شرطة دبي

أطلقت شرطة دبي مبادرة للقضاء على ظاهرة التسول خلال شهر رمضان، تعتمد على تشكيل فريق عمل يتكون من 21 ضابطًا، ينتشرون حسب قطاعات تم تقسيمها وفق خطة ستنفذ في إطار حملة "كافح التسول"، التي تنظمها مع جهات عدة، تضم الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، وبلدية دبي، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري.

وأوضح مدير إدارة الشرطة السياحية بالإدارة العامة للتحريات، العقيد محمد راشد بن صريع المهيري، إن الحملة ضبطت منذ إطلاقها في عام 2009 أكثر من 5559 متسولًا، من بينهم 1549 تم ضبطهم خلال شهر رمضان في الأعوام الستة الماضية.

وكشف خلال مؤتمر صحافي، الثلاثاء، أن بعض المتسولين تعمدوا استغلال الأطفال في الاحتيال على فاعلي الخير، لافتًا إلى التحفظ على 20 طفلًا تم استغلالهم بهذه الطريقة، وتم إيداعهم مؤسسة رعاية المرأة والطفل.

وأفاد بأن الفرق التابعة للحملة ضبطت فتاة أوروبية، استغلت ابنة اختها الطفلة لاستجداء تعاطف الناس، وتم توجيه تهمة تعريض حياة طفل للخطر إليها، مؤكدًا التشدد مع كل من يستغل الأطفال في أعمال مماثلة.

وأشار إلى أن العام الماضي شهد ارتفاعًا في ضبطيات المتسولين، بواقع 1405 متسولين، مقابل 814 في العام قبل الماضي، و780 متسولًا خلال عام 2013، عازيًا ذلك إلى تكثيف الانتشار الأمني في المناطق التي ينتشر بها المتسولون، خصوصًا عند المراكز التجارية والمساجد والمجالس الرمضانية.

وأوضح أن من الإيجابيات التي ساهمت في زيادة الضبطيات تفاعل أفراد المجتمع مع الحملة، وإبلاغهم عن متسولين يظهرون في مناطقهم، بعد التركيز على توعية الجمهور بخطورة هؤلاء المحتالين، واحتمالات تورطهم في جرائم أخرى مثل السرقة.

ولفت إلى أن من الحالات المسجلة لدى شرطة دبي واقعة امرأة قصدت منزلًا بغرض التسول في إحدى المناطق التجارية، وتعاطف معها صاحب المنزل، وحين توجه لإحضار نقود لها، استغلت غيابه وسرقت ساعة ثمينة كانت على الطاولة.

وأوضح أن الشخص الذي يتم ضبطه بممارسة التسول يخضع للتحقيق حول كيفية دخوله إلى الدولة إذا كان زائرًا، ويتم اتخاذ الإجرءات القانونية مع شركات السياحة التي استقطبته إذا خالفت الإجراءات المتبعة، لافتًا إلى أن بعض المتسولين يدخلون بتأشيرات رجال أعمال.

ولفت إلى أن معظم المتسولين الذين تم ضبطهم منذ انطلاق الحملة من جنسيات آسيوية وعربية، لافتًا إلى أن كثيرًا من الاتصالات ترد إلى الخط الساخن 800243 حول الأماكن التي يرتادونها، مشيرًا إلى أن عملية الملاحقة تستمر طوال العام، لكن تنشط في شهر رمضان، نظرًا لأن هؤلاء الأشخاص يستغلون المناسبة الدينية ورغبة الكثيرين في فعل الخير والتبرع.

وأوضح أن المبادرة التي أطلقتها شرطة دبي تعتمد على تشكيل فرق ميدانية تحت إدارة 21 ضابطًا، ينتشرون في كل المناطق، ويتم التركيز على المناطق التجارية والأسواق والمراكز التي ينشط بها المتسولون في الصباح، وأثناء صلاة التراويح في المساء.

وأفاد المهيري بأن الحملة ترصد سنويًا سلوكيات وأساليب متجددة يستخدمها المتسولون في الاحتيال، مثل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتقنيات الجديدة، لافتًا إلى ملاحظة لجوء فئة منهم إلى طلب مساعدات بسيطة نوعًا ما، ما يشجع فاعلي الخير على التبرع مباشرة، لأنها لا تحملهم عبئًا كبيرًا، وبعضهم يطلب أدوات رخيصة تعطي صدقية لطلبهم، مثل نظارة طبية أو أدوات مدرسية للفقراء، وبعض هؤلاء الأشخاص يمارس التسول من خارج الدولة.

وأكد ضرورة عدم التعاطف مع هؤلاء المتسولين، ومحاربة تلك الظاهرة، لما فيها من ضرر أمني ومجتمعي، والإسراع إلى الإبلاغ عن المتسولين عبر القنوات التي وفّرتها شرطة دبي.