مدريد - لينا العاصي
يستضيف برشلونة الإسباني فريق تشيلسي الإنجليزي في إياب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا، الأربعاء، وسط حالة من الشعور بأن الصفقة الكبرى باتت تؤتي ثمارها، حيث انتقل الجناح الفرنسي الصاعد عثمان ديمبلي إلى برشلونة قادمًا من بوروسيا دورتموند الألماني مقابل 105 ملايين يورو "130 مليون دولار" في فترة الانتقالات الصيفية الماضية ولكن الإصابة أبعدته لنحو ثلاثة أشهر، وعندما بدأ يشارك غلب عليه التوتر وظهر بعيدًا عن مستواه.
وكتبت صحيفة "ال موندو ديبورتيفو" الكتالونية "ديمبلي بدأ يظهر كديمبلي" بعد أدائه الرائع خلال المباراة أمام ملقة يوم الأحد الماضي والتي انتهت بفوز برشلونة بهدفين دون رد، وصنع ديمبلي الهدف الأول للويس سواريز وأظهر ليس فقط السرعة التي اعتادت عليها جماهير برشلونة ولكن أيضًا النظرة الخاطفة والقدرة على بناء الهجمات وإمداد زملائه بالتمريرات المتقنة.
وحقيقة فإن إرنستو فالفيردي، المدير الفني لبرشلونة، قام بسحبه قبل نهاية مباراة ملقة ترجح أنه سيشارك في المباراة أمام تشيلسي منذ البداية بعد نهاية مباراة الذهاب بالتعادل بهدف لمثله، ومشاركته في البداية من عدمها تتوقف على اللياقة البدنية للقائد أندريس إنييستا، الذي غاب عن مباراة ملقة للإصابة بتمزق عضلي بسيط.
ونشر أنييستا رسالة إيجابية عبر شبكات التواصل الاجتماعي يوم السبت الماضي، حيث وضع صورته وهو يتدرب منفردًا، ثم تدرب مع زملائه في برشلونة، الإثنين، حتى لو بدأ أنييستا المباراة أمام تشيلسي وجلس ديمبلي على مقاعد البدلاء، لكن التقديرات تشير إلى أن ما حدث في مباراة الذهاب لن يتكرر، حيث لن يبقى الجناح الفرنسي احتياطيًا طوال المباراة وسيتم الاستعانة به في مرحلة معينة من اللقاء.
ورغم عدم الاستعانة به في ستامفورد بريدج دافع فالفيردي عن ديمبلي في المؤتمرات الصحافية المختلفة، قال فالفيردي "إنه في حاجة إلى وقت، إنه يافع وعانى من إصابة قوية، إنه تحت المجهر لأنه يلعب في برشلونة"، وأضاف "الشيء الجيد بالنسبة له هو أنه دائمًا يجرب أشياء مختلفة".
وبعد رحيل البرازيلي نيمار إلى باريس سان جيرمان في صفقة قياسية بلغت قيمتها 222 مليون يورو، شدد فالفيردي على ضرورة التعاقد مع لاعب بإمكانه وضع دفاعات الفرق المنافسة تحت ضغط مستمر، بنفس الطريقة التي كان يقوم بها نيمار، ويبدو أن ديمبلي ينضج شيئًا فشيئًا ليصبح النموذج الذي يتطلع به فالفيردي في مسيرته مع برشلونة، فعندما تعرض ديمبلي للإصابة بقطع في أوتار الفخذ في أيلول/سبتمبر الماضي وتأكد غيابه لثلاثة أشهر كان هناك حالة من القلق بأن غيابه لفترة طويلة سيؤثر على مسيرته مع النادي الكاتالوني.
ولجأ برشلونة لطاهي خاص من أجل تجنيب الجناح الفرنسي الاعتماد على الوجبات السريعة خلال فترة الإصابة، وكان النادي الكاتالوني يدرك أن كل ما يحتاجه اللاعب هو نوع من الثقة يحتاجه أي لاعب للتوهج، وبدأت الطفرة في الأداء يوم السبت الماضي أمام ملقة، ولكن ينبغي الانتظار لمعرفة ما إذا كان هذا النضوج الكروي سيحدث أيضًا في دوري أبطال أوروبا أم لا.