ريو- جورج هجرس
ضاعف المنتخب البرازيلي لكرة القدم مِحنة منافسهِ التقليدي العنيد المنتخب الأرجنتيني، في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018، حيث تغلب عليه 3/ صفر، مساء الخميس أوصباح الجمعة بتوقيت "جرينتش"، في الجولة الحادية عشرة من تصفيات قارّة أمريكا الجنوبيّة المؤهلة للمونديال.
بذلك رفع المنتخب البرازيلي رصيده إلى 24 نقطة ليتصدّر جدول التصفيّات بجدارة متفوقًا بفارق نقطة واحدة على منتخب أوروجواي، فيما تجمّد رصيد المنتخب الأرجنتيني عند 16 نقطة، لكنّه حافظ على موقعه في المركز السادس مستفيدًا من هزيمة باراجواي، أمام بيرو في مباراة أخرى في نفس الجولة.
و وجّه النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا، لطمة قوية إلى المهاجم الأرجنتيني الكبير ليونيل ميسي زميله في "برشلونة" الأسباني، و هدّد نيمار مشاركة ميسي في المونديال الروسي، بعدما قاد السامبا لهذا الفوز الكبير الذي قلّص من فُرص التانجو في التأهل للمونديال، حيث يحتاج المنتخب الأرجنتيني إلى انتفاضة هائلة في المباريات السبع المتبقية له في التصفيات.
و ساهم نيمار بقدر هائل في تحقيق الفوز في هذه المباراة حيث صنع الهدف الأول الذي سجله زميله فيليب كوتينيو في الدقيقة 25، ثمّ سجّل نيمار بنفسه الهدف الثاني في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع للشوط الأول.
و في الشوط الثاني، سجّل باولينيو الهدف الثالث للسامبا البرازيلية في الدقيقة 59 لتكون الهزيمة القاسية لرفاق النجم الشهير ميسي الذي لم يستطع قيادة فريقه للانتصار.
و حقّق المنتخب البرازيلي في هذه المباراة الانتصار الخامس له على التوالي في التصفيّات و ذلك في المباريات الخمس التي خاضها تحت قيادة مديره الفنيّ تيتي.
و في المقابل، مُنيَ التانجو بالهزيمة الثانية على التوالي في التصفيات بعد هزيمته صفر / 1 أمام ضيفه، منتخب باراجواي، في الجولة الماضية من التصفيات، و فشل في تحقيق الفوز في المباراة الرابعة على التوالي، حيث سبق له أيضا التعادل في مباراتين غاب عنهما ميسي مثلما غاب عن لقاء باراجواي.
و عن مباراة البرازيل فقد جاءت بداية المباراة حَماسية من الفريقين بعد وقوف الفريقين دقيقة صمتٍ حدادًا على نجم الكرة البرازيليّة السابق كارلوس ألبرتو.
و نال البرازيلي فيرناندينيو إنذارا مبكرًا للغاية للخشونة مع ميسي في الدقيقة السادسة.
كان المنتخب الأرجنتيني هو الأكثر استحواذًا على الكرة في الدقائق الأولى من المباراة، لكنه لم يترجم هذا الاستحواذ إلى هجمات حقيقية على مرمى السّامبا.
ثم وجه المنتخب البرازيلي لطمة قويّة لضيفه بتسجيل هدف التقدم في الدقيقة 25 بقذيفة رائعة من فيليب كوتينيو.
جاء هذا الهدف إثر هجمة منظمة للسّامبا من الناحية اليسرى مرّر منها نيمار الكرة إلى كوتينيو الذي شقّ طريقه ببراعة وسط الدفاع الأرجنتيني، ثم سدّد الكرة في الزاوية البعيدة على يسار الحارس سيرخيو روميرو الذي لم يستطع أن يفعل لها شيئا ليكون هدف التقدم للسّامبا.
و حاول المنتخب الأرجنتيني الردّ لكنه عانى من ارتباك و توتر لاعبيه، كما تصدّى الحارس البرازيلي أليسون لتسديدة ميسي في الدقيقة 30 ليمنح زملاءه مزيدًا من الثقة.
و دفع المنتخب الأرجنتيني ثمن هذه الفرصة غاليًا، حيث اهتزّت شباكُه بالهدف الثاني في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع للشوط الأول.
و جاء الهدف إثر هجمة سريعة مرّر منها جابرييل كرة بينية إلى نيمار ليضرب مصيدة التسلل الأرجنتينية، و ينفرد بالحارس ثم لعب الكرة على يساره ليكون الهدف الثاني للسّامبا، و يضاعف من صعوبة اللقاء على الضيف الأرجنتيني، حيث انتهى الشوط الأول بتقدم السامبا البرازيليّة بهدفين نظيفين.
وبدأ المنتخب الأرجنتيني الشوط الثاني بنشاط هجومي ملحوظ بعد نزول سيرخيو أجويرو بدلًا من إنزو بيريز.
و رغم محاولات التانجو للعودة في المباراة ، ظلّت هجمات السّامبا هي الأخطر، و كاد باولينيو يحرز من إحداها الهدف الثالث في الدقيقة 55 عندما اجتاز ببراعة الدفاع الأرجنتيني، ثم راوغ الحارس و سدّد الكرة في اتجاه المرمى الخالي من حارسه و لكنه سدّدها ضعيفة لتنشق الأرض على بابلو زاباليتا نجم التانجو الذي أنقذ فريقه و أبعد الكرة قبل اجتيازها خطّ المرمى.
و لكن الحظ حالف باولينيو في الدقيقة 59 ليحين وقت الهدف الثالث للسّامبا و يبدد آمال التانجو في المباراة.
و جاء الهدف نتيجة هجمة منظمة مرّر منها مارسيلو الكرة عرضية من الناحية اليسرى و فشل الدفاع الأرجنتيني في إبعادها لتصل الكرة إلى ريناتو داخل منطقة الجزاء، حيث مررها بهدوء إلى باولينيو المتحفز بوسط منطقة الجزاء فلم يتوان في إيداعها المرمى.
و توترت أعصاب لاعبي التانجو في الدقائق التالية و استغل أصحاب الأرض هذا التوتر في صفوف الضيوف و واصلوا ضغطهم الهجومي و لكن الحظ عاند نيمار و روبرتو فيرمينو في أكثر من فرصة خطيرة.