صانع لشرائح المعالجات الدقيقة

كشفت شركة «إنتل»، أكبر صانع لشرائح المعالجات الدقيقة في العالم، أخيراً، عن فئة معالجاتها الجديدة من طراز «كور آي 9» المخصصة للعمل مع الحاسبات المحمولة، مؤكدة أن هذه المعالجات تجعل مواصفات الحاسبات المحمولة تضاهي ميزات الحاسبات المكتبية، وتقضي على فارق الكفاءة والسرعة بين الفئتين، الذي ظل لعشرات السنين في صالح الحاسبات المكتبية، بسبب اعتبارات الوزن والتنقل ونظم التبريد والحرارة، وغيرها. وكان القضاء على هذا الفارق يمثل هدفاً يراود الكثير من مصنّعي ومستخدمي الحاسبات عموماً، ممن يحلمون أو يطلبون أداءً على الحاسبات المحمولة يضاهي أو يتفوق على أداءالحاسبات المكتبية.

وطرحت «إنتل» تشكيلة تضم ستة من هذه المعالجات التي تعمل بستة محاور «أنوية» داخلية، و12 سناً أو خيطاً للتثبيت والتواصل مع اللوحة الرئيسة للحاسب، كما تعمل على سرعة تصل الى 4.8 غيغاهيرتز عندما تكون درجة حرارتها باردة أو في المعدلات المعقولة الأقل من 53 درجة مئوية. وتنتمي المعالجات الجديدة إلى تقنية «كابي ليك» من «إنتل»، المصنعة بتقنية 14 نانومتراً، التي تترك مسافة بين كل ترانزستور وآخر على الشريحة مقدارها 14 نانومتراً، والتي استخدمت في معالجي «زيون» و«كور آي 7».

الظهور الأول
وكانت «إنتل»، أعلنت عن معالجات «كور آي 9» للمرة الأولى في أغسطس 2017، وقدمت منها فئة من أربع شرائح، خصصت للحاسبات المكتبية، وبدأت تظهر في الاسواق فعلياً خلال سبتمبر. وذكرت عنها «إنتل» وقتها أنها فئة من أربعة معالجات مخصصة «للمهام المتعددة المتزامنة فائقة الضخامة»، التي تحتاجها الاجيال الجديدة من مستخدمي الحاسبات، وهي معالجات مزودة بالعديد من التقنيات الإضافية، مثل تقنية «تربو بوست 2.0 و3.0»، وتقنية «ماكس 3.0 من إنتل»، وجميعها تقنيات مستخدمة في رفع وزيادة سرعة المعالج لتصل الى حدودها القصوى في حالات الاستخدام التي تستدعي ذلك.

سرعة أعلى
وفي ما يتعلق بالطرز الجديدة من معالجات «كور آي 9» المخصصة للحاسبات المحمولة، أفاد بيان للشركة بأنه من المتوقع أن تظهر طرز جديدة من الحاسبات المحمولة العاملة بهذه الشرائح في الأسواق خلال مايو المقبل. ورجح البيان أن تكون هذه الحاسبات من إنتاج شركتي «ديل» و«أسوس»، مشيراً إلى أن الشرائح الجديدة تحمل اسم «إنتل كور آي 9 ـ 8950 إتش كيه»، وتعد أول شريحة معالج من فئة «كور آي 9» تعمل في حاسب محمول.

ووفقاً للبيان، فإن هذه الشرائح سترفع سرعة الحاسبات المحمولة العاملة بها بنسبة 29% في أداء المهام اليومية، وذلك مقارنة بأسرع وحدة معالجة مركزية تم طرحها بالأسواق خلال العام الماضي، كما تحقق كفاءة وسرعة في تحرير وتعديل ملفات الفيديو العاملة بنمط «4 كيه» بنسبة تصل الى 59%، مع القدر نفسه من الطاقة المستهلكة في التشغيل.
وأوضح أن شريحة المعالجات الجديدة تأتي غير مقفلة، وهي خاصية تتيح للمستخدم التحكم في سرعة المعالج بحسب المهمة الجاري تنفيذها، وظروف أخرى كحرارة الجو مثلاً.

الكلفة
من جهته، ذكر موقع «بي سي وورلد»، أن المعالجات الجديدة لن تكون معقولة الكلفة أو في متناول جميع المستخدمين، بل ستظل لفترة معينة مرتفعة الثمن، كما سيكون أمام القاعدة العريضة من المستخدمين التعامل مع الطرز الأخرى الحالية، التي تعمل ايضاً بتقنية «كابي ليك»، ومنها «كور آي 7»، و«كور آي 5»، التي تعمل بمحاور أو أنوية داخلية يراوح عددها بين أربعة وستة محاور، وثمانية أسنان أو خيوط اتصال باللوحة الرئيسة.

لكن الموقع أكد أن عامل الكلفة لن يصمد طويلاً باعتباره عائقاً أمام المزايا الاخرى، لأن رفع عدد المحاور الداخلية، وعدد خيوط أو أسنان الاتصال يعد «قضية العام» في وحدات المعالجة الرئيسة، مبيناً أنه سواء كان المعالج ينتمي الى «كور آي 7» أو «آي 3» أو «آي 5»، فإن الحديث يتركز دائماً على عدد المحاور الداخلية.

وأضاف أنه تماشياً مع هذا الاتجاه باتت «إنتل» تضع في الملصقات الخاصة بالشرائح التي تسوقها كلمات تسويقية شيقة، مثل «كور آي 5 بلس»، و«كور آي 7 بلس»، كنوع من جذب الانتباه الى أن هناك زيادة في عدد المحاور الداخلية، لكن في حقيقة الأمر هذه الإضافة تدل تحديداً على أن الحاسبات الحاملة لهذه النوعية من وحدات المعالجة المركزية تتضمن وحدة ذاكرة من طراز «أوبتين»، التي ترفع سرعة وحدات التخزين التقليدية الصلبة البطيئة، وكذلك سرعة وحدات التخزين من فئة «إس إس دي» الالكترونية، غير أنه في «كور آي 9» لن يكون من الضروري وجود «أوبتين» لتحقيق مثل هذا المستوى من السرعة، لأن قدرات المعالج بإمكانها تحقيق ذلك.