أبوظبي – صوت الإمارات
أكد نائب رئيس لجنة تأمين الفعاليات، مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ بالإنابة في شرطة دبي، العقيد عبدالله خليفة المري، إن تأمين احتفالات الألعاب النارية التي تستغرق نحو سبع دقائق خلال رأس السنة في برج خليفة ووسط مدينة دبي، يسبقه عمل لمدة تسعة أشهر.
وكشف عن تفاصيل الخطة التي نفذتها اللجنة خلال احتفالات العام الجاري، ولعبت دورًا رئيسًا في السيطرة على حريق فندق "العنوان"، وإنقاذ أرواح الآلاف، موضحًا بالصور أن الوضع ربما كان مختلفًا لو وقع الحريق في عام 2013.
وركزت الخطة التي وضعت قبل احتفالات رأس السنة، التي حضرها في منطقة برج خليفة نحو مليون و600 ألف زائر، على تفاصيل دقيقة، غيّرت كليًا خريطة وشكل الاحتفال في محيط فندق "العنوان" وبوليفارد، ما أسهم في وصول مركبات الدفاع المدني والإسعاف بسهولة إلى الفندق، فضلًا عن إخلاء 85% من رواده خلال أقل من ربع ساعة بشكل أبهر العالم.
وأكد المري أن الخطة التي وضعتها لجنة تأمين الفعاليات لم تغفل أي جانب، ولم تترك شيئًا للمصادفة، لدرجة تحديد الطرف المعني بالتغطية الإعلامية، في حال وقوع أزمة، حتى لا يحدث تضارب في التصريحات.
وأوضح المري أن جميع المناسبات الكبرى التي تنظم في دبي يسبقها عمل هائل من اللجنة التي تتكون من جميع الجهات الحكومية ذات الصلة في دبي، مثل الشرطة والدفاع المدني والإسعاف وهيئة الطرق والمواصلات، والإدارة العامة لأمن الدولة، والجهات ذات الصلة بالحدث، مثل شركة إعمار، خلال احتفالات رأس السنة في مدينة برج خليفة.
وأفاد بأن احتفالات رأس السنة تعد الفعالية الأضخم التي تتولى اللجنة تأمينها، ويبدأ الاستعداد بدءًا من شهر فبراير من خلال تقييم أداء الفرق والجهات المشاركة في الاحتفال السابق، وتوجيه الملاحظات إلى كل جهة، وتحديد السلبيات التي يجب تلافيها، لتنتقل اللجنة مباشرة خلال شهر مارس إلى مرحلة تنفيذ عملية تأمين احتفالات رأس السنة الجديدة، التي تستمر تسعة أشهر.
وشرح المري أن عملية التقييم مهمة للغاية، إذ أدت إلى تلافي سلبيات رصدت خلال الأعوام السابقة وحتى مطلع عام 2014، وكانت سببًا رئيسًا في تكدس الحشود، وحدوث اختناقات وتزاحم، وارتباك في الدخول والخروج.
وأضاف أن الإجراءات التي نفذت خلال العام الجاري كان لها دور أساسي في نجاح التعامل مع حريق "العنوان"، والخروج بهذه النتيجة المبهرة من عملية الإخلاء والإنقاذ، دون وقوع وفاة واحدة أو حتى إصابة مزمنة.
وكشف أن هناك جوانب أساسية في الخطة أدت إلى هذه النتيجة، أهمها تنظيم عملية السير، وإغلاق "البوليفارد" من الثامنة مساء، وزيادة مناطق المشاهدة إلى ست مواقع، إضافة إلى إحكام السيطرة على المداخل المؤدية إلى منطقة الاحتفالات، من خلال تسع نقاط تفتيش، لافتًا إلى أن المقارنة المرجعية المصورة بين احتفالي عام 2014 و2016 تكشف كيف كانت المنطقة متكدسة قبل عامين، ولا تسمح بأي حركة للسيارات، وفي المقابل هناك انسياب مروري في الشوارع خلال احتفالات العام الجاري.
ولفت المري إلى تغيير كلي في محيط "العنوان"، إذ منع نهائيًا دخول الجمهور في منطقة "بروميناد" أو الواجهة المائية المجاورة للفندق، وحصر السماح بالمرور في المنطقة المحيطة على العائلات، ما أسهم في إخلاء النزلاء بسهولة، لأنهم وجدوا طريقًا مفتوحًا أمامهم، ولم يكن هناك أي مجال للتدافع أو الازدحام.
وأفاد بأن التحدي الصعب في حال وقوع حريق في ظروف مثل هذه هو كيفية تأمين وصول مركبات الدفاع المدني، لافتًا إلى أن اللجنة استعدت مسبقًا لذلك، وعالجت الثغرات السابقة، فأمّنت شوارع مفتوحة، رغم وجود مليون و600 ألف محتفل وسط دبي خلال الاحتفالات، وكانت هناك مركبة إطفاء واحدة بجوار "العنوان"، لكن في ظل تحديد مسار لدخول مركبات الطوارئ، تم استدعاء بقية الفرق الموجودة في أربع مناطق، وخلال أقل من ثلاث دقائق، كانت فرق المكافحة تعمل بطاقة كبيرة في الإخلاء والإنقاذ ثم الإطفاء.