يوسف السركال

صُدم الشارع الرياضي، بصور يوسف السركال، رئيس الهيئة العامة للرياضة، مع حمد بن خليفة، رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم، على هامش حفل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم المنعقد في بانكوك. وعلى الرغم من أن السركال أصدر بياناً ذكر فيه أن الأمر يتعلق بصورة واحدة، زاعماً أنها مؤامرة وفبركة قطرية، إذ أحضر وفد الدوحة مصوراً خطف لقطة العناق المفاجئ (حسب قوله) في ثوانٍ لاستعمالها في الحملة القطرية المشبوهة، فإن الزمن لم يمهل السركال سوى سويعات قليلة فقط، ليكتشف الجمهور الإماراتي مجموعة صور أخرى صادمة تكشف أن الأمر لم يقتصر على عناق مفاجئ مع رئيس الاتحاد القطري قبل حفل الاتحاد الآسيوي، بل اللقاء حدث أمام الملأ وعن طواعية، وينم عن قبول بمجالسة من مدت بلاده يد الغدر إلى إمارات العزة. الصور التي توالت بعد بيان السركال كانت صادمة، حيث ظهر فيها مبتسماً وضاحكاً وجالساً جنباً إلى جنب مع ممثل دولة «الإرهاب»! (نص البيان الذي أصدره السركال في البيان الرياضي).

صور نزلت كالصاعقة على الإماراتيين، خاصة أن هذا اللقاء حدث في غمرة إحياء الإمارات ذكرى يوم الشهيد، إحياء لذكرى شهداء الوطن الذين قدّموا أرواحهم دفاعاً عن الوطن في وجه من تآمروا على استقرار المنطقة، لا سيما بعد أن بينت التحقيقات أن قطر أدّت دوراً مؤثراً في استشهاد الجنود الإماراتيين، من خلال تسريب إحداثيات الموقع الذي كانوا فيه للانقلابيين في اليمن.

فكيف لمسؤول مثل السركال أن يرتكب مثل هذه السقطة، بأن يضع يده بيد أحد رموز «تنظيم الحمدين» الذي يتآمر ليلاً ونهاراً ضد دولة الإمارات والمنطقة ويتحالف مع أعدائها.

وسادت جماهير الرياضة حالة من الغضب والغليان على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ انتشرت الصور المشينة انتشار النار في الهشيم، وسط مطالب ملحّة بضرورة استقالة السركال من منصب رئاسة الهيئة العامة للرياضة. وعاتب الشارع الرياضي السركال على خرق قرار مقاطعة قطر، بل إن البعض راح يتحدث عن عدم المسؤولية، لأن موقف الإمارات واضح وثابت من الدوحة، لا علاقات ولا تطبيع طالما لم تتراجع عن سياساتها الداعمة للإرهاب.

وأجمع المغردون من الأسرة الرياضية، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنه كان حرياً بالسركال أن يلتزم بسياسات الإمارات ويمثلها أحسن تمثيل في «العرس الآسيوي»، لا أن يضرب بقرار مقاطعة قطر عرض الحائط، ويجلس مبتسماً ومتحادثاً مع حمد بن خليفة، رئيس الاتحاد القطري، غير مبالٍ بواجب الوفاء للوطن.

كما شنّت قناة أبوظبي الرياضية هجوماً قوياً على السركال، مستغربةً تصرفه غير المسؤول، ومطالبةً إياه بتقديم استقالة فورية من هيئة الرياضة لحفظ ما تبقى من ماء الوجه.

واستغرب الكثيرون التصرف الغريب للسركال، والحال أنه صاحب تجربة كبيرة، وتحمّل سابقاً مسؤوليات متعددة، وله من الخبرة ما يؤهله لحسن التصرف في مثل هذه المواقف حتى لو حاول القطريون «الارتماء في أحضانه»، بحثاً عن صورة تطبيعية لاستغلالها في إعلامهم المسعور.