ولد كينجسلي كومان في باريس، لكنه دفن أمس فريق مسقط رأسه في مقبرة ملعب النور، في العاصمة البرتغالية لشبونة، بعد أن حول الجبهة اليمنى إلى طريق سفر لا نهاية له؛ أو ربما إلى طريق سفر نهايته الوحيدة هي مرمى الخصم، حيث كانت تعليمات مدرب بايرن ميونخ الألماني، هانز فليك واضحة: لننقض جميعًا على تيلو كيرير، الحلقة الأضعف في منظومة الفريق الباريسي. نفذ كومان ومن وراءه، الظهير الكندي ألونسو ديفيز تعليمات مدربهم بحذافيرها؛ خاصة الأول الذي استغل سرعته، انطلاقاته ومهاراته. سجل هدفًا، كاد يسجل آخر، وكان مصدرًا للإزعاج على الدوام.

أصابت إدارة بايرن كثيرًا في صفقاتها على مدار السنوات الماضية. كومان خير مثال، فقد ظل موجودًا بين ناشئي النادي الفرنسي من 2004 حتى 2013 ولعب مع كبار الفريق العاصمي في موسم 2013-2014 قبل انتقاله إلى يوفنتوس الإيطالي ومنه إلى النادي البافاري الذي لعب له معارا لمدة موسمين من 2015 حتى 2017 قبل انضمامه بشكل نهائي.

مع رحيل كل من الفرنسي فرانك ريبيري والهولندي آريين روبين، كان التحدي الأكبر حول هوية من سيخلفهما، لكن وجود كومان وسيرجي جنابري جاء ليعوضهما. كومان وجنابري كجناحين، ومن ورائهما جوشوا كيميتش وديفيز في الأظهرة لتقديم دفعة إضافية.

على الجانب الآخر، لم يظهر نيمار اليوم. لم يحقق المنتظر. لم يسرق الأضواء. وصل في البداية سعيدًا ومرحًا. قبل بداية المباراة بثانية كان يبتسم لزميله، الفرنسي كيلان مبابي. كلها مؤشرات على أنه مستعد لشيء ما، لإلقاء حمل كبير من على ظهره، ولإثبات أنه قادر على فعل شيء عظيم بعد رحيله عن برشلونة. لم يحقق هدفه اليوم ولا قبلها وها هي السنوات تمر.

صحيح أن باريس سان جيرمان قد خسر النهائي، لكنه يقترب مع مرور الوقت. أنفق مالك النادي، القطري ناصر الخليفي منذ 2011 نحو مليار و300 مليون يورو لضم لاعبين يضمنون له الفوز بالكأس ذات الأذنين، لكن هذا لم يحدث.

حتى الآن، ترفض البطولة أن تبتسم له؛ حتى في المرة التي وصل فيها إلى النهائي. لا ترفض أن تبتسم له وحده، وإنما أيضا إلى شقيقه الآخر مانشستر سيتي الذي ودع البطولة من ربع النهائي. لا يزال لقب البطولة محفوظًا كملكية حصرية لملاكها الدائمين: ريال مدريد، ليفربول، بايرن ميونخ، الذي انتهت قصة نهائي لشبونة به بطلًا للـ«تشامبيونزليج» في عهد الكورونا.

قد يهمك أيضًا:

سيباستيان جيوفينكو يتلقى عروض احترافية خلال "الميركاتو الصيفي"

فريق سيدات بايرن ميونخ يتطلع للمستقبل بعد توديع دوري الأبطال