ماريو جوتزه

كان ماريو جوتزه يترقب ما سيفعله الجمهور معه، خصوصًا الغاضبين منه منذ ثلاث سنوات، عندما يشارك لأول مرة مع دورتموند، على ملعبه، بعد أعوام قضاها مع الغريم التقليدي بايرن ميونيخ حيث اندلعت صافرات الاستهجان لكنه عاد لبيته مرتاح البال.

ونجح بوروسيا دورتموند في مواصلة تألقه وفاز على فرايبورج مساء الجمعة "23 سبتمبر/ أيلول" بنتيجة 3-1 في الجولة الخامسة من الدوري الألماني لكرة القدم "بوندسليجا"، وكانت تلك المباراة في منتهى الصعوبة بالنسبة لدورتموند حيث إن فرايبورج أبدى مقاومة كبيرة قبل أن يحسم دورتموند النتيجة.

ورغم أن صعوبة المباراة كانت تمس جميع لاعبي دورتموند، إلا أن لاعبًا واحدًا كان معنيًا بالأمر أكثر من غيره هو ماريو جوتزه، الذي شارك لأول مرة على ملعب دورتموند "سيجنال إدونا بارك" منذ عودته لفريقه الأصلي هذا الصيف، بعد ثلاثة أعوام قضاها لدى الغريم التقليدي بايرن ميونيخ.

وخاض جوتزه آخر مباراة مع دورتموند في هذا الملعب كانت في أبريل/ نيسان 2013 عندما فاز الفريق على ريال مدريد 4-1، في مباراة توصف الآن "بالأسطورية"، وبعد مرحلة بايرن وعودته الآن توعدت مجموعات الألتراس بدورتموند مثل مجموعة "ذا يونيتي" بتحويل مباراة فرايبورج إلى "حفلة صفير" ضد جوتزه، الذي أغضب عددا كبيرا منهم بسبب ذهابه إلى بايرن ميونيخ.

وكان اللاعب قد ذهب إلى الملعب بعد ظهر الجمعة بمشاعر مختلطة وتحدث عن ذلك بعد انتهائها قائلا: "لقد فكرت في الأمر طبعا مقدما ولم أكن أعرف ماذا ينتظرني"، حسب ما نقل موقع نادي دورتموند على الإنترنت. ورغم انطلاق فعلًا صافرات استهجان ضد جوتزه إلا أنها لم تكن بتلك القوة المنتظرة، وبحسب ما ذكر موقع "يورشبورت" بالألمانية فإن الصافرات بدأت تُسمع بأعلى ما يمكن خلال تدريبات الإحماء قبل المباراة بأربعين دقيقة حيث كان مستوى الضوضاء في الملعب منخفضا عموما.

"وعندما أعلن نوربرت ديكل "مذيع الملعب" اسمه في تشكيلة الفريق خمدت الصافرات كلية، وأثناء المباراة لم يكن للاستياء أي وجود يُشْعَر به." وبعد المباراة اتضح أن المخاوف من مضايقة الجمهور لجوتزه مسألة لم تكن لها ما يبررها.

وقامت إدارة دورتموند قبل المباراة بحركة ذكية حيث وضعت على صفحة العنوان لمجلة استاد دورتموند صورة ضخمة لجوتزه وكان له في المجلة أربع صفحات تحكي قصة بهيجة لمسقط رأسه واحترافيته وروح الفريق لدى دورتموند، التي تقارن بالترابط الأسطوري، الذي كان يتمتع به منتخب ألمانيا، الفائز بكأس العالم 1954.

كما تضمنت الصفحات أيضا صورة لغوتسه مع طفل صغير وصورة "سيلفي" مع صبي يجلس على كرسي متحرك، حسب ما كتب موقع "كرايس تسايتونج"، وبالنسبة للأداء الرياضي في مباراة فرايبورج فقد أظهر جوتزه أن مستواه في تحسن ومرر الكرة التي أحرز منها عثمان ديمبلي الهدف الأول لدورتموند.

وعندما تم استبداله في الدقيقة 70 رفع جوتزه أصبع الإبهام تحية شكر لآلاف الجماهير في المقصورة الجنوبية، التي كان يجلس في وسطها العشرات، الذين كانوا يحاولون ترديد أهازيج مسيئة ضد جوتزه لكنهم كانوا يواجهون صافرات استهجان من قبل الأغلبية، التي ردت على تحية غوتسه بتصفيق حار.
وبذلك عاد جوتزه إلى جماهيره وقال بعد المباراة "رد فعل الجماهير كان رائعا كانت لحظة مليئة بالعاطفة."

وتابع اللاعب صاحب الأعوام الأربعة والعشرين "أنا مرتاح جدا وسعيد جدا بالنقاط الثلاثة، والانتصار والتصفيق عند استبدالي." أما المدرب توماس توخيل فقال: "نحن سعداء جدًا بعودته ببطء إلى مستواه الكبير والآن حان الوقت ليجازي نفسه بتسجيل هدف".