كورونا

«حمدت الله كثيراً أننا لم نكن هناك في نفس التوقيت الذي تم فيه اكتشاف الإصابة بفيروس كورونا»، بهذه العبارات استهل عبد الرحمن الحداد المدرب الحالي لمنتخب الناشئين مواليد 2003، والمدرب السابق لمنتخب الناشئين 2004، ذكريات سبتمبر 2018، خلال آخر زيارة لبعثة رياضية إماراتية إلى مدينة ووهان الصينية، مركز تفشي فيروس كورونا المستجد، للمشاركة في بطولة ودية تقام بصورة دورية، في ذات المدينة التي تعد عاصمةً لمقاطعة هوبي في وسط الصين وأكثرها اكتظاظاً بالسكان.
وقاد الحداد «أبيض الناشئين» في البطولة التي حملت اسم المدينة الموبوءة «كأس ووهان»، ضمن تحضيرات المنتخب لخوض تصفيات كأس آسيا تحت 16 عاماً، والتي تكللت بالنجاح في مرحلة لاحقة ليضمن منتخبنا تأهله الى النهائيات، بعد صدارته ترتيب المجموعة السادسة للتصفيات التي احتضنتها قرغيزستان في سبتمبر من العام الماضي 2019.
ويقول الحداد «السفر إلى ووهان كان عبر رحلة مباشرة من دبي على طيران الإمارات، لم تكن تجربة المشاركة في البطولة التي تحمل اسم المدينة غريبة بالنسبة لي شخصياً، بعدما تواجدنا في ذات البطولة في وقت سابق مع منتخب آخر».
وأضاف «ووهان الجميلة عادة ما تحتضن الفعاليات والمهرجانات الرياضية، وتضم مرافق رياضية عالية المستوى على مستوى الملاعب خاصة، أقمنا في فندق مشترك مع بقية المنتخبات المشاركة في البطولة، وهي صفوة منتخبات القارة كاليابان وكوريا الجنوبية وغيرها».
لم تواجه المنتخب مشكلات كبيرة في ظروف الإقامة عدا الوجبات بالطبع، ويوضح الحداد «بخلاف نظام الوجبات لم نواجه أي عوائق، ووفقنا في التعاقد مع أحد المطاعم اللبنانية التي كانت توفر وجبة الغداء للاعبين، رغم بعد المسافة التي تصل إلى نحو ساعة كاملة».
ويتابع مدرب أبيض الناشئين قائلاً: «بعيداً عن ظروف الإقامة كانت المشاركة في البطولة في حد ذاتها مهمة في برنامج الإعداد، بعدما خضنا تجارب قوية أمام منتخبات ماليزيا، كوريا الجنوبية، وفيتنام، إضافة إلى تايلاند التي توجت باللقب»، لافتاً إلى أن تتابع المباريات التي تلعب كل 24 ساعة تقريباً كانت الأمر السلبي الوحيد في البطولة.
وحول شعوره حينما علم بأن ذات المدينة التي قاد فيها المنتخب في 2018 أضحت مع حلول العام الجديد 2020 مركزاً لانتشار فيروس كورونا الذي شل حركة العالم، أوضح «بدا الأمر مفاجئاً بالنسبة لي شخصياً، أن تكون تلك المدينة الجميلة مركزاً لانتشار هذا الوباء على مستوى العالم».
وجرى مؤخراً السماح للسكان في الصين لأول مرة منذ أشهر بمغادرة مدينة ووهان، وأشادت السلطات بتلك اللحظة باعتبارها نجاحا لها، بعد ما اعتبر أكبر إغلاق في تاريخ البشرية استمر لنحو 76 يوماً، ويضيف الحداد: «الأنباء الأخيرة عن نجاح ووهان في السيطرة على تداعيات انتشار الفيروس وإعادة فتح الطريق السريع وبداية رحلات الطيران، وخدمة القطارات تمنح مؤشرات إيجابية».
وتابع «أعتقد أن الالتزام بالتعليمات واتباع النظم والتقيد بالإرشادات ساعدت كثيراً في احتواء الفيروس، ونتمنى قطعاً السلامة لكل مدن ودول العالم وعودة الحياة بشكل طبيعي أسوة بووهان التي أضحت نموذجاً».