عــربات نقل ذكيــة في دبـي تقلّ الركاب من منازلهم

بدأت هيئة الطرق والمواصلات في دبي دراسة مشروع وحدات التنقل الذكية ذاتية القيادة، الذي كُلفت بتنفيذه من قبل مؤسسة دبي للمستقبل، والتي سيعلن على ضوئها عن تحديد ملامح مراحل التنفيذ في موعد أقصاه مطلع العام المقبل.

وكانت الهيئة قد كلفت، إلى جانب هذا المشروع، بتنفيذ مشروعين آخرين هما الـ"هايبرلوب" و"المركبات ذاتية القيادة".

وعرضت الشركة المطورة للنظام "نيكست فيوتشر" تفاصيل عن نظام وحدات التنقل المستقبلية، على موقعها الإلكتروني، مبينة أنها تتصل ببعضها بعضاً فتتحول إلى مركبة واحدة، تشبه الحافلة المقسمة إلى عربات. ويمكن أن ينتقل العملاء داخلها من عربة إلى أخرى عبر أبواب تفصل بينها، قبل أن تتحول إلى أبواب محكمة الإغلاق عند انفصال عربة عن بقية عربات الأسطول، لتنتقل باتجاه موقع آخر.

وسيقدم نظام وحدات التنقل الذكية خدمة اصطحاب العملاء من منازلهم، وإلحاقهم بأسطول الوحدات الذكية، أو العربات، المتجهة إلى المكان الذي يقصدونه. أما داخل أسطول الوحدات فسيكون في وسع العملاء، حين يعلن عن موقع العربة المتجهة إلى مقصدهم، التوجه إلى العربة التي ستنفصل عن بقية عربات الأسطول، لتنتقل نحو الوجهة التي يقصدونها.

وتطمح الشركة، وهي إيطالية، إلى توفير خدمات التسوق والمطاعم والترفيه في عربات تلتحق بأسطول الوحدات الذكية، ما يتيح للعملاء الحصول على أي خدمة يحتاجون إليها خلال رحلة تنقلهم.

وأوضح مدير إدارة الخدمات الإدارية بهيئة الطرق والمواصلات في دبي، موسى الرئيسي، أن فكرة تشغيل الوحدات الذكية، التي عُرض نموذج لها في معرض "جيتكس 2016"، تقوم على قدرتها على التحرك ذاتياً، على شكل مجموعة متصلة، تقبل أن تنفصل إحداها خلال الحركة من دون أن تتوقف، لتتوجه نحو منزل أو موقع أحد العملاء الذين سيكون بإمكانهم مستقبلاً طلب الخدمة عبر تطبيقات الهواتف المحمولة، لتأتي إليهم العربة وتأخذهم من موقعهم، وتتجه بهم إلى الوحدات المتنقلة الذكية الموجودة ضمن مسار المواصلات العامة، وتلتحم بها أثناء حركتها في خط سيرها نحو الوجهة التي يقصدها العميل.

وأشار الرئيسي إلى أن الهيئة لاتزال في مرحلة التداول والبحث، مع مؤسسة دبي للمستقبل والشركة الإيطالية المطورة للوحدات، لوضع جدول زمني يحدد عدد مراحل المشروع، والمدة الزمنية المطلوبة لتنفيذه.

وذكر إن هذه التقنية المتقدمة ستوفر إمكانية زيادة السعة باتصال عدد أكبر من الوحدات عند الحاجة إليها في مسار معين. كما يمكن، عند مفترق طرق معين، أن تنفصل عربة أو اثنتان عن بقية العربات لتتجها نحو مناطق أخرى من دون الحاجة للنزول والصعود منهما، الأمر الذي يختصر المدة الزمنية المطلوبة للتنقل عبر مسار فائق السرعة والسهولة في الاستخدام.

وأوضح الرئيسي أن الوحدات تمثل حلاً تقنياً نظيفاً وذكياً في آن، لأنها تعمل بالطاقة الكهربائية، ومن دون سائق، موضحاً أن الهيئة لاتزال تدرس، مع الشركة ومؤسسة دبي للمستقبل، تفاصيل مراحل تنفيذ المشروع، التي ستبدأ بدراسة معمقة عن مدى الجدوى الاقتصادية للمشروع، والتأكد من إمكان تحقيق النسبة المبتغاة للاستفادة منه، لاسيما أن أحد أهداف استراتيجية النقل الذكي لإمارة دبي أن تصبح 25% من رحلات المواصلات العامة بحلول 2030 ذاتية القيادة.

ولفت إلى أن مرحلة تجربة الوحدات الذكية ستتم في أماكن منعزلة، مثل مواقع تدريب وتأهيل السائقين، ومن ثم ستتم تجربتها في شوارع داخلية، من دون وجود مركبات أخرى، تمهيداً لتشغيلها لاحقاً على نحو تدريجي في الشوارع العادية، ضمن مناطق مخصصة لها، بعد التأكد من كفاءتها وضمان سيرها بأمان