دبي – صوت الإمارات
أنقذت المواطنة ميثاء علي جمعة محمد المازمي، رجلًا آسيويًا من القتل على يد قريب له، بعدما حاول خنقه بحبل داخل مواقف مركز تسوّق تجاري كبير في دبي، وسط ذهول الموجودين في المكان.
وتلقّت المازمي لاحقًا اتصالًا هاتفيًا لاستدعائها من شرطة دبي، فاعتقدت - كما ذكرت أنها مطلوبة للإدلاء بشهادتها في الواقعة، لكنها فوجئت بالقائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، ومساعده لشؤون للبحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، يستقبلانها لتكريمها على موقفها البطولي.
وأوضحت المازمي "إن الواقعة حدثت قبل نحو أسبوعين مساءً، أثناء مغادرتها أحد مراكز التسوّق الكبيرة إذ سمعت صراخًا داخل مواقف المركبات التابعة للمركز، وفوجئت بفتيات يجرين بسرعة ويشرن إلى مكان معين".
وأضافت: "توجهت إلى الموقع، فرأيت شخصًا يجثم على آخر وبيده حبل مثبت بشيء داخل سيارة تقف إلى جوارهما، فظننت أنه يحاول إنقاذه من الخنق، لكن حين اقتربت منهما، تبيّن لي العكس، إذ لاحظت أنه يلف الحبل حول رقبته بقوة، فسألته لماذا تجلس عليه، لكنه لم يرد. كما لم ينطق المجني عليه، الذي احمرّ وجهه وبدا في النزع الأخير، وآثار كدمات واحمرار واضحة على مؤخرة رقبته".
وأشارت المازمي، وهي ملازم أول في قطاع التدريب في وزارة الداخلية، إلى أنها "أظهرت بطاقتها العسكرية للمعتدي، واقتربت منه أكثر، فارتبك، وتخلى عن الرجل الآخر، وجرى بسرعة محاولًا الفرار، إلا أنني ناديت على رجال الأمن وطلبت منهم اللحاق به، غير أنهم لم يستطيعوا الإمساك به بسبب سرعته الكبيرة، لكن ظهر شخصان مصريان بالمصادفة، وشاهدا الموقف، فاعترضا سبيله - بناء على طلب الأمن - وأوقفاه، وشلا حركته، وتمت السيطرة عليه".
وتابعت المازمي: "بحكم طبيعة عملي منعت الأشخاص الذين التفوا حول المجني عليه من مساعدته على الوقوف، خصوصًا أنه كاد يسقط كلما حاول النهوض، وطلبت منهم عدم إعطائه ماء، لأنه كان ينزف وخفت من تأثيره السلبي عليه"، مشيرة إلى أنه "كان على وشك التعرّض للإغماء وفقد توازنه كليًا، بسبب الضغط الشديد على رقبته".
وسألته عن السبب فأجاب بأن "صلة قرابة تربطه بالمتهم الذي جاء إلى الدولة بتأشيرة زيارة، وكان على وشك المغادرة"، لافتًا إلى أنه "خرج معه من المركز التجاري وركب السيارة في مقعد السائق، فيما جلس المعتدي في المقعد الخلفي، وأثناء تشغيل المركبة وجه إليه الأخير ضربة على رأسه فمال إلى الأمام، ثم لف حبلًا حول رقبته، ودفعه إلى خارج السيارة، كمن يعلق شخصًا في مشنقة، وبدأ خنقه بطريقة احترافية".
ولفتت إلى أن "الشرطة وصلت خلال أقل من خمس دقائق، واقتادت المتهم إلى مركز شرطة بردبي، فيما نقل المجني عليه بواسطة الإسعاف إلى المستشفى".
وقالت المازمي إن "المشهد كان عنيفًا للغاية، وتصرف المعتدي بدهاء، حيث ثبت الحبل بطريقة يصعب على المجني عليه الإفلات منها، لكن بحكم مهنتي نعتاد على التعامل مع هذه المواقف، وزاد إصراري حين أدركت أن الرجل الذي يتعرض للخنق على وشك الموت".
وأضافت أنها "مبتعثة في الخارج لاستكمال دراستها على نفقة وزارة الداخلية، وعادت الى الدولة لقضاء إجازة سريعة، ولم تتخيل أن تشهد زيارتها هذا القدر من الإثارة، لكنها سعيدة لأنها أسهمت في إنقاذ روح إنسان".
إلى ذلك، قال القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، إنه "تم تكريم المواطنة على شجاعتها وحُسن تصرفها، ما أسهم في منع جريمة وإنقاذ حياة إنسان".
وأضاف أن "شرطة دبي تحرص على تكريم أفراد الجمهور المساهمين معها في الحفاظ على أمن وسلامة المجتمع، ومساعدتها على أداء مهامها الميدانية بشقيها المروري والجنائي"، مؤكدًا أن "التكريم يعدّ حافزًا للآخرين حتى يتصرفوا بروح إيجابية".
وعلمت "صوت الإمارات" أن المعتدي والمجني عليه يرفضان الإفصاح عن أسباب الخلاف الذي أدى إلى محاولة أحدهما قتل الآخر في مكان عام.