مدريد ـ لينا عاصي
ابتعد لقب الدوري الإسباني الممتاز أكثر عن فريق ريال مدريد، عقب انتهاء المباراة الأخيرة له التي أقيمت الأحد أمام نادي ملقا بالتعادل الإيجابي بنتيجة هدف لكل فريق. فيما بدا مشجعي ريال مدريد وكأنهم ارتضوا بضياع لقب الدوري الإسباني هذا الموسم أيضًا، حيث اتَسع الفارق مع المتصدر برشلونة ليصل إلى تسع نقاط. وإذا كان على فريق المدير الفني زين الدين زيدان الفوز في مباراة الكلاسيكو أمام غريمه التقليدي برشلونة هذا الموسم، فإن الفجوة ستُصبح ستة نقاط فقط ومن ثم تكون لدى ريال مدريد الفرصة في تقليص الفارق أكثر في حال تعثر برشلونة في مباراتين أخريتين بسبب كثرة المشاركات القوية للاعبيه وتقديمهم مجهود كبير في بطولة دوري أبطال أوروبا.
ويسيطر على الجميع في "البرنابيو" حالة من الإحباط والحزن لضياع لقب الدوري، حيث لا يتخيلوا ذلك التصور. كما اضطر الاتحاد الإسباني لكرة القدم إلى إيجاد ملعب بديل للبرنابيو من أجل إقامة المباراة ما بين فريقي برشلونة وإشبيلية في نهائي بطولة كأس ملك إسبانيـا خلال شهر أيار/مايـو، وذلك بسبب حفل بروس سبرينغستين على العشب المقدس والذي يتزامن مع يوم المباراة النهائية.
ويحتاج زيدان في الوقت الحالي إلى التركيز على إحراز الكأس الأوروبية الـ 11 تعويضًا للإخفاقات التي يتوقع القليل من المناصرين تحول المدير الفني عنها والتفكير بشكلٍ إيجابي في أول مغامرة أوروبية له كمدرب تنتهي بالنجاح في نهاية المطاف. ولا يوجد أحد يستطيع الحديث عن كون زيدان أحدث انقلابًا في أداء الفريق خلال مسابقة الدوري الإسباني الممتاز، في ظل كفاح اسطورة اللعب مع ريال مدريد لإنهاء مسلسل إهدار النقاط بعد فقدان 16 نقطة طوال مشوار المسابقة. فخلال الفترة التي تولى فيها مهمة فريق الشباب، لم يستطع إظهار براعة تكتيكية أو حتى قدرة على تسريع إمكانات الشباب. إلا أنه وبعد رحيل رافائيل بينيتيز، فقد كان النادي بحاجة إلى إعادة الابتسامة على الوجوه وإسناد المهمة إلى شخصية ملهمة وهو ما قام به زيدان.
ومع استمرار غياب كل من غاريث بيل وكريم بنزيما بداعي الإصابة، إلا أن الثنائي البديل ايسكو وخيسي لم يتمكنا من شغل الفراغ وإحداث الفارق في مباراة نهاية الاسبوع. حيث أكد إيفان هيليغيرا المدافع السابق الذي فاز بالكأس الأوروبية مع ريال مدريد خلال تحليله لأداء إيسكو في مباراة نهاية الاسبوع أن لاعب خط الوسط الإسباني لم يقدم المساندة لزملائه واستخلاص الكرة أو تسجيل الأهداف.
وحينما تولى زيدان المسؤولية مع الفريق الأول في نادي ريال مدريد، فقد كان يفصله خمس نقاط خلف برشلونة. إلا أنه في الوقت الحالي يبتعد بفارق تسع نقاط وحصد نفس النقاط بالإجمال التي كان قد نجح رافائيل بينيتيز في الحصول عليها خلال المباريات الثمانية الأولي في مهمته. ومن المنتظر أن يعيش مشجعي ريال مدريد خلال الأشهر الثلاث المقبلة على ذكريات المواسم الماضية، وذلك حينما حصل الفريق علي بطولة الكأس الأوروبية بعد الاستسلام مبكرًا في مسابقة الدوري الإسباني الممتاز في أعوام 1998 و2000 و 2002 و كذلك 2014. ويأتي ذلك في الوقت الذي يعد فيه هذا الموسم هو ثاني أسوء المواسم للفريق في الدوري الإسباني الممتاز منذ شغل فلورنتينو بيريز منصب رئيس النادي عام 2009، وذلك بعد موسم 2012 الذي إنتهي برحيل جوزيه مورينيو عن النادي.
ويصر زيدان على أن الأمر لم ينته بعد وأن الآمال لا تزال ممكنة، مستشهدًا بالفريق الذي استطاع تقليص فارق تسع نقاط موسم 1998 – 1999 مع تبقي 24 اسبوعًا من الموسم وليس فقط 13. وفي صورة معبرة فقد ظهر كريستيانو رونالدو وهو يجلس على أرض الملعب ويغلق عيناه عقب تصدي كارلوس كاميني لركلة الجزاء التي نفذها، في إشارة إلى أن لقب الدوري أصبح شبه مستحيل.