دبي - صوت الامارات
يستحيل التحدث عن الجولة الخامسة لدوري الخليج العربي والخوض في تفاصيلها دون البدء بالنصر، العميد الذي هوى، تفكك وانهار أمام الوحدة وسقط بخماسية ثقيلة الوقع والتأثير على
الأزرق، الذي تغنينا به كثيرًا في السابق وتحدثنا عن استقراره، فإذا بكل شيء يتغير، وتخرج النيران من تحت الرماد لتشعل الوضع في قلعة العميد النصراوي، فتقصي الإدارة المدرب إيفان
إيفانوفيتش، بشكل درامي بعد الخسارة الكارثية وتقرر بين عشية وضحاها إعلان اسم المدرب الجديد للعميد وهو الروماني بيتريسكو.
واتضح أن قرار الإقالة لم يكن وليد اللحظة، بل أن الخسارة الثقيلة ربما كانت وليدة وجود قرار الإقالة والتعاقد في أدراج المسؤولين، الأمر الذي جعل الفريق يلعب المباراة مفككًا، ويظهر
مستوى اللاعبين بشكل غريب وغير منطقي، ولا يتلاءم مع النصر بأي حال من الأحوال. وليس من المنطقي أن يتم الإعلان عن الإقالة والتعاقد مع المدرب الجديد خلال 24 ساعة،
وبالتالي فالمفاوضات كانت قائمة، بل والاتفاق كان قائمًا، ويبدو أن القرار والاتفاقات والمفاوضات كانت واصلة للاعبين بشكل أو بآخر، وكانت نتيجتها الخماسية الكارثية للأزرق.
وبالطبع لن نتحدث عن فنيات، وغيرها في لقاء الوحدة، فالأزرق كان مهزومًا نفسيًا قبل أن تبدأ المباراة، وهذا لا يغفل حق الوحدة في كونه استغل الفرصة على أكمل وجه، واصطاد العميد بخماسية قوية بفضل تألق الأرجنتيني سبيستيان تيغالي، وما حدث للنصر في ذلك اللقاء، وربما منذ بداية الدوري نخرج منه بدرس مستفاد غاية في الأهمية، وهو أن اتفاقات الغرف المغلقة، والتعاقدات والقرارات يجب أن تكون بمعزل كامل عن اللاعبين والفريق، وإلا تكون النتيجة خسارة كالتي حدثت للنصر.
ويبدو أنها جولة الدروس والعبر، درس آخر مهم جدًا تلقاه العين ولاعبيه، بعد خسارة نقطتين بالتعادل أمام دبا الفجيرة بالفجيرة، بهدفين لكل منهما، بعد أن كان العين متقدمًا بهدفين، وظل
متقدمًا في ظل نقص النواخذة العددي لطرد أحد لاعبيه، ولكن التخاذل والاستهانة بالمنافس قلبت الطاولة على الزعيم، عدم تقدير الخصم، واللعب برعونة، جعل الزعيم يتجرع مرارة كأس
التعادل، وكان أن يكون المر بزيادة بعد أن كان دبا الفجيرة قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الفوز، لولا تسرع وعدم خبرة مهاجميه. درس كروي ليس مجانيًا تلقاه العين مفاده أن المباراة 90 دقيقة، وأنه مهما كنت متقدمًا، ومهما كانت حالة المنافس، يجب التقدير والاحترام الكامل له طوال زمن المباراة.
ويأتي الدرس الآخر تكتيكيًا، وهو كيف أدار سيرجيو المدير الفني لدبا الفجيرة الفريق، وهو خاسر بهدفين، ويلعب ناقصًا، واستطاع من خلال تغييراته التكتيكية في الملعب، أو تبديلاته
الثلاثة اعتبارًا من الدقيقة 64 من عمر المباراة دب القوة والحماس في عناصر فريقه، وجعله يتحدى العين الآسيوي القوي، الذي لم يحسن ومدربه زلاتكو تقدير وتقييم المنافس بالشكل الكامل فكادوا أن يلقوا الخسارة الأولى.
ويعتبر الفوز الذي حققه الظفرة في الجولة الخامسة من دوري الخليج العربي، ليس أكثر من فوز معنوي، بالطبع هو فوز مهم جدًا باعتباره على منافس مباشر وهو اتحاد كلباء الذي يبدو أنه
سيكون طرفًا أساسيًا مع الإمارات في دوامة الهبوط، ولكنه ليس أكثر من فوز معنوي، ولا يعني الكثير حول مستوى الظفرة وعناصره التي تحتاج لمراجعة مبكرة قبل فوات الأوان.