واشنطن – صوت الإمارات
يعاني الالاف من الأطفال التي تتراوح أعمارهم الاربع سنوات بجمهورية الكونغو الديمقراطية من جحيم لا يوصف لاستغلالهم فى العمل بمناجم "الكوبالت" ، معرضين حياتهم لخطر الإصابة بأمراض جلدية و رئوية قاتلة جراء الغبار الأحمر المنبعث من المنجم، حيث يمضي هؤلاء الأطفال حياتهم مستعبدين من قبل عصابات تشغيل الأطفال لكسب قوت يومهم، من أجل حصول أصحاب شركات السيارات على عناصر " الكوبالت" أو المعدن الرمادي الضروري لصناعة البطاريات التي تعمل بها السيارات الكهربائية.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل"، فإن ما يقرب من 40 ألف طفل يعملون يوميا فى مناجم جمهورية الكونغو الديمقراطية بأجور متدنية، بالرغم من تعرضهم للغبار المدمر لصحتهم منذرين بالموت المبكر، مستغلة مصانع السيارات العالمية هذا الأمر لإنتاج الملايين من السيارات الكهربائية التي تغزو العالم حاليًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن، أغلب مصانع السيارات الكبرى تسعى جاهدة لإنتاج الملايين من السيارات الكهربائية، حيث تشتري "الكوبالت" من الدولة الفقيرة في وسط أفريقيا، لأنها تعتبر من أكبر الدول المنتجة في العالم لتلك المادة التي تدخل فى صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
وذكرت الصحيفة البريطانية أنه يتم استخراج "الكوبالت" بواسطة عمالة غير شرعية وتنقل إلى آسيا حيث تستخدمها مصانع البطاريات لجعل منتجاتها أخف وزنا وأطول أمدا وقابلة لإعادة الشحن، وقد أدى هذا المخطط إلى زيادة الطلب على سيارات الطاقة النظيفة، وذلك على حساب أرواح أطفال تعيش جحيم فى الأرض لكسب مصانع السيارات المزيد من المال.
وقالت الصحيفة، إن الأطفال يقوموا بحفر و جمع المعدن الرمادي بالمناجم، دون إرتداء ملابس واقية أو استخدام الآلات الحديثة في الحفر، وفي بعض الأحيان يتم إرسال الأطفال إلى أنفاق ضيقة ليواجه خطر انهيارها فوق رؤوسهم الصغيرة، علاوة على دفن الجثث الأطفال تحت أنقاض الإنفاق المنهارة، فيما يعاني باقي الأطفال من أمراض مزمنة تدمر حياتهم التي لم تبدأ بعد ، فيما تتعرض الفتيات اللواتي لا تتجاوز أعمارهن العاشرة في المناجم لاعتداءات جنسية ويصبح الكثير منهن حوامل رغم صغر سنهم الذي لا يسمح بهذا الأمر.
وذكرت "ديلي ميل"، أن قانون جمهورية الكونغو الديمقراطية يحظر عمل الأطفال دون سن الرشد، ولكن لا أحد يعمل بهذا القانون، حيث وصفت منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة عمل الأطفال بمناجم "الكوبالت" في جمهورية الكونغو الديمقراطية من أسوأ أشكال استغلال عمالة الأطفال حول العالم، بسبب المخاطر الصحية التي يتعرضون لها دون رادع من الدولة تاركين إياهم للموت المحقق.