حادث "تيسلا" القاتل ينعكس سلبًا على قطاع السيارات المستقلة

أثرت وفاة سائق سيارة "تيسلا" مزودة بنظام القيادة الذاتية سلبا على قطاع السيارات المستقلة التي قد يتأخر طرحها في الأسواق بسبب هذه الحادثة.

وقال ريتشارد والاس من مركز "سنتر فور أوتوموتيف ريسيرتش" في آن هاربر في ميشيغن "لا شك في أنه أمر فظيع لكنه لن يؤثر عموما على تقنية" القيادة الذاتية.

غير أن هذا الحادث المأسوي قد يؤثر على المدى القصير على "مفهوم التكنولوجيا"، بحسب المحلل.

وقد فتحت السلطات الأميركية تحقيقا الخميس في ملابسات الحادث القاتل الذي تعرضت له سيارة "تيسلا" من طراز "مودل اس" مزودة بنظام "أوتوبايلت" الذي يسمح للسيارة بأن تقوم ببعض الخطوات بطريقة مستقلة من دون تدخل السائق، مثل تغيير المسلك في الطريق أو زيادة السرعة أو تخفيضها أو استعمال المكابح أو حتى الركن. ويمكن للسائق تشغيله أو وقفه بحسب الحاجة.

وكان هذا النظام قيد التشغيل عندما وقع الحادث في السابع من أيار/مايو على طريق في فلوريدا (جنوب شرق الولايات المتحدة).

وأوضحت الوكالة الأميركية للسلامة المرورية (ان اتش تي اس ايه) في بيان أن الحادث وقع عندما "دخلت شاحنة في منعطف إلى اليسار قبالة سيارة تيسلا عند تقاطع طرق".

وأكدت أن "سائق سيارة تيسلا توفي متأثرا بجروحه"، مشيرة إلى أن السيارة كانت تعمل في ذاك الوقت "بنظام القيادة الذاتية".

وكان سائق السيارة جوشوا براون يشاهد فيلما وقت وقوع الحادث، على ما صرح فرانك باريسي سائق الشاحنة لوسائل إعلام أميركية.

وكانت "تيسلا" قد أوصت زبائنها بتوخي الحذر عند إطلاق نظام "أوتوبايلت" سنة 2015.

وينعكس هذا الحادث القاتل الأول من نوعه مع سيارة ذاتية القيادة سلبا على القطاع، لا سيما أن مطوري هذا النوع من السيارات يجاهرون بأنها آمنة ومن شأنها المساعدة على تخفيض الحوادث المرورية الناجمة بنسبة 90 % عن أخطاء بشرية، فضلا عن تيسير حركة السير.

- معضلات أخلاقية -

ترتكز التكنولوجيا المستقلة التي تفتح مجالات جديدة للهيئات الناظمة وشركات التأمين على أجهزة استشعار متطورة جدا وحواسيب وكاميرات، لكنها تثير تساؤلات حول تحديد المسؤوليات ومعضلات أخلاقية، مثل معرفة هل يجدر بالمركبة أن تضحي بركابها لتفادي الاصطدام بمشاة.

وأوضحت مجموعة "تيسلا" أن "السيارة كانت على حد علمنا تسير على طريق بالاتجاهين مع نظام أتوبايلت للقيادة الذاتية مشغلا عندما دخلت مركبة ثقيلة على الخط لم يتنبه لها لا النظام ولا السائق، فلم يجر تشغيل المكابح".

وعلقت ماري كامينغز المسؤولة عن مختبر التكنولوجيا المستقلة في جامعة ديوك على الحادثة بالقول لوكالة فرانس برس "هذا الحادث كان بالإمكان تفاديه، هذا ما أخشاه ... وأخشى أيضا أن يرجع القطاع خطوة إلى الوراء". 

وهي أعربت عن أسفها على عدم حل "تيسلا" مشكلة "النقاط العمياء" في نظام "أوتوبايلت".

ودعت كامينغز في بداية العام في جلسة أمام البرلمانيين الأميركيين إلى عدم السماح بسير السيارات المستقلة على الطرقات إلا عند الموافقة بالكامل على هذه التكنولوجيا. وقد وضعت سيارات شبه مستقلة قيد الخدمة على الطرقات.

وهي صرحت حينها "أنا أتفهم تماما أن يواجه المهندسون بعض الحالات التي لم تكن في الحسبان لكن لا داعي إلى القيام بمخاطرة نحن بغنى عنها".

وهذا الحادث "مؤسف جدا"، على حد قول هارالد كروغر رئيس مجموعة "بي ام دبليو" الذي تعهد عرض أول سيارة مستقلة للشركة بحلول 2021، مؤكدا أهمية "تغليب مسألة السلامة على الكل الباقي".

وتعد السيارة المستقلة مع تلك الكهربائية مركبات المستقبل. وتحتدم المنافسة على تطويرها في ديترويت مركز صناعة السيارات في الولايات المتحدة وأيضا في سيليكون فالي مقر الشركات التكنولوجية التي خاضت هي أيضا هذا المجال.

وتزداد المشاريع والشراكات الاستراتيجية والتحالفات وعمليات الاستحواذ في هذا المجال، من "جنرال موتورز" إلى "آبل"، مرورا بـ "فورد" و"غوغل" و"أوبر".

غير أن حادثة "تيسلا" قد تؤدي إلى فتور الحماس بشأن هذا النوع من السيارات، على حد قول رون مونتويا من "إدموندز.كوم".

ومن المرتقب ان تصدر السلطات الناظمة في الولايات المتحدة أول دليل حول المركبات المستقلة في الصيف، تلبية لطلبات المصنعين وتطلعات المستهلكين.