برلين - جورج كرم
أدّى نادي بايرن ميونيخ، مباريات غير مقنعة منذ بداية الموسم بقيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، إلا أنها انتهت بالفوز في معظمها، وتكررت ذات الصورة في الدوري الألماني، أداء لا يسعد جماهير النادي العريق لكنها تخرج من الملعب راضية لأن الفريق يخرج فائزًا، ولا يزال بايرن ميونيخ رغم ذلك متصدّر الدوري الألماني، بل وبدأت الهوة تتسع بينه وبين لايبزيج صاحب المركز الثاني، إذ يسبقه بايرن بـ 7 نقاط.
وخسرت جميع الفرق التي تأتي في الترتيب ما بين المركز الثاني والمركز السابع، في مباريات المرحلة العشرين في البوندسليغا التي جرت نهاية الأسبوع الماضي، وهي لايبزيج وفرانكفورت ودورتموند وهيرتا برلين وهوفنهايم وكولونيا، كل هذه الفرق خسرت مبارياتها مؤدية بذلك خدمة جليلة إلى الفريق البافاري!
وأصبح اهتمام الفريق، لعد الإطمئنان على تصدّر "البوندسليغا"، مركّزًا على الشامبيونز ليغ، وتنظر جماهير بايرن بشغف إلى المباراة التي يستضيف فيها ناديهم فريق أرسنال الإنجليزي، الأربعاء 15 شباط/فبراير، أولا لأن أرسنال خصم كبير والفوز عليه يسعد الجمهور، وثانيا لأن ميونيخ يحتاج إلى فوز كبير تحسبا لمباراة الإياب التي ستقام في لندن يوم 7 آذار/مارس المقبل، وثالثا لأن الفريق البافاري متقدم في الدوري الألماني، وبلغ الدور ربع النهائي في بطولة كأس ألمانيا، لذلك يصبح الفوز في مباريات الشامبيونز ليج مهما لتحقيق طموحات النادي البافاري بإحراز الثلاثية هذا الموسم أيضا، لكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وهي الفوز على أرسنال.
وتساءل بعض المحللين الرياضيين، ما إذا كان أداء بايرن ميونخ في مباراته الأخيرة أمام انجولشتات، يكفي لمواجهة أرسنال، وخاصة أن هناك 3 أعمدة أساسية ستغيب عن اللقاء، فرانك ريبيري يعاني من تمزق عضلي، وجيروم بواتينغ عاد إلى التدريب بعد خضوعه لعملية جراحية في عضلات الصدر، لكنه لم يبلغ بعد مرحلة خوض المباريات. وإذا ما غاب تشابي ألونسو أيضا، فسيكون هو العمود الثالث المهم الذي سيغيب عن تشكيلة أنشيلوتي. علما أن الفريق الطبي لبايرن أكد أنه سيبذل كل ما لديه لتفادي ذلك، وكان لاعب خط الوسط الاسباني تشابي ألونسو تعرض لإصابة في ركبته أثناء تدريبات الاستعداد للقاء أرسنال، ما اضطره إلى قطع التدريبات. وتم نقله إلى مقصورة اللاعبين. وغياب ألونسو عن مباراة أرسنال لن يكون سهلا لبايرن وخاصة أن ألونسو هو واحد من اللاعبين الأساسيين الذين يعتمد عليهم أنشيلوتي.
وعلى عكس مدربين آخرين، تقبل أنشيلوتي هذه الإصابات بأعصاب باردة، فهو ايطالي وخطته يمكن وصفها بـ "العملية" في اللعب، فهو يعتمد على مبدأ "الفوز أهم من الأداء" وهو ما أكده جليا في تعليقه عقب مباراة فريقه أمام انجولشتات عندما قال: "لا ينبغي علينا أن نحسن أداءنا، ويكفي أن نظهر بذات الأسلوب"، وهذا يعني أن أنشيلوتي مقتنع بأداء فريقه وتعتمد فلسفته في كرة القدم على أنها "ليست لعبة جمالية، بل إن الأهم في عالم الكرة هو النتائج والتكتيك والموهبة، فمن غير الممكن أن نلعب دوما بأسلوب جيد، ولكن اللعب بأسلوب آخر يمكن أن يحقق لنا الفوز أيضا"، أما رئيس إدارة النادي البافاري كارل هاينز رومنيجيه هو الآخر مقتنع بفلسفة أنشيلوتي، إذا صرح مؤخرًا "أن الفوز بفارق صغير هو الأمثل بالنسبة للقاء أرسنال".
وبالنظر إلى نتائج أنشيلوتي، فإن الحقائق تظهر أن خطته القائمة على مبدأ "الفوز أهم من الأداء"، هي خطة مثمرة. ففي المباريات الـ11 الأخيرة ، فاز فريق أنشيلوتي في 10 مباريات. أربع انتصارات حققها من أهداف في اللحظات الأخيرة وستة انتصارات كان الفوز فيها بفارق هدف واحد في النتيجة النهائية للمباراة، وفي منافسات دوري أبطال أوروبا، تظهر نتائج أنشيلوتي مع الفرق السابقة التي دربها، بأن الفوز الكبير لم يكن الأهم بالنسبة للمدرب الايطالي. ففي عام 2014 تمكن من الفوز مع ريال مدريد بلقب البطولة في الشوط الإضافي.
آنذاك كان أتلتيكو مدريد متقدما على النادي الملكي بهدف واحد، ليحرز ريال مدريد هدف التعادل في الوقت بدل الضائع، وليفوز بعدها بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، وفي عام 2003 تمكن من إحراز اللقب مع فريق انتر ميلان، وذلك بأسلوب لعب إيطالي تمامًا. فبعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي بين فريق انتر ميلان ويوفينتوس تمكن فريق انتر ميلان من الفوز باللقب بركلات الترجيح.