اللاعب كاكا

 

رأى الدولي البرازيلي كاكا، أعلى اللاعبين راتبا في بطولة دوري كرة القدم الأمريكي للمحترفين (إم إل إس)، بعينيه كيف تناقضت تصريحات غريبة أدلى بها مؤخرا مع أحدث تعاقدات نادي لوس أنجليس جالاكسي.

وأكد كاكا، اللاعب الوحيد الشهير في صفوف نادي أورلاندو سيتي، في آخر تصريح له أنه يؤيد التطور الذي يمضي عليه الدوري الأمريكي، معتبرا أن المنافسة فيه أكثر تشويقا منها في بطولة الدوري الإسباني، الذي يراه الكثيرون أفضل بطولة لكرة القدم في العالم.

وكانت حجة كاكا هي أن كل الأمور في إسبانيا تدور في فلك قطبين كبيرين هما ريال مدريد وبرشلونة، حيث يلعب أفضل لاعبين في العالم: البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي.

وقال كاكا: "بالنظر للطريقة التي يمضي بها الدوري الأمريكي، لن يكون لدينا أبدا فريقان خارقان مثل برشلونة أو ريال مدريد"، مضيفا "أعتقد أن ذلك يجعله بطولة أكثر تشويقا. في إسبانيا كل الأمور تدور في فلك فريقين خارقين بين 20 فريقا في البطولة، وذلك ينتقص من أهميتها".

بيد أن تصريح كاكا لم يكن ليأتي في توقيت أسوأ، بعد أن تعاقد لوس أنجليس جالاكسي، حامل لقب الدوري الأمريكي وأقوى أنديته على الصعيد المالي، مع المكسيكي جيوفاني دوس سانتوس كثالث لاعب مرموق يضمه إلى صفوف فريقه الحالي.

ويملك لوس أنجليس ثلاثة من اللاعبين العشرة أصحاب أفضل عقود في بطولة الدوري الأمريكي، والطريف أن الذي يتصدرها هو كاكا براتب قدره 7.3 ملايين دولار، في فريق يحصل فيه بقية اللاعبين على رواتب قدرها 60 ألف دولار في المتوسط.

فالإنجليزي ستيفن جيرارد يحصل من لوس أنجليس جالاكسي على 6.33 ملايين دولار كل موسم، يليه الدولي الأيرلندي روبي كين ودوس سانتوس براتب يبلع نحو 4.5 ملايين دولار سنويا لكل منهما، بعد أن اتضح أن راتب المكسيكي الذي تكهنت وسائل إعلام بوصوله إلى سبعة ملايين دولار بعيد عن الحقيقة.

وكان مصدر هذه الرواتب هو نقابة لاعبي الدوري الأمريكي لكرة القدم.

وإذا كان جالاكسي تحول إلى الفريق صاحب أكبر عدد من النجوم والباحث الأول عن لقبي الاتحاد الغربي والدوري، فإن نيويورك في الشرق يملك ثلاثة من النجوم الكبار في صفوفه، وإن كان الفريق لم يكشف عن كل قوته بعد.

ويضم نيويورك سيتي كلا من الإنجليزي فرانك لامبارد (ستة ملايين دولار) والإسباني ديفيد فيا (5.61 ملايين) والإيطالي أندريا بيرلو الذي سيحصل على نفس الراتب.

ولا يبدو ثمة هدف وراء تعاقد الفريقين مع مجموعة من النجوم المخضرمين سوى أن يتحولا إلى نسختين أمريكتين من ريال مدريد وبرشلونة في إسبانيا، البلد الذي يرى كاكا أنه ليس مشوقا في الوقت الحالي بقدر الدوري الأمريكي لكرة القدم.

والدوري الأمريكي هو بطولة يستمتع فيها البرازيلي ويجني الملايين، فيما لا تلوح الفرصة لجماهير كرة القدم العاشقة أن ترى عروضا جذابة في الملاعب الأمريكية مثلما هو حال نظرائهم الأوروبيين، رغم أنهم يدفعون مبالغ ضخمة بالفعل للحصول على تذاكر المباريات.

من هنا يأتي اهتمام القائمين على الدوري الأمريكي للمحترفين بالتعاقد أكثر من لاعبين عالميين، مثلما يحدث في جميع بطولات الدوري في العالم، بما في ذلك الدوري الإسباني، الذي يبقيه تاريخه ومهارات لاعبيه متقدما في المكانة بفارق كبير عن البطولة التي يروج لها كاكا بموهبته وحقوقه الدعائية.