مدرب "الأهلي" أولاريو كوزمين

 

تزداد قوة بصمة مدرب "الأهلي" أولاريو كوزمين ، عاماً بعد آخر مع الكرة الإماراتية، بما حققه من إنجازات تفرد بها على المدربين الأجانب الذين سبق لهم العمل في الدولة منذ تطبيق الاحتراف موسم 2008-2009، بل ربما على مدار تاريخ الكرة الإماراتية، حيث نجح كوزمين  خلال 5 أعوام في حصد الفوز في دوري المحترفين 4 مرات مع كل من "العين والأهلي"، وكذلك كأس السوبر 4 مرات مع كلا الناديين، وكأس المحترفين مرة واحدة، إلى جانب الحصول على المركز الثاني في دوري أبطال آسيا 2015 مع «الفرسان».

 

وينفرد كوزمين كذلك على غيره من المدربين، بتحقيق ثلاثية دوري وكأس المحترفين وكأس السوبر في موسم واحد، وكان ذلك الموسم قبل الماضي مع الأهلي، وكاد أن يكرر الإنجاز ذاته في الموسم الحالي، إلا أنه استبعد من نهائي كأس الخليج العربي للمحترفين، بقرار من اللجان القضائية في اتحاد الكرة الإماراتية، لخطأ في إجراءات تسجيل اللاعب خميس إسماعيل في قائمة "الأهلي" خلال فترة القيد الشتوي الأخير، ليصعد "الشباب" بدلاً منه إلى المباراة النهائية، ويخسر أمام "الوحدة".

 

إلا أن كوزمين لا يزال مرشحاً بقوة لتحقيق الثنائية في الموسم الحالي، إذ لا يزال أمام "الأهلي"، المنافسة على الفوز بكأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم، وهي البطولة الغالية التي تأهل الأهلي إلى مبارتيها النهائيتين بقيادة كوزمين في الموسمين الماضيين، لكنه لم يوفق ليخسر في النهائي الأول أمام "العين"، وفي النهائي الثاني الموسم الماضي، أمام النصر بركلات الترجيح من نقطة الجزاء.

 

وامتدت إنجازات كوزمين مع "الأهلي"، للوصول إلى نهائي دوري أبطال آسيا العام الماضي، والخسارة بصعوبة بهدف وحيد من غوانزهو ايفرغراند الصيني بمجموع مباراتي الذهاب والإياب للدور النهائي، ويرشح الكثيرون المدرب الروماني إلى تحقيق المزيد من الإنجازات خلال الموسمين المقبلين، على اعتبار أن الأهلي قام فور نهاية الموسم الماضي، بتجديد تعاقده مع كوزمين حتى عام 2018.

 

ولكن يبقى الإنجاز المهم الذي تبحث عنه جماهير «الفرسان»، هو الفوز في دوري أبطال آسيا 2017، وهي النسخة التي ضمن الأهلي المشاركة فيها بشكل رسمي ومباشر، بعد تتويجه بطلاً لدوري الخليج العربي للموسم الحالي، وكذلك تطالبه الجماهير بالحفاظ على لقب دوري المحترفين في الموسم المقبل، لتمثيل الدولة في كأس العالم للأندية المقررة في العاصمة أبوظبي عام 2017، وهي البطولة التي سبق للأهلي المشاركة فيها، بعد فوزه بالنسخة الأولى من دوري المحترفين.

 

ويتفق الجميع على أن مدرب "الأهلي" كوزمين ، ظهر كعلامة فارقة مع "العين"، عندما قاده للفوز بلقبين للدوري، وكأس السوبر مرة واحدة، ثم انتقل للأهلي، للفوز بلقبين لدوري المحترفين، وكأس المحترفين مرة واحدة، وكأس السوبر 3 مرات، إلى جانب أنه يحظى بحب واحترام وتقدير اللاعبين، بفضل تعامله الحضاري مع الجميع، وإجادته الكاملة في استخدام أدوات العمل الفني التدريبي.

 


ويكره كوزمين الخسارة في أي مجال يعمل به في حياته، ويعشق النجاح، والأداء الهجومي الذي انتهجه في مسيرته الاحترافية كمدرب، رغم أنه كان لاعباً مدافعاً، واكتسب «الأسطورة» التدريبية الرومانية، خبرات كبيرة بالعمل مع أندية كبيرة مثل "ناشيونال بوخارست وستيوا بوخارست والهلال السعودي والسد القطري والعين"، واستطاع الفوز بألقاب مع كل الأندية التي عمل مدرباً لها في رومانيا والسعودية وقطر، وصولاً إلى «القلعة الحمراء».

 

وتعرض المدرب الروماني كوزمين إلى الطرد أكثر من مرة طوال مسيرته في الملاعب الخليجية، وكانت المرة الأخيرة التي طرد فيها خلال مباراة "الأهلي" و"العين" في الجولة 23 من دوري الخليج العربي، التي طرد منها في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع للمباراة، ويشير عبدالله النابودة رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، في تصريح سابق، إلى أن لاعبي الأهلي تعودوا على عصبية كوزمين، التي أرجعها إلى غيرة ورغبة المدرب الروماني القوية في تحقيق الفوز في كل المباريات. وقال: «كوزمين ليس كوزمين إذا لم يتعصب».

 

ولعل أشهر حوادث طرد كوزمين في الملاعب، عندما تعرض للإبعاد من الملاعب السعودية بعد نهائي كأس ولي العهد لموسم 2008 - 2009،، قبل أن يتم رفع المنع عنه في يناير/ كانون الثاني 2015، لقيادة المنتخب السعودي في نهائيات كأس آسيا في أستراليا، واشتهر كوزمين بثلاثة ألقاب على الرغم من منحه الكثير منها من قبل جماهير الكرة في الدول التي عمل فيها، ومنها «الداهية» و«السير كوزمين» و«فيرغسون العرب»، نتيجة تميزه التدريبي، والإنجازات الكبيرة التي حققها مع الفرق التي تولى تدريبها، خاصة في منطقة الخليج، والغريب أن أغلب تلك الفرق تتعرض للانهيار فور رحيله عنها، إلى جانب أن كوزمين رشح أكثر من مرة لقيادة منتخب بلاده، حيث يعتبر من أفضل مدربي الكرة الرومانية في الوقت الحالي.