دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي

 أكد سعادة عبدالله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، أن الرهان الأكبر لتحقيق ما تتطلع إليه القيادة الرشيدة، خلال الخمسين عاماً القادمة هو العنصر البشري، الذي هو أساس التنمية ومحور ارتكازها، لذلك لا بد من بذل الجهود من أجل أن تكون الموارد البشرية على قدر المسؤولية، ومهيأة التهيئة المناسبة لمواصلة المسيرة، وقيادة العمل الحكومي للوصول إلى مئوية الإمارات بنجاح.

وقال الفلاسي - في كلمة خلال الدورة الأولى لملتقى الموارد البشرية لعام 2021 الذي نظمته الدائرة - إن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات تعمل ما بوسعها من أجل بناء مستقبل مشرق للأجيال خلال الخمسين عاماً القادمة عبر الاستثمار في شباب الإمارات، وإعدادهم الإعداد المناسب وتأهيلهم بالمهارات والمعارف التي تواكب المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، والعمل كي تكون الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية.

وأضاف أن دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي تحرص على الارتقاء بالموارد البشرية في دبي وإعدادها لوظائف المستقبل، وتضع الاستراتيجيات والخطط اللازمة للسير عليها خلال الخمسين عاماً القادمة لاستدامة الموارد البشرية، وتأهيلها التأهيل المناسب للتعامل مع التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم وتسخير نتائج الثورة الصناعية الرابعة لخدمة قطاع الموارد البشرية في دبي.

وأوضح سعادة عبدالله الفلاسي أن دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي تعمل كذلك على بناء القدرات الوطنية، وإعداد المواهب الوطنية وتمكينها بمهارات المستقبل، بما يدعم الرؤية الاستشرافية لدبي ودولة الإمارات في توظيف التكنولوجيا الحديثة وأدواتها لتصميم المستقبل على العلم والمعرفة، وذلك من خلال سياسات متكاملة ومبادرات نوعية تهدف لتطوير القدرات والإمكانات لدى الجيل الجديد وتزويدهم بالوسائل والأدوات المناسبة لدخول سوق العمل المستقبلي، وتوفير البيئة الملائمة لاستقطاب الكفاءات والمهارات للمساهمة في مسيرة التنمية الشاملة لدولة الإمارات.

وأشار إلى أن الدائرة تعمل كذلك على تعزيز المهارات التقنية والرقمية لدى الشباب الإماراتي وإتقانها لمواكبة المتغيرات في سوق العمل وطبيعة الوظائف التي باتت في مجملها ترتبط بشكل أو بآخر بالتقنيات الحديثة، وذلك من خلال توفير فرص التعلم المستمر والتدريب المتواصل للموظفين لاكسابهم المزيد من المهارات والمعارف المستجدة ومواكبة التطورات المتسارعة في مختلف المجالات.

شارك في الملتقي الأول للعام الجاري 2021 مدراء إدارات الموارد البشرية في دوائر حكومة دبي، الذين ناقشوا العديد من المسائل التي تهم الموارد البشرية الحكومية في الإمارة، ومن أبرزها برنامج متطوعي حكومة دبي، ومستقبل الوظائف، وتحديثات منصه الموظف الذكي.وتركز النقاش في بداية الملتقى حول برنامج متطوعي حكومة دبي والذي يهدف لتوفير قاعدة بيانات للمتطوعين في مختلف التخصصات، لمواجهة الأزمات والطوارىء والتأكيد على استدامة تقديم خدمات حكومية سبع نجوم، حيث تم تشكيل فريق متطوعي حكومة دبي بالتزامن مع جائحة كوفيد -19 ليكون رافداً لدعم مركز التحكم والسيطرة في حكومة دبي لمواجهة هذه الجائحة، وذلك بالتعاون مع كافة الدوائر الحكومية للتطوع بمختلف التخصصات لسد الثغرات في احتياجات الحكومة من بعض التخصصات العاجلة.

وقالت عائشة المحياس مديرة إدارة بناء القدرات الوطنية في دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، إن برنامج متطوعي حكومة دبي يهدف كذلك إلى استقطاب المتطوعين من الموظفين للتطوع خلال الأزمات والطوارىء، ودعم وتشجيع استدامة مبدأ التطوع لدى موظفي حكومة دبي، والاستثمار الأمثل وبناء المهارات للموارد البشرية والامكانيات لموظفي حكومة دبي، وتدريب وتطوير مهارات المتطوعين وفق تخصصات معينة، ودعم الفعاليات في كافة القطاعات خلال الأزمات والطوارىء، وتعزيز التنافسية بين المتطوعين من موظفي حكومة دبي من خلال مبادرات وبرامج دورية، وعقد شراكات مع جهات مختصة لتدريب المتطوعين، وعقد شراكات للتكامل مع جهات التطوع في الدولة، وإعداد مقارنات معيارية مع جهات تطوعية داخل الدولة وخارجها ولاستفادة من الجهود العالمية، وأتمتة نظام المتطوعين على التطبيقات الذكية الحكومية، وتمثيل إمارة دبي خارجياً في أعمال التطوع الحكومية.

وأضافت أنه تم توفير قاعدة بيانات لــ 1000 متطوع من موظفي حكومة دبي بمختلف التخصصات، وشارك 38 متطوعاً بالفعل بعدد 10,653 ساعة تطوعية خلال العام الماضي 2020 حيث تطوعوا للعمل في العديد من المجالات من أبرزها التطوع مع مراكز الفحص للكشف عن فيروس كوفيد-19، والتطوع في مركز الاتصال التابع لمركز التحكم والسيطرة في دبي، حيث تم تمديد فترات تطوع بعض المتطوعين لنحو ستة أشهر.

كما تركز النقاش خلال الملتقى الأول للموارد البشرية للعام 2021 حول مستقبل الوظائف وتحدثت دنيا عاقل من شركة برايس ووتر هاوس الشرق الأوسط / PWC / عن الثورة الرقمية الخضراء، واقتصاد المهارات، وقالت إن دول مجلس التعاون الخليجي تقع في قلب الاتجاهات الرئيسية التي تعيد تشكيل اقتصادها، وأن هناك حاجة لفهم تأثير بعض هذه الاتجاهات على المشهد العام للعمالة في العالم والمنطقة، إذ أوجدت هذه الاتجاهات تحديات تحتاج إلى المعالجة بذكاء، فالتكنولوجيا وتطوراتها تعيد تشكيل الطريقة التي يعيش فيها الناس، وكيفية عملهم وتفكيرهم في المستقبل.

وأضافت أنه يُنظر الآن إلى الاقتصاد الأخضر على نطاق واسع على أنه جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي والانتعاش الاقتصادي الوطني بعد جائحة كوفيد 19، مما سيؤدي في المستقبل لخلق فرص عمل جديدة، وفي نفس الوقت سيكون هناك تهديد لوظائف متعددة عبر مختلف القطاعات.وحول اقتصاد المهارات ..أشارت دنيا عاقل إلى أن القطاع العام يواجه حالياً تحديات محددة تتعلق بالمواهب، وتحتاج إلى معالجة، ومن أبرزها عدم تطابق نتائج التعليم مع متطلبات سوق العمل، فمخرجات التعليم العالي لا تتماشى تماماً مع احتياجات سوق العمل حيث تغيرت طبيعة العمل بشكل أسرع من تغير مخرجات التعليم، إذ أن هناك عدم تطابق واضح في المهارات بين عرض مهارات القوى العاملة الحالية، ومهارات القوى العاملة المتوقعة.

وأوضحت أن هناك تحديات تعيق تنفيذ مبادرات وبرامج التعلم مدى الحياة للموظفين من جميع الأعمار والخلفيات، وكذلك عدم تناسق المعلومات، فهناك محدودية في توافر ودقة البيانات الخاصة بالمواهب والمهارات التي تعوق قدرة المؤسسات في القطاع العام على فهم مدى احتياجات المهارات وقابلية مرونة القوى العاملة لديهم.وأكدت أنه من أجل تحويل التحديات إلى فرص، يجب توقع التنقلات الوظيفية المحتملة إلى وظائف أو قطاعات جديدة، الأمر الذي يتطلب فهماً للمهارات الفنية اللازمة لتسهيل هذه التنقلات، فنحن بحاجة إلى فهم وتحديد وتطوير المهارات، وتمكين الموظفين من مواجهة تحديات التغيرات المتسارعة في بيئة العمل، والحفاظ على الروابط القوية بين الموظفين على الرغم من المسافات التي تفصل بينهم، إلى جانب القدرة على التكيف والمرونة: الوعي الذاتي والقيادة، والثقة في استخدام الخبرات الجديدة.

ودعت دنيا عاقل من شركة براي ووتر هاوس الشرق الأوسط / PWC / لإطلاق العنان لاقتصاد المهارات، إذ يعد الارتقاء بالمهارات أمراً أساسياً، ويوفر فوائد اقتصادية، ومزايا اجتماعية أوسع للجميع، ويمكن أن يدفع بشكل كبير الناتج الاقتصادي للبلدان.وقالت إن الموظفين في دول مجلس التعاون الخليجي متفائلون ومستعدون لاكتساب المهارات، إذ يعتقد 71% منهم أن التكنولوجيا والرقمنة توفر فرصاً أكثر، كما يعتقد 58% أن التقدم السريع في التكنولوجيا قد يزيل وظائفهم الحالية خلال السنوات الخمس المقبلة، في حين أن 86% من العمال في دول مجلس التعاون الخليجي واثقون من قدرتهم على التكيف مع التكنولوجيا الجديدة التي تدخل أماكن عملهم، ويرى 86% أنهم مستعدون لتعلم مهارات جديدة لتحسين قابليتهم للتوظيف وسيغتنموا الفرصة لفهم التكنولوجيا أو استخدامها بشكل أفضل، ووافق 82% من العمال على أنه من مسؤوليتهم تحديث مهاراتهم بدلاً من الاعتماد على صاحب العمل، فيما قال 90% إنهم يحصلون على بعض الفرص على الأقل من خلال أرباب العمل لتحسين مهاراتهم الرقمة.

وناقش ملتقى الموارد البشرية الأول للعام 2021، كذلك تحديثات تطبيق الموظف الذكي والتي سلط الضوء عليها السيد عاصم الخاجة، وهو عبارة عن تطبيق مبتكر يتيح لموظفي حكومة دبي الوصول إلي قائمة من الخدمات الذاتية المتنوعة مثل تقديم الإجازات، الحضور والانصراف الذكي، الأذونات، واعتماد الإجراءات، بكل سهولة وبطريقة تتميز بالدقة والسرعة، لإدارة الشؤون الوظيفية من أي مكان وفي أي وقت.وأضاف أن استخدام تطبيق الموظف الذكي يوفر الوقت والجهد للموظفين للقيام بأنشطتهم اليومية من خلاله، إذا وصلت نسبة توفير الوقت إلى 96% هذا إلى مزايا عديدة أخرى ليس أقلها دعم الجهود عدم استخدام الورق في المعاملات اليومية في الدوائر الحكومية بدبي.

قـــــــــــــد يهمــــــــــــــــك ايضـــــــــــــــــــا

دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي تستعرض خطة مجلس الشباب للعام الجاري


"الموارد البشرية في دبي" تناقش نظام العمل عن بُعد وإدارة أداء موظفي الحكومة