الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو

يدخل توتنهام هوتسبير الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، معتمدًا تقريبًا على التشكيلة ذاتها التي نافس بها جاره تشيلسي على اللقب حتى الأمتار الأخيرة في الموسم الماضي، وذلك في الوقت الذي أنفق فيه منافسوه مبالغ طائلة في سوق الانتقالات الصيفية الحالية.
 
ويتردد أن الفرق الطموحة فعليًا لا يمكنها الوقوف مكتوفة الأيدي والاكتفاء بما لديها، لكن هناك من يرد على ذلك قائلًا إن رفض توتنهام دخول سوق الانتقالات، هو دليل على نوعية اللاعبين في تشكيلة المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو.
 
وباع توتنهام مدافعه الإنجليزي الدولي كايل والكر إلى منافسه المحلي مانشستر سيتي، مقابل نحو 50 مليون جنيه إسترليني، لكن قوام التشكيلة يبقى من دون تغيير بعد إنهاء الموسم برصيد 86 نقطة، و86 هدفًا، وهي أرقام قياسية لا سابق لها للنادي اللندني في الدوري الإنجليزي.
 
ورغم بعض التساؤلات التي أثيرت بشأن طموحات وتطلعات توتنهام بعد بيعه والكر لأحد منافسيه على اللقب المحلي، فإن هذا المبلغ الكبير كان من الصعب رفضه بالنظر لعدم مشاركة اللاعب بصورة دائمة في التشكيلة الأساسية، بسبب وجود منافس له هو كيران تريبيير، الذي تعرض للإصابة في لقاء ودي، وتحوم شكوك بشأن موعد عودته إلى الملاعب.
 
وبنهاية الموسم الماضي توقع كثيرون أن لاعبين مثل لاعب وسط إنجلترا ديلي آلي، والهداف هاري كين، وصانع اللعب الدنماركي كريستيان إريكسن، سيرحلون إلى أندية أوروبية كبيرة أخرى، لكن رضاهم بالاستمرار في صفوف الفريق، والعمل ضمن خطة المدرب بوكيتينو، يعني أن توتنهام يمكنه أن يشكل تحديًا كبيرًا للمنافسين الذين أنفقوا ببذخ في سوق الانتقالات.
 
وقال ميكي هازارد، لاعب وسط توتنهام السابق: "ولم لا.. توتنهام يملك تشكيلة أساسية رائعة يتمنى الكل الحصول عليها".
 
وأضاف هازارد: "وإذا ما نجحوا في تقديم أدائهم المتميز في كل أسبوع، فستكون أمامهم فرصة كبيرة جدًا لإحراز اللقب، رغم أننا نعرف أنها ليست القضية، لكني لا أعتقد أن أي فريق آخر من بين أندية القمة يتوقع انهيار توتنهام في الموسم الجديد"، فالفريق بالتأكيد يتمتع بالقوة والصلابة في ظل وجود هوغو لوريس في حراسة المرمى، وثنائي الدفاع البلجيكي المكون من يان فرتونن وتوبي ألدرفيريلد، وهم يشكلون قوة لا يستهان بها في الخلف، لم تهتز بسببها شباك الفريق سوى 26 مرة في الموسم الماضي.
 
ومع عودة المدافع الأيسر داني روز بعد التعافي من الإصابة، وكذلك عودة إيريك لاميلا الذي غاب عن الموسم الماضي بكامله تقريبًا، يفترض أن تتوفر أمام بوكيتينو المزيد من الخيارات، حتى وإن لم يتعاقد مع أية إضافات جديدة خلال ما تبقى من فترة الانتقالات الحالية، لكن هناك أيضًا بعض جوانب القلق بالنسبة لتوتنهام، فالفريق لا يملك خيارات التغيير أثناء المباريات لعدم توافر البدلاء الذين سيكون بوسع فرق كتشيلسي ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد الاستعانة بهم خلال هذا الموسم، ولذا فإن هامش الأخطاء أمامه أقل من منافسيه.
 
وقال هازارد عن هذا الجانب: "أشرك تشيلسي سيسك فابريغاس ودييغو كوستا وإيدن هازارد كبدلاء خلال قبل نهائي كأس إنجلترا في الموسم الماضي، عندما كان توتنهام مسيطرًا على المباراة، بدلاء توتنهام يفترض أنهم أكثر قوة، ولا يوجد لديه سبب للقلق أو الخوف، فالتعاقد مع لاعب واحد كفيل بتغيير كل ذلك".
 
لكن المجهول الأكبر بالنسبة لتوتنهام سيكون مدى تأثير اللعب في ويمبلي على أدائه ونتائجه، ففي الموسم الماضي لم يخسر توتنهام في ملعبه وايت هارت لين قبل هدمه، وأهدر أربع نقاط فقط على أرضه.
 
ويتوقع أن يكتمل بناء الاستاد من جديد ليكون جاهزًا للعب في الموسم التالي، وفي الموسم الجديد سيخوض توتنهام مبارياته في الملعب اللندني الشهير ويمبلي، وهو ملعب واجه فيه صعوبات في السنوات الأخيرة.
 
وإذا أراد بوكيتينو تكرار أداء فريقه في وايت هارت لين في ويمبلي، فسيتعين عليه خلق نفس الأجواء خارج الملعب، وتحقيق نفس القوة والتميز على أرض الملعب وهو تحد كبير، وإذا ما نجح بوكيتينو في نقل أجواء وايت هارت لين إلى ويمبلي، فإن فريقه ربما ينجح من جديد في الوجود بين الأربعة الأوائل مرة أخرى، وقد يحالفه الحظ ويحقق المفاجأة، ويفوز باللقب لأول مرة منذ 1961.