الوصل

عزا رياضيون كثرة التغييرات التي يشهدها الدوري الإماراتي في كل موسم إلى السياسة الخاطئة التي تنتهجها الأندية في ما يتعلق بعملية استقدام اللاعبين الأجانب، مشددين على أن مسؤولي تلك الأندية مازالوا يختارون الأجانب وفق الاسماء، دون النظر الى المستويات والاداء الفني، قائلين إن لاعبين "مغمورين" أعطوا للدوري الكثير، مقارنة بالمشاهير منهم.

ويتردد في الساحة عن وجود اتجاه قوي لرحيل عدد كبير من الأسماء البارزة التي قدمت إلى الدوري الإماراتي مع فتح باب الانتقالات الشتوية، من أبرزهم مهاجم منتخب بيرو جيفرسون فارفان، والهولندي ريان بابل، والمهاجم النيجيري الدولي إيمانويل ايمينيكي، والبرازيلي تياغو نيفيز، والسنغالي موسى سو، ومهاجم الشعب التشيلي ماتياس دونوسو.

وأشاروا إلى أن التجارب السابقة والحالية، أكدت أن اللاعبين المغمورين كانوا أكثر عطاءً للدوري، مقارنة بالأسماء البارزة التي تم استقدامها بداية الموسم، ولم تقدم ما يشفع لبقائها خلال الفترة الثانية من عمر الدوري، ضاربين مثالًا على ذلك بناديي الوصل ودبا الفجيرة، اللذين حققا نجاحًا لافتًا على مستوى جلب اللاعبين الاجانب.

وذكر مدير فريق الوصل السابق بدر حارب، إن غالبية الاندية المحلية مازالت تتعاقد مع الأجانب من منظور "اسمي فقط"، وليس وفق العطاء الفني. وأضاف: "هذا الأمر تسبب في مشكلات عدة للأندية، وستجبرها على التخلي عنهم خلال الانتقالات الشتوية الحالية، ما سيترتب عليه خسائر فنية ومالية".

وتابع حارب "شاهدنا المستويات المتواضعة التي قدمها لاعبون مثل فارفان وبابل وايمينيكي وتياغو نيفيز وموسى سو، رغم أنه سبق لهم التألق على مستوى دوريات عالمية تفوق الدوري الإماراتي بكثير، إلا أنهم لم يقدموا العطاء الذي ترضى عنه الجماهير أو المحللون، أو إدارات الاندية".

وزاد "أثبتت التجارب أن اللاعبين المغمورين أفادوا دورينا أكثر من المشاهير، والنماذج على ذلك واضحة في أندية مثل الوصل ودبا الفجيرة، فالأول تعاقد مع ليما وكايو، ولم يكونا معروفين بالشكل الكبير لدى الاوساط الرياضية، والأمر نفسه قام به أجانب دبا الفجيرة، رغم أن المبالغ المالية التي دفعت فيهم لم تكن كبيرة مقارنة بالآخرين".

وأوضح حارب "نماذج مثل هذه تؤكد على ضرورة وضع المعايير الفنية، كشرط أساسي في عملية الاختيار، بدلًا من التعاقد مع أسماء يطمحون في تحقيق (شو اعلامي) من ورائها أو كسب ثقة الجماهير قبل انطلاق الموسم، وإذا استمرت السياسة على تلك الحال فستستمر معها التغيرات كلما سنحت الفرصة بذلك".

واعترف عضو مجلس إدارة نادي الشباب، خالد بوحميد، بأن عملية اختيار اللاعبين الاجانب تُعد من الامور المُعقدة التي تواجه أي فريق، اذ لا تخضع لأي مقاييس واضحة "باستثناء التوفيق"، الذي يُحدد نجاح أو فشل المحترفين في دورينا.

وتابع حارب "حينما تعاقدنا في نادي الشباب مع لوفانور استقدمناه من الدوري المالدوفي، وهذا الدوري في الحقيقة أقل بكثير من الدوري الإماراتي، وأتصور أن البعض شكك في قدرة اللاعب على تقديم الإضافة لنادي الشباب، لكننا أثبتنا بعد ذلك أن الاختيار تم وفق رؤية فنية سليمة، وأتصور أن الشباب قدم تجربة جيدة على مستوى اللاعبين الأجانب طوال سنوات الاحتراف".

وأوضح "هناك أسماء قوية قدمت الى الدوري هذا الموسم، لكنهم مع الأسف لم تيحققوا النجاح الذي يتناسب مع القيمة المالية المدفوعة فيهم، أو مع المستويات السابقة التي قدموها مع أنديتهم السابقة".