وفي الشوط اللعب الثاني أكمل اللاعب البرازيلي الهاتريك بتسجيله الهدف الثالث بعد انفرداه بالمرمى من هجمة مرتدة خاطفة وبغياب تام لدفاع العين الذي بدا تائها ومرهقا في مواجهة الضغط الهلالي المتصل، غير أن أبناء المدرب دياز اكتفوا بالثلاثية ولجأوا إلى الاستعراض ليهدروا أكثر من فرصة أخرى وإلا لخرج الزعيم بخسارة تاريخية من ملعب اللقاء.
مسؤولية زوران
ويتحمل المدرب الكرواتي زوران ماميتش الوزر الكبير في الخسارة المؤلمة بسبب نظرته الفوقية للخصم وفتحه اللعب، واتباع الأسلوب الهجومي على حساب الدفاع، وعدم قراءته الصحيحة لمجريات اللعب، وهو يشرك أكثر من لاعب في غير مركزه، كما حدث بالنسبة للبرازيلي كايو لوكاس الذي قدم أداء باهتا على الجانب الأيسر، فيما بدا أن الياباني شيوتاني ثغرة واضحة في مركز المدافع الأيمن، في الوقت الذي فرض فيه الهلاليون رقابة صارمة على صانع الألعاب عمر عبد الرحمن ونجحوا في عزل المهاجمين ماركوس بيرغ ودوغلاس دانفريس اللذين خرجا من المباراة كما دخلا إليها دون أن يضيفا أي جديد لهجوم الفريق، فيما أضاع بيرغ فرصة ثمينة قبل أن يسجل الهلال هدفيه، فيما لم يحرك المدرب الكرواتي ساكنا حتى في شوط اللعب الثاني قبل أن يدفع بالمهاجم يوسف أحمد بديلا للاعب الوسط أحمد برمان، وهو الأمر الذي أتاح للهلال إحكام سيطرته الكاملة على منطقة المناورة قبل أن يضيف هدفه الثالث ويهدر أكثر من فرصة.
في غرفة الملابس الهلالية
وسخرت جماهير العين من لقطة فيديو متداولة يظهر خلالها نائب رئيس شركة الكرة العيناوية أحمد المزروعي في غرفة ملابس فريق نادي الهلال السعودي لتهنئة لاعبيه بالفوز على العين، فيما شد على يد الحارس المعيوف ووصفه بالأسد، ووصفت الجماهير العيناوية الخطوة بالبرود الشديد، فيما وضع مغردون صوراً قديمة للعين وهو يحتفل بلقب دوري أبطال آسيا في وقت سابق من عام 2003 على سبيل المقارنة بين عهدين مختلفين تماما للزعيم العيناوي الذي كان صائدا للبطولات ومواظبا على منصات التتويج، قبل أن يصبح ضعيفا لا يقوى على الصمود حتى على مستوى المنافسات المحلية، وذهبت جماهير العين بغضبها الجارف بعيدا عندما تحسر بعضهم على أيام المدرب الكرواتي السابق زلاتكو داليتش، واللاعب الكولومبي المعار إلى الفيحاء السعودي دانيلو اسبريلا، مؤكدين على أن الفريق افتقد لخدماته أمام الهلال، في حين سخروا من مستوى الأجانب الجدد باستثناء البرازيلي كايو لوكاس، وانتقدوا إعادة قيد مواطنه البرازيلي دوغلاس داينفريس، مذكرين بأنه كان سبباً في ضياع اللقب الآسيوي بإهداره لركلة جزاء في نهائي المسابقة القارية العام الماضي على ملعب استاد هزاع بن زايد، في حين وصفوا مقدرات المهاجم السويدي بيرغ بالمتواضعة.
وبخروج العين من المسابقة الآسيوية فقدت الكرة الإماراتية آخر أمل لها في الاستمرار بالمنافسات الخارجية بعد خروج منتخبنا الوطني الأسبوع الماضي من المنافسة على التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا إثر خسارته من المنتخب العراقي بهدف دون رد، واعتبر مغردون أن كرة القدم الإماراتية تعاني من أزمة حقيقية ينبغي التعامل معها بثورة تصحيحية في الفترة المقبلة، وحملوا اتحاد الكرة المسؤولية كاملة في الإخفاقات المتتالية للأندية والمنتخبات على الصعيد الخارجي.