5  جولات انقضت من دوري الخليج العربي في الموسم 2018-2019، والجولات الأربع الماضية جاءت عكس المتوقع، تحمل الفنيات والجماليات، والألاعيب التكتيكية، ولم تغب عنهم غزارة الأهداف، التي تعطي المباريات حلاوة وزخماً، وظننا أننا أمام موسم استثنائي بكل المقاييس، تستمر فيه الإثارة جولة بعد الأخرى، ولكن الجولة الخامسة صدمتنا، وأعادتنا إلى الواقع المرير، بعد ما يزيد على شهر من الإجادة، حيث جاءت الجولة الخامسة فقيرة من الناحية الفنية والبدنية، وأيضاً شهدت أقل عدد من الأهداف، مقارنة بالجولات السابقة.. بينما جاء في الجولة الكثير من الملل والأداء الرتيب التحفظي غير المثمر، في الجولة الأسوأ بالمسابقة حتى الآن.

 بالفعل، هي واحدة من أسوأ الجولات في المستوى الفني، ولم ترقَ إلى الإثارة المتوقعة، خاصة من فريق الصدارة، ولكن البعض استفاد بالحصول على 3 نقاط في غاية الأهمية بالنسبة لهم ولمدربيهم، أمثال النصر والظفرة وشباب الأهلي، وفرق أخرى حافظت على موقعها في الصدارة بالفوز، مثل الوحدة، وبالهروب من الخسارة مثل العين.

 في الوقت الذي واصلت فيه بعض الفرق الخطوات المهتزة والنتائج السلبية، مثل الوصل، الذي تعثر أمام الظفرة، والإمارات الذي خسر مجدداً للمرة الرابعة من أصل 5 مباريات.

 وإذا بحثنا عن الإجادة في مباريات الجولة الخامسة الفقيرة، فربما سنحصد دقائق من بعض المباريات، حيث غابت الإجادة الكلية عن المباريات السبع، ولكن مباراة الجزيرة والشارقة، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1، كانت الأفضل بين المباريات السيئة، حيث أجاد الجزيرة في تقدير المنافس، ولعب مباراة متوازنة دفاعياً وهجومياً، كما أجاد الشارقة في الهروب من فخ الجزيرة الصعب، ليخرج الفريقان سالمان دون خسارة، ودون فوز، ويقتسما نتيجة المباراة.
 
الجزيرة كان الأفضل هجومياً، بقدرته على الاختراق من العمق الدفاعي لتكتلات الشارقة، بينما الملك كان الأفضل دفاعياً، بنجاحه في تكوين المتاريس الدفاعية أمام موجات هجوم «فخر أبوظبي»، وعبد العزيز العنبري مدرب الشارقة، نجح باقتدار في تنفيذ أسلوب الملاكمة الدفاعي، حيث امتص صدمات الجزيرة بهدوء، وبأقل قدر من الأخطاء الدفاعية، وذلك وسط إعصار هجومي، أوصل عدد هجمات الجزيرة إلى 24 هجمة وفرصة للتهديف، منها 9 تسديدات على مرمى الملك، تصدى لها الحارس عادل الحوسني ببراعة فائقة، منقذاً مرماه وفريقه من الخسارة الأولى، وهو بدون منافس، أفضل لاعبي الشارقة في المباراة.
 
ويحسب أيضاً للشارقة، أنه لم يصل لمرمى الجزيرة سوى 3 مرات، أحرز من إحداها هدف التعادل، بعد 3 دقائق فقط من تسجيل الجزيرة هدف التقدم في الدقيقة 70 من عمر المباراة، وهدف الشارقة يأخذنا إلى تذكر أمر التشكيل الدفاعي لفريق الجزيرة، الذي يهتز كثيراً بتسجيل الفريق لهدف، وللمرة الخامسة على التوالي، تهتز شباك «فخر أبوظبي» بعد دقائق معدودة من تسجيله لهدف، وهو ما يعني أن اللاعبين يخرجون ذهنياً من المباراة، ومن تمركزهم الدفاعي، بمجرد تسجيل هدف، وهو أمر لا بد أن يتداركه المدرب مارسيل كايزر.
 
في النهاية، استطاع فريق الشارقة بالتنظيم الجيد، مع إعطاء المهام الدفاعية، وغلق المساحات على مهاجمي فريق الجزيرة، في فصل المهاجمين عن باقي الخطوط، فنجح في إحراز نقطة ثمينة وغالية، واصل بها الوجود على قمة ترتيب جدول دوري الخليج العربي.