الشارقة

انتظر الشارقة نحو أربعة مواسم، من أجل العودة إلى واجهة البطولة الأغلى، على صعيد المنافسات المحلية "كأس رئيس الدولة"، بتأهله المستحق إلى الدور نصف النهائي، بعد تخطيه عقبة الوصل بالفوز 4 - 2، في الدور ربع النهائي الأربعاء، على استاد مكتوم بن راشد بنادي الشباب، والتأهل هو الثالث لـ "ملك الكأس" إلى "مربع الذهب" خلال السنوات العشر الماضية، والأول منذ موسم 2011- 2012 بعد الظهور في الدور ذاته موسم 2007- 2008.

ويدين "الملك" الساعي للانفراد بالرقم القياسي، في عدد مرات الفوز بالبطولة التي توج بها في ثماني نسخ ماضية، آخرها موسم 2002-2003، على حساب الوحدة بركلات الترجيح 6 - 5، إلى "الخلطة السحرية" لمدربه البرتغالي بيسيرو العائد إلى المنافسات المحلية، في أولى مهامه مع الشارقة، خلفاً لليوناني دونيس مدرب الفريق السابق، بعد أن عمد بيسيرو إلى إغلاق المساحات أمام هجوم الوصل القوي، واعتمد أسلوب المرتدات، مستفيداً من التألق اللافت لمهاجمه الفنزويلي ريفاس، والذي احتفل بـ "الهاتريك الثاني" في مشواره مع فريقه أسهم خلالها في نتيجة الفوز العريض 4 - 2.

وكبد الشارقة بفضل أسلوب إغلاق المناطق الدفاعية، وقطع الإمداد عن الثنائي البرازيلي فابيو ليما وكايو، الوصل الخسارة الأكبر في مشواره، خلال الموسم الحالي، على صعيد المنافسات كافة، بعد أن خاض 20 مباراة في دوري وكأس الخليج العربي، بجانب مباراتي دور الستة عشر وربع نهائي كأس رئيس الدولة أمام بني ياس والشارقة على التوالي.

وثأر "الملك" بفضل أهدافه الأربعة في شباك الحارس يوسف الزعابي الذي خاض مباراته الأولى مع الفريق الأول للوصل، خلال الموسم الحالي، خلفاً للحارس راشد علي المنتقل إلى صفوف الوحدة، لخسارتيه مرتين 0 -1 و0-2 في كأس ودوري الخليج العربي، ومنحت نتيجة الفوز الشارقة فرصة التعويض لخسارته أمام الوصل 0 - 4 في آخر مواجهة جمعت الفريقين في كأس رئيس الدولة موسم 2007- 2008، والتي انتهت بفوز "الأصفر" بنتيجة 4 - 0 في الدور نصف النهائي.

وضرب الشارقة بفضل تأهله المستحق، موعداً مع منافسه الوحدة في أولى مباريات الدور نصف النهائي 19 أو 20 أبريل المقبل في مواجهة منتظرة للبرتغالي بيسيرو أمام فريقه السابق، والتي تسبقها مواجهة أولى على استاد آل نهيان بالعاصمة أبوظبي في "الجولة 19" لدوري الخليج العربي في 16 فبراير المقبل.

ودفع الوصل الذي تعرض للخسارة الرابعة في سجله، خلال الموسم الحالي فاتورة غياب التركيز، بالخروج من عتبة دور ربع نهائي كأس رئيس الدولة، والتي كان يعول عليها مدربه الأرجنتيني ردولفو، من أجل التتويج بأول ألقابه مع الفريق، والعودة إلى المشاركة القارية في دوري أبطال آسيا، خلال الموسم المقبل، ليستمر غياب "الأصفر" عن "مربع الذهب" للبطولة الأغلى للموسم السادس على التوالي، منذ آخر تأهل في 2010- 2011.

ورفض رودولفو مدرب الوصل تحميل المسؤولية في الخسارة للاعب بعينه، وقال: الخسارة قاسية وهي نتيجة طبيعية لغياب التركيز، ولكن أملك الثقة الكافية في اللاعبين، ونأمل الاستفادة من درس الخروج من ربع النهائي، في مباراتنا المقبلة أمام الشباب في نصف نهائي كأس الخليج العربي، لافتاً إلى أن الفريق الذي يرغب في البقاء في دائرة المنافسة عليه النهوض بسرعة من كبوة الخسارة العابرة.

ورأى البرتغالي بيسيرو الذي حرص على إهداء نتيجة الفوز والتأهل إلى لاعبيه، واليوناني دونيس مدرب الفريق السابق، أن فريقه دافع خلال المباراة بشكل جيد، وقال: دافعنا بشكل جيد، ولعبنا بتنظيم عال، واستفدنا من الهجمات المرتدة العديدة لفريقي، وأعتقد أن نتيجة الفوز كانت عادلة، لافتاً إلى عدم رضائه عن استقبال شباك فريقه لهدفين في الدقائق الأخيرة، والتي أرجعها إلى إرهاق خط الدفاع.

وحرص جمهور "الملك" الشرقاوي على الاحتفال بتأهل فريقه إلى الدور نصف النهائي، لكأس رئيس الدولة، على حساب منافسه الوصل، بالفوز بنتيجة 4-2، وكانت المنافسة الجماهيرية بين الفريقين انطلقت منذ وقت مبكر، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما أطلق جمهور الشارقة وسم #التاسعة يا ملك، مقابل وسم #الكأس مشتاق لزعبيل، والذي أطلقه جمهور الوصل في المقابل.

 

وشهدت مباراة الأربعاء حضوراً جماهيرياً كبيراً، بوجود أكثر من 5 آلاف مشجع على الملعب المحايد للفريقين، في ستاد مكتوم بن راشد بنادي الشباب، ولم تمنع الخسارة القاسية جمهور الوصل من مساندة الفريق عقب نهاية المباراة، وتحية اللاعبين في انتظار التعويض في مباراة الشباب.

وهنأ أحمد مبارك، مدير فريق الشارقة، جمهور "الملك" بالتأهل إلى نصف النهائي، وقال: المفاجآت متعة الكأس، والشارقة قدم مباراة جديدة بفضل الروح والحماس، ونأمل استثمار الثقة في المباريات المقبلة، لافتاً إلى تفوق البرتغالي بيسيرو مدرب "الملك" في الأسلوب التكتيكي، من واقع خبرته الكبيرة على مستوى المنافسات المحلية، بحكم وجوده السابق مع فريق الوحدة، الأمر الذي منحه الأفضلية على حساب الوصل، مؤكداً أن تغيير الجهاز الفني أسهم في دعم الجوانب النفسية للاعبين.

وشدد مبارك على أهمية الاستمرار في النتائج الإيجابية في مشوار الدوري، والاستفادة من معنويات التأهل، وأضاف: علينا إغلاق باب المنافسة في بطولة الكأس حالياً، والتركيز في مشوار الدوري، والذي نحتاج خلاله إلى مواصلة الأداء الجيد والاستفادة من الدعم الجماهيري للفريق.

وهنأ الحارس محمد يوسف لاعب الشارقة جمهور فريقه بالفوز، والتأهل إلى الدور نصف النهائي لأغلى البطولات، مؤكداً أن مدرب فريقه السابق اليوناني دونيس، استحق بدوره الشكر على مجهوده مع اللاعبين، خلال النصف الأول للموسم الحالي، رغم عدم التوفيق الذي حالفه مع الفريق. ورأى يوسف أن الشارقة قدم مباراة كبيرة، وكشف عن أفضليته من خلال المستوى الجيد لكل اللاعبين، وهو ما سيساعده حتى في مشوار النصف الثاني للدوري، وأضاف: الشارقة تأثر كثيراً بالغيابات خلال الفترة الماضية، ومنحنا تغيير الجهاز الفني دافعاً نفسياً سيكون عاملاً مساعداً لطموحاتنا في المحافظة على لقب "ملك الكأس".

وعبر يوسف سعيد مهاجم الشارقة عن ارتياحه للظهور القوي لفريقه أمام الوصل، في ربع نهائي الكأس، وفوزه المستحق بنتيجة 4-2، وقال: للمرة الأولى نلعب بمثل هذا الأداء القوي، ونأمل أن تكون النتيجة المستحقة والجيدة على حساب الوصل بمثابة بداية جديدة لفريقي خلال الموسم الحالي.

وشدد سعيد على طموحات فريقه الكبيرة في الكأس، وقال: قطعاً استفدنا الدفعة المعنوية، بوجود البرتغالي بيسيرو مدرباً للفريق، ونضع آمالاً كبيرة في النسخة الحالية للبطولة الأغلى، ونسعى للتتويج باللقب.

وأكد حميد يوسف، مدير فريق الوصل، حرص الجهاز الفني على تحذير اللاعبين بشكل مكثف قبل مباراة أمس الأول، بضرورة احترام المنافس بالشكل المطلوب، لافتاً إلى أن المدرب حرص على تحذير اللاعبين من الإفراط في التفاؤل، والانجرار وراء كلمات الثناء والإشادة بالفريق عقب نهاية الدور الأول، كون المرحلة المقبلة هي الأهم، والاحتكاك الحقيقي للاعبين، وقال: كنا ندرك صعوبة المباراة قبل البداية أمام منافس متمرس في البطولة، وأعتقد أن الشارقة تفوق في الملعب، واستحق الفوز بنتيجة المباراة، مستفيداً من الوضعية النفسية الجيدة للاعبيه، في أعقاب تغيير الجهاز الفني. وذكر أن الشارقة نجح في السيطرة على مجريات المباراة، بعكس الوصل الذي لم ينجح في إيجاد الحلول، وأضاف: رغبتنا كانت كبيرة في الوصول إلى مراحل متقدمة في البطولة، وسيكون علينا العودة بشكل سريع، من أجل الاستعداد لمباراة الشباب في نصف نهائي كأس الخليج العربي.

وستكون مباراة الوصل أمام مضيفه الشباب الاثنين المقبل، على ستاد مكتوم بن راشد في الدور نصف النهائي لكأس الخليج العربي، التحدي الثالث لـ "الفهود" على الملعب ذاته، خلال الموسم الحالي، بعدما أهدر "الإمبراطور" نقطتين، بالتعادل السلبي أمام "الجوارح" في دوري الخليج العربي، قبل الخسارة أمام الشارقة في ربع نهائي كأس رئيس الدولة الأربعاء. ونفى الأرجنتيني رودلفو مدرب الوصل تأثير الخسارة في مباراة الأربعاء، على المواجهة المقبلة أمام الشباب، وقال: نلعب مباراة مختلفة في بطولة مغايرة، ويجب علينا في هذه الأوقات إظهار قوة شخصية الفريق، ونتمنى بطبيعة الحال أن نقدم أداءً أفضل عن المباراتين السابقتين على الملعب نفسه.

واكتفى البرازيلي كايو مهاجم الوصل العائد للمشاركة أساسياً في صفوف فريقه في مباراة الأربعاء أمام الشارقة، بعد شفائه من الإصابة، بالاعتذار لجمهور فريقه، على نتيجة الخسارة القاسية، والخروج من ربع نهائي بطولة الكأس، وقال: لا أجد ما أعبر به عن أسفي لجمهور الوصل، طموحاتنا كانت كبيرة في المضي قدماً في مشوار المنافسة، وسيكون من الواجب علينا التعويض في كأس الخليج العربي والدوري.