القاهرة – محمد عبد الحميد
أصبحت البطولات العربية التي يسعى الاتحاد العربي لكرة القدم إلى تنظيمها بين الحين والآخر، وتحت مسميات متعددة وغير منتظمة، مشتتة للفكر، ومهددة بالزوال مع مرور الوقت. وبدأت البطولات العربية تكتسي الأهمية الكبرى لدى المتابعين، عندما كانت تُقام تحت مسمى البطولة العربية لأبطال الدوري، والبطولة العربية لأبطال الكؤوس، وبطولة النخبة العربية، وبعدها غابت هذه البطولات وأصبحت في طي النسيان، وفي عام 2004 أطل الاتحاد العربي لكرة القدم من جديد على جماهير الكرة العربية بإطلاق بطولة تحت مسمى جديد أطلق عليها "دوري أبطال العرب"، وهي البطولة التي استحوذت على اهتمام الجماهير العربية، في ظل حسن التنظيم والجوائز المالية المخصصة والمستوى الفني العالي للفرق المشاركة، وانتظام نسخها لسنوات عدة.
وبعد ست مواسم كان مصير بطولة دوري أبطال العرب، كغيرها من البطولات، لتفتقد جماهير كرة القدم العربية متعة هذه البطولة المميزة، وبعد غياب، عاد الاتحاد العربي من جديد، وقرر إطلاق بطولة جديدة تحت مسمى كأس الاتحاد العربي، وتخللها إقامة أدوار تمهيدية مؤهلة للمشاركة في هذه البطولة، ويومها توسمت الجماهير العربية الخير، بعودة قوية ومنتظمة للبطولات العربية، لكن المعاناة تواصلت، ولكن وقبل موسم، بدأ الحديث عن نية الاتحاد العربي لإشهار بطولة جديدة تحمل اسم البطولة العربية والتي ستُقام في مصر اعتبارًا من يوم 22 يوليو/تموز الجاري.
ومع انتظار الجماهير العربية لانطلاق البطولة العربية، تتساءل بحيرة، هل سيكون هنالك نسخة ثانية ورابعة وعاشرة للبطولة الجديدة التي ستنطلق بعد أيام، أم أن السنوات المقبلة ستشهد إشهار بطولة عربية جديدة تحت مسمى جديد تجُبُّ به ما قبلها، خاصة أن ما سبق، أدى إلى تمزيق تاريخ البطولات العربية من ذاكرة المتابعين وأفقدها هيبتها وأهميتها، حيث كان الأولى على الاتحاد العربي لكرة القدم المحافظة على تاريخ نسخ هذه البطولات، حتى في ظل تغير مسمياتها، وذلك من خلال المحافظة على العدد الزمني لنسخ البطولات، لا أن تبدأ كل بطولة بنسختها الجديدة الأولى، لتلغي تاريخ ما قبلها، وتبدأ مجددًا من نقطة الصفر.