الدكتور حافظ المدلج

أكد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم سابقًا، وعضو اللجنة المنظمة لبطولة كأس آسيا 2019 في الإمارات، د.حافظ المدلج، أن "تشفير مباريات دوري الخليج العربي ليس الحل الأمثل، وليس من ضمن حلول جذب الجمهور لحضور المباريات في الملاعب".
وأوضح المدلج تعليقًا على إحصائية الحضور الجماهيري في الدور الأول من دوري الخليج العربي، التي بلغت 231 ألفًا و100 متفرج في 91 مباراة، بنسبة حضور وصلت إلى 2540 كمتوسط حسابي للمباراة الواحدة، أن تشفير البطولات والمباريات في أي دولة في العالم لا يكون الهدف منه جذب الجمهور إلى الملعب، وإنما الهدف الأساسي منه هو زيادة إيرادات الأندية، واستفادتها بصورة أكبر من حقوق البث التلفزيوني، إذ إنه في حال عدم حصول الأندية على عوائد مادية أكبر مما تحصل عليه من إذاعة مباريات على القنوات المفتوحة، لن يكون هناك داعٍ للتشفير من الأساس.
وأضاف "قامت قناة إن بي سي الأميركية بشراء حقوق بث الألعاب الأولمبية 2008 في بكين مقابل أربعة مليارات دولار، ورغم ذلك لم تقم بتشفير المنافسات، لأنه لا يوجد داع له، في ظل تعويض المبلغ من الإعلانات، والمكاسب الأخرى".
ولفت المدلج إلى أنه لا يمكن القول على نسبة 2500 متفرج في المباراة الواحدة بدوري الخليج العربي، إنها ضعيفة. وقال: "الاتحاد الآسيوي وضع 11 معيارًا في عامي 2007 و2008، لتحديد شروط مشاركة الأندية في البطولات الآسيوية، وكان من ضمنها حد أدنى للحضور الجماهيري في كل مباراة بمتوسط 5000 متفرج، ومن لا ينطبق عليه هذا الشرط يتم خصم نقاط منه، تؤثر في مشاركات الأندية في البطولات القارية، وعدد الأندية المشاركة من كل دولة".
وتابع "مع مرور الوقت تبين أن هذا المعيار غير عادل، بسبب تباين الكثافة السكانية بين دولة وأخرى، فـ2000 مشجع أمر جيد لدول ذات كثافة سكانية منخفضة، في حين أن حضور 20 ألف متفرج رقم ضئيل مقارنة بالكثافة السكانية العالية لبعض الدول، وزاد: "لذلك تم إلغاء هذا الشرط، وتم التركيز على شروط أخرى، أهمها المعيار الفني".
وذكر المدلج هناك عوامل قد تسهم في تشجيع الجمهور على الحضور إلى الملعب، بينها درجة المتعة التي يحصل عليها المشجع عندما يذهب إلى الملعب، قائلًا إن التعاقد مع لاعبين محترفين ومحليين على أعلى مستوى يصب في تحقيق هذا الهدف.
وأكمل أن "بيئة الملعب" أمر بالغ الاهمية كذلك لحضور الجماهير، وأوضح: "نعني بها ألا يكون الملعب مجرد مقعد يحصل عليه المشجع، وإنما خدمات محيطة بالملعب، تساعد على استفادة النادي من حضور المشجع، إذ إنه في الدوريات الأوروبية يتم إطلاق ما يسمى (يوم المباراة)، على أي لقاء، إذ إن سعر التذكرة لا يشكل سوى نسبة بسيطة مما يدفعه المشجع في هذا اليوم، فينفق على أمور أخرى كثيرة مثل أدوات التشجيع، إضافة إلى العديد من الفعاليات المصاحبة، التي لا تتوافر في ملاعب دول الخليج".
ونصح المدلج بتطبيق تجربة ملعب دبي للتنس في ملاعب الكرة، وقال: ملعب دبي للتنس يتمتع بأجواء ترفيهية مميزة، أسهمت في حضور الجمهور بكثافة إلى الملعب بغض النظر عن النجوم المشاركين، خصوصًا أنه تتوافر فيه وسائل ترفيه من ناحية المطاعم والمقاهي، ما يجعل المتفرجين يستمتعون بالأجواء، ويدخلون إلى الملعب وقت المباراة فقط، وهو ما نفتقده في ملاعب كرة القدم، التي يكون فيها المشجع حبيس المقعد فقط.
وتابع المدلج رغم التقدم وبيع التذاكر إلكترونيًا، فمازال المشجعون يعانون في الذهاب إلى الملعب مبكرًا من أجل الحصول على مكان جيد لمشاهدة المباراة، على عكس ما يحدث في أوروبا، بقيام المشجعين بشراء التذاكر إلكترونيًا، والذهاب قبل بداية المباراة بربع ساعة فقط.
وتمنى أن يتم مراعاة هذه النقاط في الملاعب الجديدة التي سيتم بناؤها في الإمارات، بحيث يكون الملعب مكانا ترفيهيا متكاملا وليس فقط مستطيلًا أخضر لإجراء مباراة كرة قدم.